الاستقالات و أسبابها الحقيقة (محدث)

08/05/2012 7
عبدالكريم الحسون

تشير الدراسات إلى أن 89 % من المدراء ، ُيرجعون أسباب استقالة موظفيهم إلى أسباب مادية بحته ، ومع أن هذا السبب له ما يبرره في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية ، إلا أن الأسباب الحقيقة بحسب الدراسة ، تعود بشكل أساسي لعدم وفاء الوظيفة لواحدة أو أكثر من النقاط التالية :

1. الثقة وتنتج عن عدم وفاء الإدارة بوعودها أو استثمارها لطاقات موظفيها والعدل فيما بينهم في المعاملة والمكافئة .

2. الأمل أو قناعة الموظف بقدرته على تنمية مهاراته وصعود السلم الوظيفي والوصول لمنصب أعلى والحصول على راتب أعلى .

3. الإحساس بالجدارة وهي تعني الثقة في جدوى العمل الذي يؤديه الموظف والإحساس بأن للالتزام والاجتهاد نتائج إيجابية .

4. الإحساس بالكفاءة حيث يتوقع الموظف أن تتفق خبراته ومواهبه وقدراته مع مهام وظيفته بحيث تستثمر طاقاته بشكل جيد .

5. التدريب والتقويم اللازمين لتطوير أدائه وجعله أكثر سعادة وتقبلاً لعمله .

6. التحفيز المعنوي والمادي .

7. الشعور بالأمان والرضى الوظيفي .

8. التقدير والاحترام .

واستنادا إلى تلك المعطيات ، يسود الشعور بالإحباط السلبي داخل المنظمة وتصبح بيئة العمل غير صحية وغير قادرة على تقديم مخرجات ذات جودة منافسة ، كما تنشأ الصراعات بين العاملين نتيجة تعارض الأفكار والأهداف والاهتمامات بين أفراد الفريق .و لإعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر ساهم بشكل او بآخر في تهديد مصالحه . وهنا قد يتطور شكل آخر من أشكال الصراع ليصبح بين الرئيس والمرؤوس ، ولكون الموظف غالبا ما يكون الطرف الأضعف فإنه يكون بين خيارين أحلاهما مر ُ :

الاول : أن يقوم الموظف بتبني أفكار مديره والتنازل عن قيمة ومعتقداته والخضوع لتوجهات مديره خشية أن يفقد مصدر رزقه .عملا بالقول " يستحيل الوقوف في هذا العالم دون الانحناء أحيانا "

والثاني : البحث عن فرصة عمل أخرى . وهنا يقع الموظف تحت ضغط مجموعة من العوامل أهمها :

- الالتحاق بأي عمل متاح حتى وإن لم ينسجم مع تخصصه العلمي أو خبراته المهنية

- القبول براتب اقل من راتبه السابق ، مما سيؤثر على التزاماته المالية و خططه المستقبلية .

وقد يصل الحال بالموظف الى وقوعه تحت ضغط نفسي أكبر من قدرته على الصبر والاحتمال ، فليجأ الى الاستقالة قبل التفكير في عواقبها و قبل الحصول على فرصة بديلة ، وهنا تصبح المشكلة أكبر وقد تزداد تعقيداً ، لا سيما إذا كانت الفرص الوظيفية شحيحة و هو لا يملك المؤهل و الخبرة الكافيين للمنافسة والفوز بالفرصة المناسبة وفي الوقت والمكان المناسب .

إن لجوء المدراء إلى قول مثل هذا المبرر ليس له ما يبرره إلا .

- ضعف القدرات القيادية والإدارية للقائمين على المنظمة

- عدم وجود بيئة عمل صحية محفزة على الإنتاج والإبداع

- عدم وجود برنامج للتدريب والترقيات والمكافآت

- عدم الإيمان بأهمية العنصر البشري كأصل حقيقتي وعامل أساسي من عوامل تحقيق النجاح .

- سياسة تقليص النفقات بهدف تعظيم الربحية ، وتحقيق مكاسب شخصية وآنية .

- المحسوبية والقبلية والمناطقية .

وللتحوط من الوقوع في هذا المأزق فإنه يتعين على كل موظف ان يقوم بما يلي

- بوضع خطة مزمنة لتحقيق أهدافه المهنية والعملية و تنمية وتطوير قدراته ومهاراته و بما يتواكب و متطلبات السوق .

- وضع برنامج ادخاري طويل الأجل لتحقيق أهدافه المالية او لمواجهة أي ظرف طاريء قد يضطره للجوء لهذه هذه المدخرات عند الحاجة .

- البحث بأستمرارعن فرص العمل الجيدة في الشركات ذات السمعة والمكانة الطيبة .

والله الموفق