بأكثر من 210 مليار ريال تم تداولها في شهر فبراير الماضي ، عكست السوق المالية السعودية TASI عودة ثقة المتداولين بها ، إذ حققت قيمة التداولات رقماً قياسياً لم تشهده السوق المالية السعودية TASI منذ فبراير 2008م والتي بلغت قيمة تداولاته 216,9 مليار ريال وبمعدل تداول يومي 10,85 مليار ريال .
وكانت ثقة المتداولين بالسوق السعودية قد تراجعت منذ انهيار مؤشر السوق TASI من قمة 11,697 نقطة في مطلع يناير 2008م ، تراجع على أثرها معدل التداول اليومي إلى 2,94 مليار ريال في عام 2010م ، وإلى 4,32 مليار ريال في عام 2011م .
وقد بدت ثقة المتداولين في السوق السعودي واضحة مع مطلع تداولات العام الجاري 2012م الذي ارتفعت فيه قيمة التداولات إلى أكثر من 155,4 مليار ريال في يناير الماضي ، وفي الشهر نفسه بلغ معدل التداول اليومي 6,76 مليار ريال ، ثم زاد التفاؤل من ثقة المتداولين بالسوق في شهر فبراير الذي ارتفع فيه معدل التداول اليومي إلى 10 مليار ريال يومياً و هو الأعلى من فبراير 2008م .
وكانت تداولات الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي قد شهدت قيمة قياسية في التداولات اليومية بلغت 16,1 مليار ريال في جلسة الثلاثاء الماضي ، وهي أعلى قيمة تداولات يومية التي لم تشهدها السوق منذ الثاني من فبراير 2008م ، والذي بلغت قيمة التداولات فيه 16,75 مليار ريال .
هذا وقد دفعت قيمة التداولات شهر فبراير الماضي التي تجاوزت 210 مليار ريال ، مؤشر السوق المالية السعودية TASI نحو الصعود ، إذ نجح TASI في تجاوز مقاومة 6940 نقطة في منتصف تداولات فبراير الماضي ، ليغلق المؤشر في نهاية الشهر عند مستوى 7271 نقطة مرتفعاً بـ 13 في المائة في قيمته منذ مطلع العام الجاري 2012م ، وذلك مقارنة بإغلاق المؤشر في ديسمبر 2011م عند مستوى 6417 نقطة ، ليضيف المؤشر أكثر من 800 نقطة خضراء إليه ، بعد أن أسهم شهر يناير في إضافة 3,25 في المائة إلى قيمة المؤشر الذي كسب 209 نقاط بإغلاق المؤشر في نهاية الشهر نفسه عند مستوى 6626 نقطة .
أما قطاعات السوق فقد دعمت جمعيها ارتفاع مؤشر TASI ، حيث جاء في مقدمتها ارتفاعاً قطاع التأمين الذي ارتفع بـ 31 في المائة منذ مطلع تداولات هذا العام 2012م ، أما قطاع الإعلام قد حقق ارتفاعاً بلغت نستبه 28 في المائة ، و بـ 27,5 في المائة جاء ارتفاع قطاعي الاستثمار المتعدد والنقل ، أما القطاعات القيادية فكان في مقدمتها قطاع الاتصالات الذي ارتفع بـ 21 في المائة ، يليه قطاع الاسمنت الذي ارتفع بـ 17,5 في المائة ، ثم قطاع المصارف بـ 15 في المائة ، أما قطاع البتروكيميات فكان من أقلها ارتفاعاً حيث ارتفع بـ 7,5 في المائة . وذلك بمقارنة إعلاق هذه القطاعات في فبراير الماضي بإغلاقها في ديسمبر الماضي .
وفيما يتعلق بتوزيع السيولة على القطاعات شهد قطاع المصارف ارتفاعاً في نصيبه الشهري في فبراير حيث بلغ 7,6 في المائة مقارنة بمعدل 3,5 في المائة نصيب قطاع المصارف في الثلاثة الأشهر الماضية ، أما قطاع البتروكيميات الذي كان معدل نصيبه في الثلاثة الأشهر الماضية 18,6 في المائة فقد بلغ نصيبه من قيمة تداولات فبراير 17,7 في المائة ، أما قطاع الاتصالات فقد ارتفع نصيبه إلى 5,5 في المائة مقارنة بـ 3,9 في المائة معدل نصيب قطاع الاتصالات في الثلاثة الأشهر الماضية ، أما قطاع التأمين فقد كان له النصيب الأكبر من قيمة تداولات شهر فبراير حيث بلغ نصيبه 24 في المائة محافظاً على معدله في الثلاثة الأشهر الماضية البالغ 23,6 في المائة .
أما بقية القطاعات فقد استقر نصيبها قريبا من معدلاتها السابقة باستثناء قطاع التجزئة الذي تراجع من معدل 3,7 في المائة إلى نصيب 3 في المائة في شهر فبراير ، وقطاع الزراعة الذي تراجع إلى 7 في المائة في شهر فبراير مقارنة بمعدل 12,3 في المائة . وذلك مقارنة بنصب القطاعين في الثلاثة الأشهر الماضية .
وفي جانب التحليل الفني لمؤشر السوق المالية السعودية ، يتوقع أن تدفع عودة السيولة مؤشر TASI إلى مستويات قياسية في شهر مارس الجاري ، إذا ما حافظت قيمة التداولات على معدلها المتصاعد ، والذي بلغ في يناير الماضي 6,76 مليار ريال يوميا ، وارتفع في فبراير إلى 10 مليار ريال يوميا ، بعد أن معدل التداولات في العام الماضي 4,32 مليار ريال يوميا .
أما المستويات التي تنتظر مؤشر السوق الذي تجاوز مقاومة 6940 نقطة فهي مقاومة 7670 نقطة ، والتي تعد نقطة دعم تاريخية انطلق منها المؤشر إلى مستويات الـ 11,000 نقطة في أكتوبر 2007 م .
وإذا ما نجح مؤشر TASI في اختراقها صعودا فإن المتداولين على موعد مع مقاومة أغسطس من عام 2008 وذلك عند مستوى 8188 نقطة .
ويحتاج مؤشر السوق TASI للصعود إلى دعم قائدي السوق " سابك " و "الراجحي " اللذان ما يزالان دون مقاومتيها التاريخيتين 102 ريال لـ " سابك " و81 ريالا لـ " الراجحي "
كما يدعم التوقعات بصعود السوق القراءة التحليلية لبعض المؤشرات الفنية كمؤشري البولينجر Bollinger bands والماكد MACD. بالإضافة تحسن أسعار النفط ، واستقرار الاسواق العالمية واستمرارها في الصعود .
وفي الجانب الآخر تدعو القراءة التحليلية لمؤشرات فنية أخرى المتداولين إلى توقع جني الأرباح ، كمؤشري القوة النسبية RSI ومؤشر تدفق السيولة MFI . لذا على المتعاملين مع السوق السعودية اختيار نقطة وقف خسارة مناسبة إذا جنت السوق أرباحها .
وفي العموم ، ما يزال مؤشر السوق المالية السعودية في مسار صاعد منذ مارس 2009 م ، وإذا ما حافظ المؤشر على نقطة خط اتجاهه الصاعد عند 6400 نقطة ، فإن جني الأرباح بكل الأحوال لن يكون مؤثرا على مساره الصاعد ، إذ ما يزال مؤشر TASI مدعوما فنيا ببقائه فوق متوسطاته المتحركة .
تحليل محترف ،، السوق انشاء الله الى 8118 نقطة ...