يا معشر العقاريين.. العبوا غيرها!

02/06/2012 15
عبد الحميد العمري

عجباً وأيُّ عجب مما يبدر من معشر العقاريين من فترةٍ لأخرى! ينطبقُ عليهم المثل الدارج (ضربني وبكى.. وسبقني اشتكى)، لقد ذاق المجتمع من أغلبهم الويلات من رفْعهم أسعار الأرض والمسكن دون مبرراتٍ حقيقية، وأحكموا حصارهم الفولاذي حول أوّل الاحتياجات الإنسانية ممثلةً في (منزل العمر)، حتى تلبّسَ الهمُّ والغمُّ والدَّينُ الطويل الأمد أنفسَ أرباب الأُسر، بل لقد أصبحتْ سكنى منزل مملوكٍ ضرْبا من الأحلام المستحيلة في بلادٍ حباها الله بمساحاتٍ شاسعة؛ تجاوزتْ مساحة قارة أوروبا بأسرها.

فصْلٌ (ساخر) جديد من فصول مسرحياتهم الساخرة، جمعهم في ورشة عملٍ (محترفة) مؤخراً، عقدته لجنة المساهمات العقارية نهاية الأسبوع الماضي، انتهى إلى توصياتٍ لم ترقب في مجتمعنا اللاهث وراء سراب تملك منزل العمر إلاً ولا ذمّة! كان أبرزها: المطالبة بتحويل المساهمات العقارية المتعثرة إلى القضاء، وليس للجنة المساهمات العقارية المتعثرة، وأن تُباع المساهمات بالمزاد العلني بأفضل الأسعار، وأن تقوم وزارة الإسكان بشراء بعض المساهمات العقارية بأسعار مناسبة، وأن يتم تأسيس جمعية لبعض المساهمات من المساهمين لتتولى تفويض من تراهم لتولي أعمال التصفية (هم من غير جمعية أذاقونا أمرَّ المر). وأخيراً، أن يتم تقنين التصاريح الإعلامية للمصفين حتى لا تستغل تصاريحهم في خلق إشكاليات وضبابية للمساهمين، (كتْم حتى الأصوات التي قد ترد بعض حقوقنا المهدرة!).

وزارة التجارة والصناعة، وزارة الإسكان، حذارِ ثم مليون حذارِ من هذه التوصيات المضللة، التي لم تبنَ إلا لأجل تحقيق مصالح ضيقةٍ جداً لا يتجاوز قطرها خرم إبرة! مصالح فئةٍ ضيقة على حساب مصالح 19 مليون مواطن ومواطنة. تذكروا جيداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيّده الله- فيما يتعلق بحل قضايا المساهمات المتعثرة، وما خلّفته من ويلاتٍ على رؤوس المواطنين، تذكّروا أنها استهدفتْ تحقيق مصلحة المواطن (المتضرر الأكبر) أولاً! وليكن ردّكم على معشر العقاريين (بالرفض) ولا سواه.