لقد تردّدت في الكتابة حول سكة الحديد، وما مرّت به من حوادث، لأنّ الكثيرين قد كتبوا عن ذلك، ولكن هناك جوانب من تاريخ السكة الحديد غير متداول، وربما أنّ بعض ذلك التاريخ قد ساهم لاحقاً فيما حدث.
تأسيس سكة الحديد كان جزءاً من مشاريع التزمت شركة أرامكو الأمريكية بتنفيذها، كجزء من التزاماتها تجاه الحكومة السعودية، مقابل امتياز البترول، وهنا لابد أن أتوقف، وأتمنى لو بقيت إدارة المؤسسة جزءاً من أرامكو، بدلاً من تحويلها إلى قطاع الخدمة المدنية الحكومي!! ومع ذلك فقد عملت السكة (بخطها الوحيد) بدون حوادث تُذكر، وربما ساعد في ذلك تواضع حركة الركاب، والبضائع، بين المنطقة الشرقية، والرياض، لسنوات طويلة، حيث كان ميناء جدة هو الميناء التجاري الرئيسي.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنّ سكة الحديد قد اكتسبت، خلال عمرها، شعبيةً، واهتماماً، تجاوز مستوى خدمات الخط الحديدي ذاته، وكان ذلك نابعاً من خدمتين قدمتهما المؤسسة:-
1 – الخدمة الأولى، وهي أنه ولسنوات طويلة، لم يكن هناك دار ضيافة حكومية في المنطقة الشرقية، ولا فنادق تُذكر، وكانت مؤسسة سكة الحديد، تمتلك ضيافات، أصبحت ملجأ كل موظف حكومي ينتدب إلى المنطقة الشرقية، وبذلك اكتسب رئيس المؤسسة، والمؤسسة، اهتماماً خاصاً من أولئك المسؤولين، ومن الملاحظ أنّ ثلاثة رؤساء سابقين للسكة، قد انتهى بهم الأمر كوزراء، وهم أصحاب المعالي: الأستاذ عبد العزيز القريشي، والأستاذ خالد القصيبي، والدكتور غازي القصيبي - رحمه الله -.
2 – الجانب الآخر الذي أعطى مؤسسة سكة الحديد اهتمام المجتمع، وخصوصاً مجتمع التجار، هو أنه كان لدى مؤسسة السكة أراضٍ حول الخط، وخصوصاً عندما يصل الخط إلى نقطة وصوله، فتلك الأراضي كانت هامة لطبقة التجار، وأُجّـرت كمستودعات، بأسعار رمزية، ولمدد طويلة، وهو ما زاد من نفوذ مسؤولي تلك المؤسسة، وربما يقول قائل إنّ مسئولي المؤسسة في المراحل التالية للتأسيس، انشغلوا بالأمور الأخرى، عن الاهتمام بالمهمة الرئيسية لتشغيل خط القطار، بحيث إنه تخطاها الزمن تقنياً، وإدارياً.
المحصلة النهائية لكل ذلك هو أننا نخاطر اليوم بإيكال المزيد من المهام، والخطوط، إلى مؤسسة لم تتمكن من إدارة خط واحد!! ولن يكفي تغيير قيادتها فقط، وإنما لابد من إعادة هيكلتها جذرياً!! ووضعها على سكة التخصيص.
الكتابة عن هذه الأمور شجاعة كبيرة تتطلب قلب وطني وصادق .. كانت هذه المعلومات لنخبة النخبة فقط .. والآن للجميع استاذ سليمان .. استمتع دائما بقراءة مقالاتك ... مميزة بالمحتوى والأسلوب شكرًا :)
- يقال أن سبب عدم وجود شبكة قطارات فى أمريكا مقارنة بأوروبا، هو شركات صناعات السيارات الأمريكيه التى كانت ترغب فى إنجاح صناعة السيارات . لو فكرنا نطبق هذه المقوله على المملكه ، لانجد لها مكان حيث لاتوجد صناعة سيارات فى المملكه . وعشان كده لاأدرى لماذا تأخرنا كثيرا فى إقامة شبكة متطورة من السكة الحديد ؟؟ عسا ماتكون وزارة الماليه فى حينه وعدم مباركتها لذلك ، وأنت أحد أبنائها البرره ؟ ؟ - أعتقد انك نسيت الأستاذ عمر فقيه ، الذى كان أيضا رئيسا سابقا للسكه قبل أن يترأس ديوان المراقبه العامه وعضوية مجلس الوزراء. - أوافقك على التخصيص .
هذا رأي معاصر ومعايش لوضع سكة الحديد
ارى دمجها مع شركة النقل الجماعى التى يجب ان تنتقل الى مجال السكك الحديديه ولوعبر زيادة راس مالها وادخال مستثمر اجنبى من ذوى الخبره فى مجال السكك الحديديه
المحصلة النهائية لكل ذلك هو أننا نخاطر اليوم بإيكال المزيد من المهام، والخطوط، إلى مؤسسة لم تتمكن من إدارة خط واحد!!
كلام من ذهب وأصاب كبد الحقيقة .
التأخر فى وجود سكك حديد هو عدم منافسة الخطوط السعودية في مطاراتها الداخلية ولا أشك أن هناك لوبي من اصحاب الشاحنات الثقيلة مصنعين ومستخدمين داخل وخارج المملكة سعوا لعدم ايجاد سكك حديد و/أو ساعدوا على تأخير المشاريع.
لو كان هناك معيار حقيقي لقياس النجاح في الدوائر الحكوميه لرئيت كل مسئولي الدوله يديرون مؤسسات حكوميه ودوائر حكوميه مثل شركة بيشه و الباحه وغيرها موقفه وتحقق خسائر تلو الخسائر !! نحن شعب يقود الجهل والفساد والتخلف لا يوجد نشاط نبدع فيه ابدا . كلمه اخيره متأكد انا منها وسوف ترون نتائجها مستقبلا : طالما ارامكو امتلت سعوديين سوف تصبح دائره حكوميه جاهله كلها بطاله مقنعه وقرارات ارتجاليه . فمن خلال تجربتي بأحد الدوائر الحكوميه وجدت ان المسئولين لا يكلون ولا يملون من الاجتماعات تلو الاجتماعات بالساعات الطوال والبلد في تخلف ونسير بسرعه هائله للوراء ونتائج هذه الاجتماعات كلها خاطئه وفاسده . الله المستعان بس