إدارتك لأموالك.. ماذا ومتى وكيف؟!

16/04/2012 3
عبد الحميد العمري

انتهيتُ معكم أمس عند الخيار الثالث (ألا يتورّط بالدخول في سوق الأسهم) لمن لم يعجبه أيُّ من الخيارين الأولين؛ الأول: أن يتعلم المرء ويطوّر من مهاراته المالية والاقتصادية. أو الثاني: أن يفوّض شخصاً غيره يكون مرخّصاً ومؤهلاً بإدارة أمواله. وأتابع هنا بعضاً من التفاصيل المتعلقة بالخيار الأول، ومن ثم أكمل في بقية مقالات هذا الأسبوع التفاصيل المتعلقة بالخيار الثاني.

إن من الضرورة بمكانٍ أن يدرك المستثمر الخطورة الكبرى التي تحوم حوله إن هو تجاهل أو حتى تساهل الإجابة على الأسئلة: ماذا أشتري وماذا أبيع؟ ومتى أشتري ومتى أبيع؟ وكيف أشتري وكيف أبيع؟ وهذا مرتبطٌ بمدى قدرتك وتأهيلك على تفسير وفهم القوائم المالية التي تصدرها الشركات المساهمة بصورة دورية (ربع سنوية، سنوية)، إضافةً إلى متابعة تطورات أعمال مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية فيها، وانعكاسها مستقبلاً على الأداء التشغيلي للشركة. هذه مجرّد أمثلة على ضرورة تقييمك لعمل الشركة ومنافسيها في المجال الذي تعمل فيه.

أمّا على المستوى الاقتصادي العام؛ فيجب أن تكون مؤهلاً ولو بدرجةٍ مقبولة لأن تفهم تأثيرات التطورات المالية والاقتصادية المحيطة، سواءً كانت محلية أم إقليمية أم عالمية، خاصةً وأن درجة الارتباط بين الاقتصادات والأسواق ارتفعت في العقد الأخير من هذا العصر بصورةٍ تفوق الوصف! فعليك أن تدرك على سبيل المثال أثر ارتفاع أو انخفاض الإنفاق الحكومي في الاقتصاد المحلي، التغييرات التي تجريها من وقتٍ لآخر مؤسسة النقد العربي السعودي في معدلات الفائدة (الريبو، والريفيرس ريبو)، أو نسب الاحتياطيات المفروضة على الودائع البنكية بمختلف أنواعها، أو السياسات والإجراءات التي قد تتخذها وزارة التجارة والصناعة على بعض الصناعات والأسواق المحلية كقطاع الإسمنت مؤخراً.

أمّا على المستوى العالمي، فإن التحدّي سيصبح أكبر، والجهد المطلوب من أجل فهم تلك التطورات والتغيرات أعمق وأدق..