ذكرتُ في مقال بعنوان: (من الجفرة إلى الطفرة) أن السعوديين كانوا قبل خمسين عاماً يمارسون كل الأعمال بجد وحماس حتى تحميل أكياس السكر ذات المئة كيلو والخزائن (التجوري) كان الحمّال وقتها سعودياً يفرح إذا نودي لحمل الأثقال، وكانوا يبنون بيوتهم بأيديهم ويهزجون وهم يتناولون (اللّبن) الذي صنعوه بأيديهم من الطين والتبن (مثل البلك الآن)، ومهندسهم منهم ولقبه (الاستاد)، كما كانوا يمارسون مختلف الصناعات بأيديهم ويزرعون هم وعائلاتهم، وكانت المرأة تقرص القرصان وتذبح الخرفان وتسلخها وتطبخ وليمة كاملة لضيوف زوجها بمساعدة بناتها أو جاراتها، كما كانت تخيط الملابس والطواقي وتغسل وتكنس وتفرش المراقد في السطح مساء بعد أن ترشه بالماء ليبرد في الصيف، كان الجميع يعملون بجد واجتهاد ومثابرة لا تعرف الكلل ولا الملل..
الملل أصاب كثيرين بعد الطفرة لترفعهم عن خدمة أنفسهم وانتشار الفراغ بينهم واعتمادهم على الخدم في الكبير من الأمور واليسير حتى انتشر الترف والخمول والكسل عند كثيرين (رغم أن بعضهم طفارى يعتمدون على آبائهم أو على الزكاة والصدقات وعندهم خادمات) وتغيرت النظرة إلى العمل نحو الأسوأ عند شريحة كبيرة لا ترضى إلا بعمل مكتبي مريح لا إنتاج فيه، ولا يقبل كثيرون بالحرف اليدوية التي هي الأساس في النهضة وتوفير فرص العمل وهي الأكثر دخلاً (الكهربائي والسباك والميكانيكي) أجانب الآن يربح الواحد منهم في الشهر عشرة أضعاف مرتب الموظف المستنكف لتلك الحرف، مع أن أنبياء الله (عليهم السلام) لم يستنكفوا عنها فنوح نجار وداود حداد وإدريس خياط ومحمد (صلى الله عليه وسلم) كان يرعى الغنم وما من نبي إلا ورعى الغنم..
* الشاهد أن للطفرة ايجابيات هائلة فقد نقلت المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في فترة وجيزة جداً من حيث البناء والخدمات والتعليم، ولكنها تركت آثاراً سلبية على كثيرين ممن أدمنوا الكسل والترف والخمول والترفع الممقوت عن الحرف اليدوية (مع أن بيئتها تحسنت كثيراً وعائدها تضاعف)، وتلك السلبيات ينبغي تلافيها والتركيز على أن العمل شرف وان الاعتماد على الغير في أكثر الأمور ضياع.
الطفرة أفادت فئة من المجتمع ولم يستفيد المجتمع بأكمله. المجتمع يعاني من النواحي التعليمية و الخدماتية و المواصلات و السكنية و ...)، بالنسبة للتعليم فجيل آباءنا و جيلنا أفضل بكثير من جيل أبناءنا. الخدمات تطورنا من ناحية الإتصالات وربما قليلاً الإنترنت ولكن نعاني من نواحي أخرى و أهمها مجال البريد. المواصلات للأسف التخطيط منذ البداية كان سيئاً. السكنية بدون تعليق. أوافقك في أن الطفرة لها مساوئ ولكن السبب الأساس هو التربية للأسف جيلكم أستاذ عبدالله هو من عـوّد أبناءه على الكسل و الخمول، نظام (اجلس في البيت و لك مصروف حتى تتوظف و أحياناً حتى تتزوج) هو سبب الكسل و الخمول و (الدلع) الذي أصاب الجيل الحالي. الشخص اذا كان عارف أن فيه أحد بيصرف عليه ماراح يشتغل في وظيفه متعبة عادي ينتظر حتى يحصل له وظيفة مكتب على قولتك...
