عرضت على مدى خمسة أسابيع لقراءات سريعة لنتائج الشركات المساهمة في النصف الأول من العام 2012، وكان مما خرجت به أن النتائج في مجملها كانت أقل من مثيلاتها لعام 2011 بنسبة 2.7%، بما يشير إلى تباطؤ نمو القطاعات الاقتصادية غير النفطية بوجه عام، وأنه عند النظر إلى الشركات من زاوية التصنيف القطاعي لها، فإن خمس قطاعات قد تراجعت نتائجها، في حين ارتفعت أرباح شركات قطاعي البنوك والخدمات المالية، والنقل فقط. وقد تبين أن ثلث الشركات أو 14 شركة منها قد ارتفعت أرباحها بنسب عالية كان أكبرها في المواشي (122%) ومجموعة المستثمرين(98.1%) وأزدان (91.1%) والسينما(90.5%) ودلالة(80.4%)، وأقلها في الوطني بنسبة 18.5%. وتراجعت في المقابل أرباح 14 شركة أخرى بنسب مختلفة كان أكثرها انخفاضا في الطبية (61.9%) والسلام (52.9%)،وبروة(21.1%) والمتحدة (13.9%) وكيوتيل(13.3%)، وأقلها في ناقلات وقطروعمان وأعمال وصناعات والكهرباء،. وبين هذه المجموعة وتلك، كانت هناك مجموعة ثالثة عددها 14 شركة أيضاً تراوحت نتائجها ما بين استمرار تحقيق الخسائر، كما في الطبية وفودافون، وبين تحقيق معدلات نمو بنسب محدودة تقل؛ ولكنها لا تزيد عن 10.5%. ونعرض في هذا المقال الإضافي لبعض ما يمكن استخلاصه من النتائج المعلنة، وخاصة في البحث عن أسباب نمو الأرباح أو تراجعها في النصف الأول.
1- تحققت النتائج الجيدة على شركات الثلث الأول نتيجة ظروف استثنائية يمكن بيانها كالتالي:
أ- زيادة إيرادات التشغيل نتيجة عمليات التوسع في النشاط كما في الميرة، أو نتيجة زيادة رأس المال كما في الوطني، أو لظروف موسمية كما في مواشي، أو نتيجة لزيادة الإيرادات من أرباح شركات تابعة كما في التحويلية.
ب- زيادة الدعم الحكومي كما في شركتي زاد ومواشي.
ت- زيادة إيرادات الإيجارات كما في السينما.
ث- حدوث صفقات عقارية كبيرة كما في دلالة.
ج- انخفاض المصاريف الإدارية والعمومية كما في الإسلامية القابضة
2- أما الشركات التي تراجعت نتائجها عن الفترة المناظرة من العام السابق، فإن ذلك راجع لعدد من الأسباب في مقدمتها:
أ- ارتفاع تكاليف التشغيل ويبدو ذلك في حالة شركات أعمال ووقود وصناعات والسلام، والكهرباء.
ب- ارتفاع المصاريف الإدارية والعمومية والتمويل كما في صناعات والسلام ومزايا وقطر للتأمين والطبية وكيوتيل وقطروعمان وناقلات.
ت- انخفاض الإيرادات الاستثمارية أو الأخرى كما في المتحدة والسلام ووقود، وكيوتيل.
3- لوحظ أن بعض الشركات تمكنت من خفض مصروفاتها الإدارية والعمومية، ونجحت بذلك في تحقيق نمو محدود في الأرباح أو تقليص تراجعها ومن ذلك الأهلي والتجاري، ونجحت الإسمنت في خفض مصاريف التشغيل فنمت أرباحها. كما أن نمو المصاريف الإدارية والعمومية في شركات أخرى كان أقل من نمو الإيرادات فأدى ذلك إلى نمو الأرباح مثل الخليج الدولية والميرة .
4- تمكنت البنوك الإسلامية من تحقيق نمو محدود في أرباحها بالاعتماد على تقليص حصة أصحاب حسابات الاستثمار المطلقة من الأرباح كما في الدولي والمصرف، أو أنها نمت بنسبة محدودة مقارنة بنمو تلك الحسابات كما في مصرف الريان.
5- من جهة أخرى كان النمو في عائد السهم لدى عدد من الشركات أقل بكثير من النمو في صافي الأرباح نتيجة زيادة عدد الأسهم؛ إما بالاكتتاب أو عن طريق توزيع أسهم منحة، ومن هذه الشركات الوطني، مجمع المناعي والمتحدة والسينما والأهلي وزاد والإجارة.
6- أن نتائج الشركات في النصف الأول من العام قد رسمت بصورة أولية ملامح النتائج القادمة عن فترة 9 شهور التي سيبدأ ظهورها في أكتوبر القادم، كما أن النتائج النهائية للعام 2012 ستكون مشابهة إلى حد كبير لنتائج النصف الأول من العام.
ويظل فيما كتبت رأي شخصي قد يحتمل الصواب والخطأ والله أعلم.