اليوم يكون السوق السعودي قد انتهى من فترة الإفصاح عن النتائج المالية للربع الأول 2012، تنوعت النتائج وردود أفعال المتعاملين وتقلب مزاج السوق خلال هذه الفترة، لاحظ المتابعون والمهتمون بالنتائج المالية تفوق قطاعي المصارف والخدمات المالية والاسمنت على قطاع الصناعات البتروكيماوية وهذا من خلال قراءة نسب النمو المحققة للشركات المدرجة في كل قطاع من القطاعات.
منذ أن بدأت التنظيمات الجديدة وبدأت شركات الاستثمار بإنشاء إداراة للبحوث لتقوم هذه الإدارة بمهام دراسة وإصدار التقارير إما الاقتصادية أو التقارير المالية وهي تلك التقارير التي تبحث جدوى الاستثمار من عدمه في قطاع معين أو شركة معينة من الشركات المدرجة في السوق المالية.
احتاجت شركات الوساطة وشركات الاستثمار إلى التسويق والتعريف بنفسها وبخدماتها المقدمة ومثلت التقارير المالية المصدرة والأبحاث أسلوبا ممتازا لكسب ثقة المتابع والمهتم وللتسويق ولتعرف الشركات عن نفسها لجمهور المستثمرين في السوق فعند انطلاقة خدمات البحوث وتغطية الشركات بدأت المنافسة في كسب المصداقية بينهم وهذا شىء جيد، ففي نهاية المطاف سيتمكن المستثمر من فرز التقارير ومعرفة الأكثر دقه والأكثر مصداقية فيما بينها وبالتالي يكون هو كمستثمر قد تمكن من تمييز مصدر حصوله على المعلومة، وفي مرحلة متقدمة وبعد أن كانت شركات الاستثمار تغطي شركات وقطاعات كلا على حدة، أصبحنا نشهد في نهاية كل ربع مالي كرنفالا لتوقع الأرباح المالية للشركات.
منذ فترة ومع تقلب المزاج الاقتصادي العالمي بدأت تتراجع دقة هذه التوقعات فهامش الفرق بين المعلن وبين التوقع أصبح كبيرا ومما لا شك فيه أن مثل هذه الفروقات في التوقعات من شأنه تقليص مساحة ثقة المتابع لها بالشركات المصدرة لهذه التوقعات، مع نهاية الربع الأول من العام الحالي ومع تزايد شهية المستثمرين لخوض مغامرات السوق نشط أكثر حضور توقعات الأرباح من إدارات البحوث في الشركات وكانت بعض هذه التوقعات تبعد عن الأرقام الأساسية المعلنة.
يجب بذل الجهد والبحث قبل إصدار توقعات الأرباح لكونها مؤثرة في قرار المستثمر قد تقوده إلى أخذ قرار استثماري ينطوي على تضرره اما بالبيع لسبب التوقع بانخفاض الأرباح أو الشراء لتوقع بنمو مغر لأرباح الشركة، وقلت هي الشركات التي تحدد شركات معينة كمحفظة مفضلة لها وتبقى تتابعها طوال الفصول المالية أو حتى تستبعدها من قائمتها المفضلة، رمي التوقعات بجداول دون ذكر أسباب هذه التوقعات والعوامل التي أوصلت المحللين إلى هذه التوقعات يبعدها عن الدقة ويشير إلى ارتكازها على متوسطات أرقام سابقة دون الأخذ بالمتغيرات.
«سافكو» كانت مثلا لما أتحدث عنه فالانخفاض الذي شهدته الأرباح لعدد من العوامل يشير الى أن كل المقيمين للأرباح قيموها دون البحث مع الشركة عما تراه وعن سير عملها خلال تلك الفترة لتكون توقعاتهم أكثر دقة، أيضا كمثل آخر بنك الرياض والنمو في أرباحه المعلنة حيث ارتفعت الأرباح بأكثر من 20 بالمائة من متوسط التوقعات وهذا هامش غير مقبول ويدل على عدم الحرص والاهتمام والبحث عن الدقة في المعلومة، إذا فقدت إدارة البحوث مصداقيتها فلا يمكن أن تعود بسهولة فهي أشبه بالزجاج حال انكساره.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لك اخي الكريم ... للتنويه انتهاء الافصاح ينتهي يوم 21 -4-2012 على ما اعلم وشكرا