سوق الأسهم..نهاية الفيلم الهندي

17/04/2012 10
عبد الحميد العمري

آتي إلى الخيار الثاني: أن تفوّض شخصاً غيرك يكون مرخّصاً ومؤهلاً بإدارة أموالك، لعل في تفاصيل هذا الخيار ما يمكن القول بأنه قد حوى في رحمه أم الويلات والمصائب! فكم منّا من سلّم رقبته (أمواله) لغيره دون أدنى درجةٍ من الحيطة والذكاء.

أليس منّا من أسلم قراراته الاستثمارية الصغير منها والكبير إلى رسالة جوالٍ مجهولة؟ أليس منّا من انقاد على غير هدى لتوصيةٍ بالشراء أو البيع أُطلقتْ في أُذن أحدنا إما في مجلسٍ عابر، أو في مقهى، أو حتى في الشارع، أو على صفحة منتدى للأسهم، أو حتى في مدرّج ملعبٍ بين شوطي مباراةٍ حامية الوطيس، أو في صالة انتظارٍ بأحد المستشفيات أو المطارات من شخصٍ لم تقابله من قبل ولا حتى تعرفه؟! قصصٌ وأمثلةٌ لا تُعد ولا تُحصى، الرابط المشترك بينها (ضربةٌ على الصدر) من مصدر التوصية أنها من أشخاصٌ، الثقة فيهم لا سقف لها! يقابلها في استسلامٍ غريب عجيب يغلفه حالةً من الذهول والتصديق، وأحياناً إغماءة وتخدير تصيب دماغ المتلقي تخترق من خلالها تلك التوصية كل الجدران، لتستقر تلك الرصاصة في قلب القرار الاستثماري، بل قل القرار الانتحاري!

صبراً؛ فإن المشهد الساخر لا يتوقّف عند ما تقدّم! إليك أمّ المصائب (أجارنا الله جميعاً منها)، أن يسلّم أحدنا رقبته (أمواله) عن طيب نفس وثقة عمياء لغيره دون قيدٍ أو شرط! يأتيك أحدهم في فخامة من القول والمظهر قائلاً: نحن قوة ضاربة في السوق، ندير المحافظ الاستثمارية كما نشاء، نحقق الأرباح التي نشاء، ونضمن لك ما تشاء! نحن ندير أموال فلان بن فلان، وعائلة آل فلان، ويرتفعُ حاجبيك من الدهشة! ثم ليضرب بثقةٍ يده على صدره؛ نحن باختصار صنّاع السوق، بل نحن الجبابرة الذين لا يصدّون ولا يقهرون.. وأكمل في الغد نهاية هذا الفيلم الهندي!