كان المجتمع أنذأك تكافلى ولكن تغير الوضع رأسآ على عقب وأصبح مادى وتفاخر
الطفرة يستفيدمنهاالكباروفي الغلب ترتفع الاسعارعلى محدودي الدخل كماهوحاصل في الاراضي الآن
مقال رائع كعادتك يا ابا احمد !! فعلا الطفرة اصابتنا بالكسل والسكر والضغط والسمنة والنفسيات المحبطة الله يذكر ايام زمان كان الواحد لايتعدى وزنه ال50 كغ وفيه نشاط عن عشرة رجال الآن كنا مبسوطين وننظر للاغنياء وتقول :ليش احنا الفقراء اسعد منهم رغم توفر كل شئ لديهم !!! الان فهمت السبب !!
الطفرات المتلاحقة التى مر بها الوطن ، لا تتواكب نتائجها التنموية مع الإمكانات المالية والثروات التى إمتلئت بها خزائن مؤسسة النقد عبر عشرات السنيين، بل أن الكثير من التأثيرات أفرزت لنا سلبيات لا حصر لها ، وحرمت الوطن والمواطنيين من بدائل يمكن أن تسهم فى الرفع من مستواه ،، فالمتتبع لمسيرة التنمية والتعليم ومستوى الخدمات يصيبه الأسف والإحباط من النتائج الهزيلة والخلل الكبير فى الأولويات ،، السبب بالطبع تغلغل الفساد والمحسوبية والعنصرية والفئوية فى كل ركن منها ، فلاوجود لخطط وطنية تنموية صناعية وخدمة مدروسة ومدعومة بكوادر قادرة على تنفيذ أجندتها بكفآءه ، ولا وجود لنظام مطبق على الجميع ، ولا لقضاء مستقل ، يواكب التحديات .. ، لقد خرجنا من المولد بلا حمص ،، ولولا الإصلاحات التنموية والإجتماعية التى يتبناها خادم الحرمين الشريفين أمد الله فى عمر ومتعه بالصحة والعافية ، لكنا فى درك أدني !
الرابط الاخير خاطئ هذا هو الصحيح http://www.youtube.com/watch?v=cie_SFIh-vs
نعم أخي ماجد رأيك صحيح أوافقك الخلل في المجتمع نفسه في التربية نعم الكاتب و جيله هم من يتحمل المسؤلية هذه نتائج تربيتهم هذه هي نتيجة تربيتكم جيل لا يريد أن يعمل شيء لن أستغرب لو سمعت أنا شخصا يجلب من يمارس عنه أعماله العائيلة
نعيب زماننا والعيب فينا @ ومالزماننا عيب سوانا
داوود كان بزاز
ابومقص:النبي داوودعليه السلام كان يعمل حداداوقدوردهذافي آيات من القرآن الكريم لااحفظهاالآن نصالكني قداذكرهالاحقا
من سلبيات الطفرة (الفساد المالي والإداري) بشكل واسع ..
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح يأتي بجزيتها يعني البحرين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين فأمر عليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بالمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى انصرف فعرضوا له فتبسم حين رآهم وقال : أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء قالوا أجل فقال فأبشروا وأملوا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم .
الدليل على ان داودعليه السلام كان يعمل حداداقول الله سبحانه وتعالى....(ولقدآتيناداودمنافضلاياجبال اوبي معه والطيروألناله الحديد*أن اعمل سابغات وقدّرفي السرد...)الاية سورة سبأ10-11فهواول من صنع الدروع
ملاحظة:بعض العرب لوقيل له انه ابوك حاداوصانع زعل وغضب ..هذامن اسباب التخلف
للاسف احنا شعب يعتمد على غيره في كثير من اموره.. رغم ان اجدادنا كانوا عكس ذلك تماما.. مبدع ايها الكاتب.