اخر التطورات في صناعة الاسمدة في العالم

02/05/2012 10
فيصل الاحمد

قبل فترة ليست ببعيدة توقع المنتجون الامريكيون للاسمدة انخفاض وتيرة الطلب على الاسمدة في العام 2012م ومنها ما ذهب اليه عملاق صناعة الاسمدة " بوتاش كورب " بتخفيض انتاجيتها واغلاق بعض الوحدات بنسبة 20%. ولكن المفاجأة ظهرت اخيرا عندما اعلن عملاق صناعة الاسمدة والبوتاسيوم Mosaic مويزاك " اكبر منتج متكامل للاسمدة والاغذية الحيوانية " عن مبيعاته في يوم واحد اواخر شهر مارس 2012 والتي عادلت مبيعات شهر يناير كاملا من نفس العام . بدأت انظار المستثمرين في العالم تتجه للصناعة مدعومة بحقيقتين الاولى وهي انخفاض تكلفة الانتاج للاسمدة في العالم بعد الانهيار السريع لاسعار اللقيم الغاز الطبيعي و وصوله لمستويات الدولار الامريكي للمليون وحدة حرارية مسجلا لمستويات منخفضة قياسية والتي أدت الى انخفاض التكلفة للطن بما يعادل 150 دولار للمنتج الامريكي والاوروبي ام الحقيقية الثانية فهي مرتبطة باساسيات السوق والتي نوردها وفقا للنقاط التالية:

1- بناء على اخر الاحصائيات والتقارير الرسمية المعلنة من وزارة الزراعة الامريكية والتي اظهرت انخفاض مخزونات الذرة بشكل رهيب خلال شهر مارس 2012 والتي سجلت ادنى مستوياتها خلال 8 سنوات ماضية وبنسبة انخفاض بلغت 7.5% مقارنة بمستويات المخزون من الشهر المماثل من العام 2011م. هذه الانخفاض يعزوه المسؤلون الى ارتفاع الاستهلاك بشكل كبير مما دفع اسعار المحصولات الزراعية وعلى راسها الحبوب القمح والذرة الى مستويات عالية . هذا التطور من شأنه تشجيع المزارعين على رفع نسبة المساحة المزروعة للقمح والذرة والتي تعتبر مستهلك رئيسي للاسمدة بكميات كبيرة والاستفادة من عامل ارتفاع الطلب وارتفاع هوامش الربحية

2- طبقا للاحصائات الرسمية الصينية ، فقد اظهرت ان الصين قامت باستيراد ما يعادل 1.3 مليون طن من الذرة خلال شهري يناير وفبراير والتي تعادل اكثر من 75% من جملة واردتها من الذرة في العام 2011م كاملا مما دعا الصين الى استيراد كميات ولأول مره في تاريخها من اوكرانيا تلبية للطلب المتزايد على القمح. اما على صعيد الاستيراد من القمح الامريكي فقد استوردت الصين ما مقداره 2,7 مليون طن من القمح في الثلاث شهور الاولى من عام 2012 مقارنة بما مقداره 0,3 مليون طن من نفس الفترة للعام 2011.

3- انخفاض كميات الانتاج والتصدير المتاحة للذرة في الفترات الماضية من بعض مناطق التصدير الرئيسية واهمها الارجتين ( ثاني أكبر مصدر العالم ) نتيجة لموجة الجفاف التي ضربت البلاد بالاضافة للبرازيل .

4- خلال 32 سنة ماضية لم يشهد الطقس الدافيء في امريكا دخوله الباكر مثل هذه السنة 2012 مما ساعد المزراعين على بدا موسم الزراعة باكرا والاستفادة من شح العرض وارتفاع الاسعار مما دفع الطلب على الاسمدة لمتسويات علية وقد تكون قياسية.

وعليه ووفقا للمعطيات السابقة فهي بداية مؤشرات جيدة على انتعاش الطلب على الاسمدة على مستوى العالم مما يدعم الاسعار وهوامش الربحية للفترة الماضية على خلاف ما هو متوقع من انخفاض الاسعار نتيحة الهبوط في اسعار اللقيم .