تطور مثير في قوائم "مصرف الراجحي" للربع الثاني

26/08/2012 26
د. أحمد المزروعي

كما هو معلوم فإن أغلب البنوك والمصارف السعودية تحصل على ايرادتها من مصدرين رئيسيين وهما الايرادات المتأتية من الاقراض والتي يطلق عليها (العمولات الخاصة) ، والمصدر الرئيسي الثاني يأتي من الخدمات البنكية ، فيما لاتشكل ايرادات الاستثمارات سوى جزء يسير من الايرادات لأغلب البنوك السعودية.

وخلال النصف الأول من عام 2012 يمكن ارجاع معظم النمو الذي حققته البنوك السعودية في أرباحها الى نمو ايراد الخدمات البنكية والتي تشتمل من بين اشياء عديدة على الرسوم والحوالات والوساطة بالاسهم وفرق العملة وبطاقات الائتمان وما الى ذلك من ايرادات ... وذلك في الوقت الذي حقق المصدر الرئيسي للايرادات (العمولات الخاصة) نموا محدودا..

وأهم مايلفت النظر بهذا الخصوص القفزة الكبيرة التي حققها مصرف الراجحي حيث بلغت ايرادات الخدمات البنكية الصافية وفرق العملة أكثر من 1000 مليون ريال خلال الربع الثاني فقط وأعتقد أن ذلك يحدث للمرة الأولى في تاريخ البنوك السعودية ، كما أنها المرة الأولى التي يتخطى الراجحي البنك الأهلي (أكبر بنك سعودي) في هذا المجال بالرغم من أن حجم الأهلي يزيد على حجم الراجحي بنحو 35 % من ناحية الموجودات..

يعد هذا تطورا هاما بالنسبة لمصرف الراجحي الذي كان تاريخيا لايحصل على ايرادات كبيرة من الخدمات البنكية حيث كان يعتمد بشكل كبير على الايرادات من الاقراض والتمويل للشركات والأفراد (تقسيط وبيع آجل ومرابحة) لكن بسبب انخفاض عوائد التمويل خلال السنوات الماضية بسبب تراجع أسعار الفائدة جعلت المصرف يركز على تعويض ذلك بالايرادات من الخدمات ويبدو أن البنك حقق نجاحا في هذا المجال كما يوضح الجدول التالي لتطور الايرادات من "الخدمات البنكية" خلال السنوات الماضية:

فكما يلاحظ من الجدول فإن المصرف حقق نموا قدره 37 % العام الماضي وذلك في ايرادات الخدمات البنكية ، كما أنه في طريقه لتحقيق نمو يصل الى 30 % هذه السنة ، وهو نمو يفوق نمو حجم موجودات البنك.

وصفت هذا بالتطور المثير في العنوان لان هذه الزيادة في ايرادات الخدمات البنكية كانت السبب الرئيسي في تحقيق المصرف للنمو في ارباح النصف الأول 2012 مقارنة بالعام الماضي (+ 16 %) ، ومع وصول أسعار العوائد على الاقراض الى أدنى مستوياتها حاليا ، وهو ما يعني أنه لم يعد هناك مجال لانخفاضها ، فإن ذلك من شأنه أن يساعد مصرف الراجحي على مواصلة النمو في الارباح السنوات القادمة بفضل عاملين رئسيين ، أولهما نمو حجم المصرف وما يتبعه من نمو حجم الاقراض والتمويل وبالتالي نمو دخل الاقراض ، وثانيهما نمو الدخل الصافي من الخدمات البنكية.... لاحظ أن "الراجحي" لم يحقق اي نمو في الربح الصافي في الفترة (2006 – 2010) وذلك بسبب أن نمو حجم البنك ، ونمو حجم الاقراض بالتالي ، كان يقابله انخفاض مستمر في عوائد الربح بسبب انخفاض سعر الفائدة والآن مع وصول أسعار الفائدة الى أدنى مستوياتها فإن هذا العامل السلبي سيختفي.