حافز والصداع

22/02/2012 2
صالح الروضان

سألني مارأيك بحافز فقلت حافز “لوحده” أشبه مايكون بحبة بندول لمن يشتكي من الصداع سوف تعالج هذا الصداع مؤقتا ولكنها لن تعالج سبب الصداع , حافز يكلف مبلغا يفوق المليار ومائتي مليون ريال شهريا لعدد يفوق نصف مليون مستفيد وصدر بعد عدة مداولات ومشاورات وشروط وتم تقليص المستفيدين من عدد يفوق المليون الى النصف .

ليست المسألة تقيما أو نقدا لبرنامج حافز فهو توجيه كريم من خادم الحرمين لمساعدة الباحثين عن عمل حتى يجدوا "الفرصة" للعمل, بقدر ماهي دعوة للتفكير بما بعد حافز ومن المسؤل عن ايجاد هذه الفرصه ! فالمرض عندما يستفحل تظهر على الجسم بعض الآثار الجانبية مثل الصداع والحرارة والتعب , الطبيب الحاذق يبحث عن أسباب هذه الأعراض ويصرف لها العلاج والتي بدورها سوف تعالج الأعراض وليس العكس كما يقع فيه بعض الأطباء بالتركيز على علاج الأعراض من حرارة وصداع وإهمال البحث عن السبب , بالطبع يتطلب العلاج تخفيف الألم الناتج عن هذه الأعراض بصرف المهدئات ولكن يجب أن لا يغفل سبب هذه الأعراض بنفس الوقت يجب أن لاتطول فترة تعاطي المهدئات لأنها تؤدي بالنهاية إلى تعود الجسم عليها

البطالة لها أسباب يجب علاجها مزامنة مع برنامج حافز وأسباب البطالة معروفة لدى الجميع تكدس الخريجين يقابلها شح في الوظائف هذا الشح بسبب عدم توازن بين أعداد المواطنين والمقيمين في القطاع الخاص فحسب أخر الاحصائات لا تزيد نسبة المواطنين بالقطاع الخاص عن 20% .

خلال عام سيكون اجمالي ما تم صرفه لبرنامج حافز قريبا من 14 مليار وبهذا المبلغ يمكن إنشاء وتأسيس الكثير من المصانع والشركات التي تستقطب عدد كبيرا من المواطنين وبمشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص لتصنيع العديد من المنتجات المستوردة من الدراجة إلى السيارة

تزامنا مع حافز يتطلب الوضع التثقيف بأهمية العمل التجاري ومزاولة الإعمال الحرة فالبلد مليء بالفرص التجارية للباحث عن العمل الجاد وتهيئة المناخ المناسب للمنافسة مع العمالة الوافدة بمزيد من التقنين والتنظيم وتضييق الخناق على التستر والعمالة السائبة والحد من انتشار المحلات يشكل عشوائي وغير مبرر.