تدني الثقافة الاستثمارية.. الخطر والحذر (1-3)

12/03/2012 2
عبد الحميد العمري

تتيح الأسواق المالية في أي اقتصاد العديد من الفرص الاستثمارية المجدية، تتمثل في القنوات والأدوات الاستثمارية المدرجة في السوق، التي يتم فيها توظيف المدخرات المتاحة والفائضة عن مخصصات استهلاك الأفراد في المجتمع. ويجد المستثمر المبتدئ نفسه أمام هذه الفرص المتعددة والمتنوعة في حالةٍ ذهنيةٍ متدنية الفهم والوعي على المستوى التحليلي والاستثماري؛ وهي المرجعية اللازمة والضرورية لتأهيله التأهيل الملائم لاتخاذ القرار الاقتصادي الرشيد بهدف تحقيق أعلى معدلات الربحية في ظل درجات المخاطرة التي يفترض قبوله «العقلاني» بها.

وفقاً لذلك؛ يلجأ المستثمر المبتدئ إلى تطوير خبرته الاستثمارية حتى يصل بحيثيات اتخاذ قراره الاستثماري إلى المستوى المتوائم مع تعقيد معطيات وآليات السوق، يبحث من خلالها عن هامش الأرباح المجدي الذي يعزز به من أصوله الاستثمارية، فهل هذا ما يحدث بالفعل؟! بالتأكيد أن الإجابة هي «لا». وفي حالة الأسواق المالية الناشئة تزيد أعداد من يقف تحت مظلة هذه «اللا» السابقة، وهم الأغلبية الساحقة، وهو ما يشكّل أحد أهم وأكبر المخاطر التي تهدد استقرار وأوضاع تلك الأسواق، ويتجاوز خطر استفحال مثل هذه الظواهر المتمثلة في احتمال تعرض مدخرات أولئك المستثمرين المبتدئين إلى خسائر فادحة بدرجةٍ كبيرة، إلى احتمالٍ شبه مؤكد بالتسبب في تعريض بقية أطراف السوق إلى خسائر مالية تصل في أسوأ حالاتها إلى الانهيار التام للسوق المالية، وامتداد آثاره المدمرة للاقتصاد.

ومما لا شك فيه أن تجاوز القصور في الوعي الاستثماري يتطلب الكثير من الجهود المضنية والتكاليف المالية الباهظة، فبالنظر إلى الحالات المماثلة في الأسواق المالية المتقدمة، نجد أنها مازالت تعاني من وجود هذه المشكلة بشكلٍ يرى المسؤولون فيه عن تلك الأسواق والمحللون وغيرهم من المهتمين أن التقاعس عن مواجهته والعمل على تقليص نطاقه مسألةً على درجة كبيرة من الخطورة! وفي الغد أبيّن ذلك.