لماذا تبيع«ساسكو» جزءا من حصتها في «طاقة»؟

18/01/2012 3
محمد العمران

أعلنت الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات "ساسكو" قبل أيام عن قيامها ببيع جزء من حصتها في شركة التصنيع وخدمات الطاقة (طاقة) تعادل مليوني سهم بمبلغ قدره 38 مليون ريال (بواقع 19 ريالا للسهم الواحد) في حين بلغ صافي الربح المحقق لشركة ساسكو من هذه الصفقة مبلغ 18 مليون ريال (بواقع تسعة ريالات للسهم الواحد)، مما يدل على أن العائد على الاستثمار بلغت نسبته 90 في المائة، وهو بالتأكيد إنجاز رائع يدل على نجاح التخطيط الاستثماري بعيد المدى لشركة كانت تصنف ضمن شركات المضاربة حتى وقت قريب.

لكن عندما ندقق في القوائم المالية لشركة ساسكو، سنجد أن الشركة لديها الآن رصيد نقدي بقيمة تزيد على 24 مليون ريال ولديها فائض في رأس المال العامل بأكثر من 62 مليون ريال، وحققت خلال ثلاثة فصول من 2011 صافي ربح يزيد على 22 مليون ريال، مما يعني أنها ليست في حاجة إلى سيولة نقدية، وبالتالي ليست مضطرة لبيع استثماراتها التي تشكل جوهرة التاج بالنسبة لها. ما يؤكد هذا أنه حتى لو افترضنا أنها ستحتاج إلى تعزيز تدفقاتها النقدية مستقبلاً، فالشركة أساساً لديها اتفاقية تسهيلات موقعة في 2010 مع أحد البنوك التجارية بقيمة 130 مليونا لم تستخدم منها حتى الآن سوى 25 مليون ريال فقط.

من جانب آخر، تعد شركة طاقة من الشركات الرائدة في المملكة في أعمال الاستكشاف والحفر في قطاعي النفط والغاز والمسح الجيوفيزيائي وتوافر خدمات دعم لقطاعات النفط والغاز والمعادن والبتروكيماويات والكهرباء والمياه، حيث يبلغ رأسمالها ملياري ريال وتحقق أرباحاً جيدة كل عام، بل إنها قامت في السنوات الخمس الأخيرة بمنح توزيعات نقدية لمساهميها تراوحت ما بين 5 و 7 في المائة والأهم من كل هذا أن الشركة تنوي مستقبلاً طرح أسهمها للاكتتاب العام، وهنا يحق لنا أن نتساءل: لماذا تبيع شركة ساسكو جزءا من حصتها في شركة طاقة؟ وما الذي يجبرها على البيع؟ ولماذا لم تستخدم التسهيلات الائتمانية الممنوحة لها؟

في الحقيقة لم أجد إجابات مقنعة لهذه التساؤلات على اعتبار أن تكلفة التمويل أقل من العائد على الاستثمار، لكن على أي حال أعتقد الآن أنه يجب على شركة ساسكو أن تقوم بتوظيف متحصلات البيع البالغة 38 مليون ريال في أصول استثمارية جديدة بعائد استثماري من المفترض ألا يقل عن العائد الاستثماري المتوقع تحقيقه في شركة طاقة (تكلفة الفرصة البديلة)، وهي بالتأكيد مهمة لن تكون سهلة في ظل الظروف الاقتصادية التي تشهدها الأسواق المالية حالياً وهذا بلا شك سيشكل أحد أهم التحديات التي ستواجهها الشركة خلال 2012 و الله أعلم.