الطقس المغبر.. ومدارسنا!!

26/03/2012 10
سليمان المنديل

قرأت مقالاً للصحافي الأمريكي توماس فريدمان، في جريدة النيويورك تايمز، ولأهمية المقال، وعلاقته المباشرة، أو غير المباشرة، بالاقتصاد السعودي، أود للفائدة العامة تلخيصه هنا:-

يقول الكاتب إن الكثير من الناس يسألونه عن الدولة المفضلة له، بعد وطنه الولايات المتحدة الأمريكية، ويجيب بأنها تايوان! ويشرح أسباب ذلك فيما يلي:-

- هي دولة مكونة من صخور مجدبة، وتضربها أعاصير بشكل دوري، وبدون أي مصادر طبيعية.

- هي تضطر، لغرض البناء، إلى استيراد الرمل والبحص من الصين (الأم).

- لا يوجد بترول، ولا معادن، ولا غابات، ولا ذهب، وإنما القليل من احتياطيات الفحم، وبعض الغاز.

- ومع ذلك فهي تملك رابع احتياطي نقدي في العالم.

- عدد السكان هو (23) مليون نسمة، ولكنهم عاملون جادون في كل ما يقومون به.

- قام فريق من منظمة التعاون الاقتصادي (O. E. C. D) بعمل الدراسة التي تتم كل سنتين، للتعرف على العلاقة بين الأداء العام لدولة ما، ونتائج اختبارات مادة الرياضيات للطلبة، ممن هم في عمر الـ 15 سنة، وذلك في 65 دولة، آخذين في الاعتبار ما تملكه تلك الدول من موارد طبيعية، سواءً كان بترولاً، أو ألماساً ... إلخ.

كانت نتائج تلك الدراسات هي أن هناك علاقة سلبية بين مستوى غنى الدولة بموارد طبيعية، ومستوى طلبتها في مجال مادة الرياضيات، فكلما كان المجتمع مرفّهاً بسبب موارده الطبيعية، فإن طلبته بذلوا جهداً أقل لتعلم مادة الرياضيات.

- يضيف الكاتب، (وهو يهودي ومعروف بتأييده لدولة إسرائيل) بأن من المفارقات العجيبة أن النبي موسى عليه السلام، قد قاد اليهود في رحلة التيه مدة أربعين سنة، ولينتهي بهم في أرض فلسطين، وهي أفقر البلدان في الشرق الأوسط، ومع ذلك فالاقتصاد الإسرائيلي يتمتع بقاعدة اقتصادية، غير موجودة لدى الدول الأغنى في المنطقة.

- آخر اختبارات مادة الرياضيات بينت أن الدول التي لا تملك موارد طبيعية جاءت في المقدمة، وهي (سنغافورة، فنلندا، كوريا الجنوبية، هونج كونج، واليابان)، في حين أن دولاً غنية بالموارد، مثل (قطر، وكازاخستان)، جاءت في المؤخرة.

(بالنسبة للمملكة، فقد بينت اختبارات الرياضيات في عام 2007م، عن وجودها في ذيل القائمة، ومعها الكويت، وعمان، والجزائر، والبحرين، وإيران، وسوريا، في حين جاءت نتائج لبنان، والأردن، وتركيا، في وضع أفضل!!).

أعتقد أن رسالة المقال واضحة، فالدول التي لا تملك موارد طبيعية تبدع لضمان استمرارها بطرق مختلفة، أغلبها يتركز على الاختراع، والعمل الدؤوب، في حين أن الدول الغنية بموارد طبيعية، تميل إلى الاسترخاء، وأفضل دلالاته إهمال التعليم، ويكفي يوم مغبر لإلغاء دراسة أبنائنا، وبناتنا!!