القصة الأولى: منذ حدوث الأزمة المالية في أمريكا في عام 2007م، ولاحقاً أزمة الديون الأوروبية، تكونت حركات يقودها المتضررون من سياسات التقشف، وزيادة الضرائب، وقد عبّرت تلك الحركات عن نفسها بشعار «احتلوا شارع وول»، وهو المركز المالي الشهير في نيويورك، ثم تكونت حركات مماثلة في مدن أمريكية أخرى، ثم أوروبية، لاحتلال المراكز المالية.
ذلك الحراك الاحتجاجي قاد مجموعة من جيل الشباب للتساؤل عن إمكانية العودة إلى النظام الاشتراكي، وأثار طلبة في إحدى الجامعات ذلك الموضوع في محاضرة مادة الاقتصاد، فقال البروفيسور إنه مستعد أن يطبّق المبدأ الاشتراكي عليهم، فيما يتعلق بدرجاتهم، بحيث إنه سيجمع درجات الطلبة، ويقسمها على عدد الطلبة، بحيث يحصل كل طالب على ذات النتيجة. وهنا احتج الطلبة المجدّون، لأن درجاتهم خفّضت قسراً، وسعد الكسالى بحصولهم على درجات أفضل. وفي الاختبار الثاني شعر المجدّون بالإحباط، ودرسوا أقل، وتراخى الكسالى أكثر، أملاً في أن ينقذهم المجدّون، وكانت النتيجة أن انخفضت درجات الجميع، واستمر الانحدار في الاختبارات التالية. وبذلك أعطاهم البروفيسور درساً في حالة معاقبة الشخص المنتج، ومكافأة الخامل، وهو ما يحدث في المجتمع الاشتراكي!!
•القصة الثانية: عند بداية العام الدراسي الجامعي، وقف البروفيسور أمام طلبته المستجدّين، وأمامه طاولة عليها عدة أشياء، منها إناء زجاجي، أشبه ما يكون بالمزهرية التي توضع فيها الزهور، وبدأ في وضع بعض الحصى داخل الإناء، حتى لم يعد هناك مكان لوضع المزيد. وسأل الطلبة: هل امتلأت المزهرية؟ وكان الجواب بالإيجاب. ثم وضع حصيات أصغر، وخلخلها، حتى دخلت في الفراغات الموجودة بين الحصى. وسأل الطلبة: هل امتلأت المزهرية؟ وكان الجواب بالإيجاب. وعندما لم يبق فراغ لإضافة حصيات، بدأ بوضع الرمل، واستمر يخلخل المزهرية، ويضيف الرمل، حتى بدا أنه لا يوجد أي فراغ. وسأل الطلبة: وكان الجواب بالإيجاب. وهنا التفت الدكتور إلى طلبته، وسأل إن كان أحد منهم مستعد لتفسير مغزى تلك التجربة التي قام بها؟!
وبالتأكيد أن الطلبة كانوا في حيرة، مما يعنيه الدكتور بتلك التجربة، والتي بدت بسيطة في ظاهرها، ولكن يبدو أن لدى الدكتور هدفاً لا يعرفونه.
وعندما لم يجد الدكتور متطوعين، شرع في شرح ما قام به، وقال هذه تجربة تمثل الحياة. فالمزهرية محدودة السعة، وهي تمثل ما هو مقدر لنا من عمر. أما الحصى فهي تمثل الأمور المهمة، والأساسية في حياتنا: مثل المعتقد، والزوجة، والزوج، والأولاد، والوالدين، والصحة... إلخ، أما الحصيات الأصغر، فتمثل الأشياء التالية في حياتنا من حيث الأهمية، مثل: العمل، والبيت، وباقي المقتنيات الحسية، التي توفر لنا الراحة، أما الرمل، فيمثل باقي الأمور الصغيرة.
ولذلك لو لم نتّبع الترتيب في ملء حياتنا، وتحديد أولوياتنا، فقد نقدم الأقل أهمية على الأهم، وتحديداً لو ملأنا الإناء بالرمل أولاً، لاستحوذ على الجزء الأكبر من مساحة الإناء، ولبقيت مساحة أقل للأمور الأهم، وقد تمنع من إدخال إحدى الأساسيات (الحصى) في الإناء.
كل ذلك يمثل الدعوة للاهتمام بالأساسيات، والأولويات، قبل الأمور الثانوية الأخرى.
مفهوم الاشتراكية واسع جداً والمثل الذي ضربته اقرب للنموذج الشيوعي فالتكافل الاجتماعي اشتراكية وهو موجود في ا ويذلهكلاسلام و حتى في قلعة الراسمالية امريكا اما افضل تطبيق للاشتراكية فهو موجود في السويد باختيار الشعب ورضاه فتحقيق الحد الادنى من مقومات العيش الكريم للانسان مطلوب فوجود عدد من البشر لا يملكون القدرات الذهنية و المعرفية التي تمكنهم من العيش برخاء لا يعني ان نتركهم للفقر ينهشهم و يذلهم بشرط ان يخضعوا لتوجيهات المجتمع بواسطة السلطة فيما يتعلق باسلوب حياتهم مثل تحديد النسل الخ.
ضرب الأمثال هو أسرع وأفضل وسيلة لفهم وترسيخ المعلومة والإستفادة منها فى الإقناع ، والقصتين المذكورتين على ما بهما من حكمة يمكن للمرأ إسقاطهما على ما يريد من أمور تتطرق لمواضيع مشابهة ، يمكن أن نقول أن سلبيات تطبيق التجربتين ينطبقان على الوضع المحلي الذى لا يطبق مبادىء الرأسمالية ولا الإشتراكية ولكنه ينتقى ما يراه ويخدم مصلحته الشخصية ولا يلزم نفسه بنظام ولا قانون ولكن الفيصل المعرفة والواسطه والشفاعه فقط فى معظم الأحوال أما البقية فتعطى أقل القليل .. ، أما التجربة الأخرى فإن المسؤولين عن القطاعات الخدمية والإقتصادية قد وضعوا الكثير الرمل أولاً بكل تأكيد بدليل أن الكثير من الأولويات لا زالت خارج مزهرية الوطن !!
نموذجين معبرين. لكن مسألة الاشتراكيه والراسماليه, فبعض الدول تطبق الرأسماليه , لكنها تكون اشتراكيه في تعاملاتها مع بعض الدول الاخرى, فهاهي أمريكا الرأسماليه تتغير عندما يكون الوضع حجم الاستيراد من الصين, مثلا, تحاول ان تضع العراقيل امام صادرات الصين, او عندما رفضت الدول الاوربيه السماح لمنتجات دول الخليج من البتروكيماويات بالنفاذ لاسواقها, بحجة ان الشركات الخليجيه تحصل على دعم من دولها,, فالطالب الذي اجتهد,الم يحصل على مساعده من والديه او من احد اصحابه . لذلك قد يكون سبب في تميزه؟؟؟؟؟؟؟
شكرا استاذ سليمان ، ترتيب الاولويات والاساسيات مهم جدا فى حياة الافراد والشعوب ، للاسف لايوجد لدينا شئ من ذلك ولا من يوجة الجيل الناشئ لذلك ، شعوب نجحت على الرغم من فقر اراضيها من الموارد الطبيعية بسبب وضوح الرؤيا وترتيب الاولويات ،،،