الرهن العقاري وأسعار العقار

07/07/2012 7
نايف بغلف

يراهن الكثيرون على ان الرهن العقاري هو أحد الحلول التي سوف تضغط على اسعار العقار للتراجع والسؤال الأكثر إلحاحاً هل اسعار العقار سوف تنخفض ام ترتفع؟ولمعرفة تأثير الرهن على أسعار العقار يجب ان ننظر للعرض والطلب على المدى القصير والطويل .

المدى القصير : كما هو معروف لدى جميع الإقتصاديين ان المدى القصير في الإقتصاد ليس مرتبطاً بوقتٍ محدد او فترة زمنية محددة إنما مرتبط بالفترة التي تلزم البائعين والمشترين في السوق للتفاعل مع التغير في نقطة توازن العرض والطلب (Market Equilibrium) (كمثال لذلك التفاعل :التغير في عدد شركات المقاولات المطورين المصنعين لمواد البناء والعمالة الخ).

والمعروف بالنسبة لمنحنى الطلب انه كلما زادت الأسعار قل الطلب ولكن عند زيادة الطلب المدفوع بزيادة الإئتمان(السيولة اذا اردت) فان منحنى الطلب سوف ينتقل الى اليمين(وذلك لأن تأثير أي عامل عدا السعر يؤدي الى انتقال المنحنى لليمن او اليسارnon price factor ) بمعنى تكوين نقطة توازن جديدة عند اسعار أعلى وكميات اكثر مقارنة بالمنحنى السابق,وبقاء منحنى العرض دون تغيير للمدى القصير والتحرك على طول منحنى العرض(moving along the supply curve , (والسبب في ذلك هو بقاء أحد مدخلات الإنتاج ثابتاً سواءً العمالة او مواد البناء ,اوعدد المطورين او عدد الاراضي المستغلة للتطوير دون تغيير في المدى القصير ,ونتاج تلك العملية تقبل المشترين لشراء كمية اكبر عند اسعار أعلى مقارنة بالمنحنى السابق وبذلك تتكون نقطة توازن جديده عند اسعار اعلى وذلك على المدى القصير .

اختصاراً ارتفاع اسعارالعقار الى حين .

المدى الطويل : طبعاً كما نعلم ان ارتفاع الأسعار يحفز العرض للإرتفاع على المدى القصير ولكن ليس فقط ارتفاع الأسعار ما سيحفز العرض بل وجود السيولة اللازمة للتطوير والتغيير او التوسع في مدخلات الإنتاج, ولكن للإنتقال الى المدى الطويل يجب يستجيب البائعين للطلب وذلك بإمكانية تغيير جميع مدخلات الإنتاج (كمية مواد البناء ,العمالة,عدد شركات التطوير الجديدة, زيادة التطوير من الشركات الموجودة في السوق اصلاً وبالطبع الوحدات العقارية المعروضة للبيع) والذي سوف يدفع لذلك التغيير هو توفر السيولة, وعند تلك الزيادة فان منحنى العرض سوف يتحرك لليمين للوصول الى نقطة توازن جديدة عند اسعار اقل وكميات أعلى وبالطبع يمكن للمشترين تغيير تفضيلاتهم في المدى الطويل والإختيار بين المنتجات المختلفة (في هذه الحالة المناطق, المساحات التي يرغبون في شرائها ,نوعية البناء الخ) .

بقي ان نعرف ان تلك الاّلية العرض والطلب تعمل تحت تأثير الكثير من العوامل منها الفائدة طبعا , اسعار مواد البناء , توفرالعمالة اللازمة, نسبة السيولة,الإجرائات الحكومية , الدخل والقائمة تطول بالطبع .

ومن الناحية الأخرى فإن الرهن العقاري في هذا التوقيت له سيئاته وحسناته, ومن المحاسن يمكن ان نذكر : إنخفاض أسعار الفائدة (القريبة من الفائدة الصفرية) حالياً بمعنى ان سعر الفائدة على القروض يجب ان يكون منخفضا في هذا الوقت مقارنة بالأعوام السابقة وإذا اخذنا عام 2006-2007مثالا كانت اسعار الفائدة قريبة من 5% ممايعني ارتفاع سعر الفائدة للإقراض او ما يدعى بالبرايم ((prime rate- وهو سعر فائدة مرجعي لإقراض افضل العملاء تصنيفاً أئتمانياً- مقارنة بأسعار اليوم.

أيضاً ارتفاع التضخم (4% الى 5%) سنوياً وهو الرقم المعلن في السنين الأخيرة وهو مايصب في صالح المقترض خاصة للرهون الطويلة وذلك لإنخفاض القوة الشرائية للعملة على المدى الطويل وبالتالي إنخفاض القيمة الحقيقيه للقرض .

وبالطبع السيئات تشمل : اسعار العقار المرتفعة, العدد المحدود من المؤسسات المالية (مرشحة بالطبع للأزدياد) وأيضا وجود مشاكل الاراضي التي لم تصلها الخدمات وغيرها .

أخيراً أرجو ان يكون الرهن العقاري بداية لمزيد من إزدهار الأعمال المرتبطة بالصناعة العقارية بشكل مباشر او غير مباشر وبداية لتكوين وظائف جديدة ورفع إجمالي الناتج المحلي((GDP للمملكه وبالطبع حلاً لمشكلة الإسكان .