ميزانية الدولة البرامج أفضل من الأبواب

23/08/2012 4
عبدالله الجعيثن

من حسن حظي أني اشتغلت - مطلع شبابي - في الادارة المالية بإحدى الوزارات، وبعد تدريبي اسبوعاً كلفوني بمسؤولية عدد من الدفاتر من بينها جاري وزارة المالية.. وهنا يجب أن اذهب بين حين وآخر إلى وزارة المالية لمطابقة الدفتر مع دفاترهم!

لا أدري ما هو الوضع الآن بالنسبة (للدفاتر) لكني أظنها انقرضت - أو على وشك - مع تعميم الحاسب الآلي.. لكن الذي أدريه أن الوضع ظل على ما هو عليه قبل أربعين عاماً من اعتماد (ميزانية الدولة) على الأبواب، فالباب الأول للرواتب والرابع للمشاريع، وبينهما صيانة ونحوها..

* اعتقد أن هذه الطريقة في إعداد ميزانية الدولة وتصنيفها لم تعُد ملائمة.. وأن الأفضل استخدام (برامج العمل) بدل (الأبواب) في توزيع اعتماد المبالغ لكل وزارة وجهة حكومية..

* فتحديد (برنامج العمل) الذي تم اعتماد مبلغ محدد له هو أكثر وضوحاً وشفافية، وأسهل في متابعة تنفيذ البرنامج المعتمد بالتآزر بين الوزارة المكلفة بالبرنامج، ووزارة المالية التي اعتمدت له المبلغ بعد دراسته، ووزارة الاقتصاد والتخطيط التي تعد (الخطط) المبنية على (برامج عمل) وليس على (أبواب) فإن (الأبواب) مجرد مسمى فضفاض لأوجه صرف مختلفة يصعب التحقق من أنها صرفت فيما اعتمدت له بالضبط، وفي قياس ما تم انجازه من (برنامج العمل) المحدد بمبلغ ومُدّة ومواصفات يسهل متابعتها ومراقبتها وقياس مدى الانجاز فيها وأوجه النجاح أو الاخفاق..

* المملكة - والحمد لله - تنعم بفوائض مالية هائلة حقاً - وقطعاً لا يعود ذلك لمجرد وجود النفط بكثافة، وإنما يعود أولاً لتوفيق الله عز وجل ثم لحكمة قيادتنا التي جنبت بلادنا الحروب والفتن والمشكلات، فكم من دولة نفطية عصفت بها الاضطرابات وسوء السياسة حتى عاد نفطها وبالاً عليها، أو على الأقل لم تستفد منه إلا بشكل ضئيل..

* إن اعتماد (برامج العمل) في ميزانية الدولة أجدى في نظري من استخدام (أبواب) الصرف التي عفى عليها الزمن.. والموضوع مطروح للتفكير والنقاش.