تعظيم أم تحطيم أرباح المساهمين؟

16/02/2012 14
عبدالله الجعيثن

دور مجالس الإدارة في الشركات المساهمة هو (تعظيم أرباح المساهمين) بالعمل الجاد والنية الصادقة الطيبة والحرص على زيادة الايرادات وخفض المصروفات إلى أبعد حدّ ممكن..

وتحقيق ذلك الهدف السامي بالطرق المشروعة لا ينفع مساهمي الشركة فقط بل يمتد نفعه أيضاً للشركات المساهمة المماثلة وللاقتصاد الوطني ككل، إذ ان الشركة تكبر وتسهم في توفير فرص العمل وزيادة المعروض من الخدمات والسلع وتجلب عملات صعبة للبلد وتزيد مساهمتها في الناتج الوطني والميزان التجاري..

كما أنها - بأداء دورها على ما يرام - تصبح مدرسة إدارية ناجحة يتخرج منها عدد من شباب الوطن مزودين بالخبرة الثمينة والعقلية الاقتصادية الجيدة فيكون النجاح حليفهم أينما عملوا لأنهم تسلحوا بالقدرة الذاتية وعرفوا طريق النجاح وأحبوا الجد والعمل وعشقوا الإتقان..

أما الشركات المماثلة لتلك الشركة ذات الادارة الكفء، فرغم أنها منافسة، إلا أنها تواجه بتحدي النجاح الذي حققته مثيلتها مما يستدعي الاستجابة أو يقوم المساهمون بتغيير مجلس إدارتها إذا واصل الإخفاق..

في سوقنا شركات كثيرة نجحت في تحقيق هذا الهدف الأساسي (تعظيم حقوق المساهمين) ولكن - وبالمقابل مع الأسف - هناك أيضاً شركات كثيرة كان دور مجالس الإدارة فيها (تحطيم حقوق المساهمين) بدل تعظيمها، فهي تحقق خسائر متواصلة، وتدخل في أنشطة ليست من اختصاصها (كالمضاربة في الأسهم مثلاً) وبعض تلك الشركات اضطرت لتخفيض رؤوس أموالها لإطفاء خسائرها المتراكمة وتغطية إخفاقاتها الإدارية، ثم تقوم برفع رأس المال مرة أخرى وكأن الأمر بهذه السهولة أو أنه هو الحل.. إن هذا لا يصح أن يمر بسهولة.. فإن خفض رأس المال لإطفاء الخسائر المتراكمة يعني فشل الإدارة في تحقيق (نموذج العمل) الذي قامت عليه دراسة الجدوى ما لم يوجد متغيرات عالمية أو محلية تبرر ذلك، وهي غير موجودة في كثير من الشركات التي حطمت حقوق المساهمين تحطيماً وكبدتهم خسائر مادية ونفسية، بدليل أن الشركات التي تمارس نشاطها تحقق أرباحاً متواصلة وقد تزيد رأس المال عن طريق المنح من حقوق المساهمين المتراكمة وليس من جيوب المساهمين.