شركة والدي

29/05/2009 9
رياض الربيعه

قبل بضع سنين وعندما قرر والدي طرح شركته الخاصة للاكتتاب العام ومن ثم طرحها في سوق تداول لم يدر بخلدنا أنا وإخوتي أبدا أن الحال سيتغير في وضع الشركة وسيطرتنا عليها.. فأنا مدير الشركة وعضوها المنتدب.. وأخي الثاني هو رئيس قسم المالية... والدي بالطبع رئيس مجلس الإدارة الذي يتكون من تسعة أعضاء 6 منهم من عائلتنا.

 

وبالفعل لم يتغير أي شيء في الشركة وطريقة عملها.. لازلنا نقوم بجميع المهام ونسيطر على أعمالها كاملة رغم أننا قمنا بالتخلص من أغلب كميات الأسهم التي نملكها..! في بداية الطرح كنا نملك مجتمعين 70% من أسهم الشركة، والآن لم يتبقى لدينا سوى 20% ولكن لازلنا مسيطرين.. أغلب المساهمين لا يحضرون الاجتماعات ولا يقرؤون التقارير الربعية أو السنوية.. وليس لديهم أي إحساس بالمسؤولية أو اهتمام بوضع الشركة .. تفكيرهم منصب على سعرها السوقي .. وفي بعض الأحيان كم سيكون توزيع الأرباح .. ولا يهمهم ماذا اشترت الشركة وعلى ماذا استحوذت.. حتى عندما قمنا بالتخلص من بعض شركاتنا الخاصة الخاسرة أو ضعيفة النمو وذلك ببيعها على الشركة المساهمة وبمبلغ كبير لم نكن نستطيع تمريره على أحد من التجار أو الشركات الأخرى.. لم يسأل أو حتى يتساءل أي مساهم عن هذه الصفقة.. ربما هناك شخص أو شخصين لم يعجبهم ما قمنا بعمله واحتجوا علينا في الجمعية.. ولكنهم قلة لا يملكون حصة كبيرة من أسهم الشركة ولم يتفاعل معهم باقي المساهمين.. وحقيقة الأمر ليس هذا حال شركتنا فقط.. أغلب الشركات العائلية (أو التي كانت عائلية) تسير بنفس الصورة.. نحمد الله على أن غالبية المساهمين حتى الآن لا يقرؤون.. وإن قرؤوا لا يهتمون... المهم عندنا أن ندير الشركة ونستغل مواردها لأعمالنا الخاصة.. والمهم لديهم كم سعر السهم... معادلة سهله بالنسبة لنا... رفع سعر السهم كل فترة وتوزيع جزء يسير من الأرباح كل عام وبذلك نرضي المساهم ونبقى نحن في شركتنا.. نعم شركتنا.. فوالدي هو من أسسها وتعب فيها أغلب حياته.. وحتى لو باع جزء منها أو كلها فهو من أسسها ومن حقنا أن نسيطر عليها وأن نسيرها كيفما نشاء وبأي طريقة.. ومن حقنا أن نأخذ من أرباحها بطريقتنا وحتى لو كان بالالتفات على النظام فهي شركتنا..! واللي مو عاجبه يبيع أسهمه..!