بشرى للكهول !

30/08/2009 2
سليمان المنديل

قبل أيام طالعتنا الصحف بإعلان لم تتجاوز مساحته ربع صفحة، ولكن تأثيراته الإيجابية طويلة المدى، هي أكبر بكثير من مساحة الإعلان. وهو إعلان وزارة الثقافة والإعلام باستقبال طلبات الراغبين في الحصول على تراخيص بث إذاعي على موجات (FM)، وحددت الوزارة عدد (6) تراخيص كمرحلة أولى.

كم هو جميل أن يطبق في حياتنا مبدأ المنافسة، وكم هي حياتنا رتيبة ومملة، كلما تحكمت بها احتكارات هنا، وهناك.

في مجال البث الإذاعي، نحن مثل غيرنا، نجد أنه كلما تقدم بنا الوقت، تعقدت حياتنا، وأصبحنا نقضي وقتاً أطول على الطرقات، ومن ثم أصبحت مرافقة الراديو لنا أكثر من ذي قبل، ولكنها اليوم مقتصرة على الإذاعة الرسمية، بكل رتابتها المعهودة، وقناة خاصة واحدة تحتكر البث والإعلان. ولأنها تتوجه إلى جيل الشباب، فلم يعد لنا نحن الكهول بها حاجة.

أما مع المنافسة القادمة، فالمتوقع أن يحرص القادمون الجدد على اصطياد أعداد أكبر من المستمعين، ومن كل شرائح، وأذواق، وأعمار المجتمع، وكنتيجة لذلك قد نسمع عبد الحليم، بدلاً من الجسمي، وأم كلثوم بدلاً من نانسي، وقد نكون محظوظين، ونسمع سميرة توفيق، وهي تستحث "بالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل...". ونتيجة لذلك سيكون هناك اصطياد لشريحة أكبر من المعلنين، لمختلف المنتجات، بدلاً من تركيزهم اليوم على بايسون، ورد بول، وسن توب... إلخ.

أمتدح أيضاً قرار قصر عدد التراخيص الجديدة على ستة فقط، لأن المستثمرين القادمين سيلقون منافسة من الإذاعة الخاصة القائمة، لأنها ثبتت أقدامها على مدى سنين، ولذلك من العدل إتاحة الفرصة لعدد محدود، أن يثبتوا أقدامهم، قبل أن تكون هناك مرحلة ثانية، ولكن يجب أن تكون هناك مرحلة ثانية، وثالثة، ولو بعد حين.

أتمنى أن يطبق هذا النموذج على باقي حالات الاحتكار، أينما وجدت، لأن الاحتكار يمثل تشويهاً لنظام السوق الحر، ناهيك عن عدم عدالته الاجتماعية.