"حلاوة " إصدار

02/04/2012 29
صالح الروضان

بمجرد قراءة العنوان الكثير يدرك المقصد من الحلاوة لشهرتها وكثرة " الحلاوات " التي مرت على السوق السعودي فالمقيم بتعيين من الشركاء يقيم الشركة المزمع طرح جزء منها للاكتتاب العام وعلى ضوء هذا التقييم يتم تحديد العلاوة فوق راس المال أو القيمة الاسمية للسهم وهي دوما 10 ريالات أما العلاوة "الحلاوة" فهي متروكة حسب ذوق المقيم والمتعهد ومن ثم يتم طرح الجزء المخصص للاكتتاب على المواطنين الذين يتسابقون بالاكتتاب ودفع هذه الزيادة لصالح ملاك الشركة وبعد إدراج السهم للتداول في السوق مباشرة تبدأ مرحلة الفحص والتقييم وبالغالب إذا تم تغطية الاكتتاب من الإفراد يتم تداول السهم فترة ليست بالقصيرة دون قيمة الاكتتاب ويتعرض الكثير من المكتتبين للضغوط لبيع أسهمهم غالبا دون القيمة التي دفعوها

خلال الخمس سنوات الماضية تم الاكتتاب بجزء قد لايتجاوز 30% من قرابة 15 شركة خاصة بعلاوة إصدار قد تساوي 100% من قيمة الشركة في بعض الحالات وقيمة هذه العلاوة تذهب للمالك ويضل يمتلك 70% من أسهم الشركة وعلى حسب أداء الشركة وقناعته "بالحلاوة" وبعد انقضاء فترة حضر البيع يقرر وحسب سعر السهم السوقي البيع وإنقاص نسبته أو الإبقاء أو زيادة تملكه مرة أخرى وربما يصل الأمر الى التخلص من ملكيته والإبقاء على نسبة فقط تؤهله لإدارة أمور الشركة

اذكر في التسعينات عندما طرح مصرف الراجحي للاكتتاب وبعد التداول تسابق الملاك لإعادة شراء السهم وبسعر 3 أضعاف قيمته لعلمهم ويقينهم بأن السهم لايعكس قيمته الحقيقة . فأين الشركات المطروحة اليوم من هذا السلوك !! إنها "حلاوة الإصدار"

لماذا لايجبر المتعهد والمقيم بحماية السهم طوال فترة الحظر من النزول دون قيمة الاكتتاب او ادراج السهم للتداول قبل تحديد علاوة الاصدار ليحكم السوق ويقيم القيمة الفعلية للسهم ثم يتم طرح الشركة طرحا عاما حسب سعره السوقي .

أخيرا علاوة الإصدار هل هي للمالك حقا خاصا مقابل سماحة ببيع جزء من الشركة أم هي حق للشركة كشخصية معنوية مستقلة يتم استثمارها بالمشاريع المستقبلية للشركة بدلا من تحويلها كحلاوة إصدار !