شركات التأمين ضرها اكثر من نفعها!!!

04/08/2012 8
محمد بن عجاج

بعد إلزام الدولة بتطبيق التأمين على المركبات والتأمين الصحي، قرر مجلس الوزراء أن تكون جميع شركات التأمين العاملة بالسوق السعودي شركات مساهمة عامة من خلال طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام ... هذه الخطوه جيدة لكن الإشكالية في التنفيذ أضرت بسوق الأوراق المالية!!!

بعيدا عن الرأي الشرعي في حرمة او جواز نشاط هذه الشركة ،،، أرى أن وجود شركات التأمين بهذا الشكل في السوق المالية قد ضر السوق أكثر مما نفعه. يوجد حاليا 33 شركة تأمين منها 32 شركة تم إدراجها بالسوق خلال الفترة من 2007 وحتى العام الجاري، واستقطبت نحو 2.9 مليار ريال قيمة هذه الاكتتابات.( هناك ثلاث شركات قامت بزيادة رؤوس أموالها بعد تأكلها نتيجة الخسائر المتراكمة وهناك شركات أخرى في الطريق).

كما يلاحظ من الجدول فإن شركات التأمين التي طرحت للاكتتاب خلال الخمس سنوات جمعت تقريبا 2.9 مليار ريال من أموال المواطنين،،، لكن حتى هذه اللحظة تعتبر العديد من شركات التأمين شركات ورقية إن صح التعبير كونها إما شركات خاسرة او لم تحصل على التراخيص الكاملة من مؤسسة النقد.

حققت شركات التأمين خلال النصف الأول من العام الجاري ارباحا بقيمة 139 مليون ريال منها 134 مليون تم تحقيقها من ثلاث شركات فقط (التعاونية – ملاذ – ميد قلف)، فيما بقية شركات القطاع وعددها 30 شركة بالكاد حققت 5 ملايين ريال!!!!! وبالتالي فإن مكرر ربح القطاع بناءا على نتائج أخر 4 فصول يبلغ تقريبا 80 مره وهو ما يزيد بـ 6 اضعاف مكرر السوق ككل.

انتظرت تقرير تداول الشهري لإحصاءات السوق عن شهر يوليو إلا أنه لم يصدر حتى الآن فاعتمدت على تقرير شهر يونيو ، مع العلم أن المضاربات على قطاع التأمين خلال شهر يوليو كانت أنشط كثيرا عن شهر يونيو، والجدول أدناه يوضح استحواذ قطاع التأمين على السيولة بالسوق:

من خلال الجدول الثاني يظهر لنا أن قطاع التأمين استحوذ على 29 % من قيمة تداولات السوق ما يعادل 40 مليار ريال (بمعدل 1.2 مليار ريال لكل شركة تأمين مقارنة بـ 0.9 مليار متوسط السوق). والمفارقة أن قيمة وكمية التداولات الشهرية تتجاوز القيمة السوقية والأسهم المصدرة للقطاع ككل!!!!

الضرر الذي اصاب السوق من جراء هذا الإسهال في طرح وإدراج شركات التأمين يتركز في سحب السيولة من الشركات الجيدة وتوجهها لشركات التأمين الخاسرة، وبالتالي المساهمة في عدم استقرار السوق وتكبيد صغار المتداولين خسائر فادحة نظرا لجريهم خلف تلك الشركات طمعا في الكسب السريع ... بعكس المضاربة في الشركات الجيدة والتي وإن لم يربح منها المتداول فإنه على الأقل سيستفيد من توزيعاتها النقدية.

لذلك ارى أن تقوم هيئة السوق المالي بضبط الأمور في هذا القطاع خصوصا والمضاربة بالشركات الورقية عموما لأن أضراره على السوق كبيرة. وارى أن تعيد الهيئة رأيها في إنشاء سوق ثانوي للشركات التي لم تبدء نشاطها التشغيلي أو الشركات التي تمر بمرحلة الخسائر مزمنه.... وإن لم ترغب في إعادة الرأي اتمنى أن يتم تخفيض نسب التذبذب لمثل هذه الشركات بحيث لا تتجاوز 3 % مثلا في اليوم ارتفاعا وبالتالي ستعود السيولة للشركات الجيدة وسيعود الاستقرار للسوق وترتفع كفاءته،، والله أعلم