في السنوات الأخيرة، تكررت مشكلة الارتفاعات غير المبررة لأسعار مادة الأسمنت في العديد من مدن المنطقة الغربية حتى بلغت الأسعار حالياً ما يقرب من 20 ريالا للكيس على الرغم من وجود فوائض في الطاقات الإنتاجية ومخزون الكلنكر لدى غالبية مصانع الأسمنت في المملكة، وعلى الرغم من تحديد سعر البيع الرسمي (تسليم المصنع) عند مستوى 13 ريالا للكيس الواحد والرقابة الصارمة التي تطبقها وزارة التجارة على تجار التجزئة ومتعهدي النقل لضمان عدم وجود تلاعب في الأسعار أو توفير الكميات المطلوبة إلى المستهلك النهائي.
هذا يعني أن تجار التجزئة والنقل مجتمعين يحققون أرباحاً تصل لنحو 35 في المائة من بيع و نقل كل كيس أسمنت، أما مصانع الأسمنت فهي تتمتع بهامش صافي ربح يبلغ في المتوسط نحو 50 في المائة مما يدل على أن تكلفة كيس الأسمنت الواحد على المصانع لا تتعدى في المتوسط خمسة أو ستة ريالات فقط، وهي بالتأكيد نسب هامش صافي ربح مرتفعة جداً (بل فاحشة) لا نجدها الآن في أي من الأصول الاستثمارية بما في ذلك الاستثمار في الشركات البتروكيماوية في المملكة التي في المتوسط لا يتعدى هامش صافي الربح فيها 18 في المائة، وهو ما يدعونا إلى التساؤل عن مبررات تحديد سعر البيع الرسمي لكيس الأسمنت عند 13 ريالا؟ ولماذا لا يكون عند تسعة ريالات أو أقل من ذلك؟
الآن في ظل الأمر الملكي الكريم المتعلق بتخصيص مبلغ 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة، فإن الوضع المستقبلي لأسعار الأسمنت وتوافر الكميات اللازمة قد يتفاقم لما هو أسوأ مع وجود طاقات إنتاجية لدى مصانع الأسمنت لم تستغل حتى الآن بالشكل المطلوب. ولتفادي أي اختلالات في ميزان العرض والطلب مستقبلاً، أرى الآن أنه لا توجد مبررات من تطبيق الحمائية على واردات المملكة لمادة الأسمنت آخذين في الاعتبار وجود فوائض كبيرة من الطاقات الإنتاجية غير المستغلة لدى مصانع أسمنت كبيرة في دول مجاورة شقيقة (مثل مصر والإمارات)، حيث يباع فيها كيس الأسمنت حالياً بأقل من عشرة ريالات فقط مع الأخذ بفروقات أسعار الصرف.
بقي أن أشير إلى أن بعض مسؤولي مصانع الأسمنت يحملون حكومة هذا البلد المعطاء ومواطنيه جميلاً يتمثل في أنهم لم يغيروا سعر البيع الرسمي البالغ 13 ريالا منذ أكثر من 30 عاما وهذا صحيح، لكن المضحك أنهم نسوا (أو ربما تناسوا) أنهم حصلوا على حقوق الامتياز بأسعار شبه مجانية ولفترات زمنية طويلة جداً وأنهم حصلوا على إعفاءات جمركية لمعدات مصانعهم وأنهم حصلوا على الطاقة بأسعار أقل من التكلفة (وهو ما استنزف الطاقة المستهلكة داخلياً) وأنهم يوظفون العمالة الأجنبية الرخيصة وأن الحكومة تسمح لهم نظاماً بتحقيق صافي ربح 50 في المائة على المبيعات والأهم أنهم يلوثون البيئة دون حسيب أو رقيب، فمن يتجمل على الآخر؟
هذا البلد عايش على الجماله
مقال جميل شكرا لك
اشكر عزيزي الكاتب على هذا المقال واسمحي لي بالتساؤل لماذا تمنع الممملكة الاستيراد لحماية المصانع المحلية وهؤلاء يقمون كل يوم باللعب بالاسواق بطريقة مباشرة او غير مباشرة ؟ لو فتح الاستيراد لاصبح سعر الاسمنت بالسعودية باقل من 9 ريال ولا رضى هؤلاء المجرمين بهامش ربح قليل فقط كي لا يخسرو السوق.
*اشكرك* بدلا من اشكر
شكرا للكاتب: - القطاع التجاري غير القطاع السكني، المفروض ان بيع الاسمنت على شرائح مثل الكهرباء والماء. - رخصة البناء، التوسع الكبير في البناء بغض النظر عن كمية الاسمنت المتاحة قت تتسبب في مشاكل كبيرة، إذا عجز المورد عن توفير الاسمنت فإن العمال سيبقون دون عمل مما يفتح مصاريف ضخمة يمكن توفيرها. رخصة البناء لابد أن تشتمل على كمية الاسمنت المخصص. - من الطبيعي أن يكون هناك شح في الإسمنت. الحكومة تطور مئات المشاريع في وقت واحد: توسعة الحرم - ثلاث مدن اقتصادية - رأس الخير - عشرات المدن الجامعية...
كثير من خطوط الانتاج وشركات الاسمنت تم انشاؤها 2005 وهذه خطوة استباقية تحسب للمملكة ولكنها غير كافية للسيطرة على الطلب الكبير على الاسمنت.
للأسف قطاع الاسمنت فيه لوبي يلعب بمصالح العباد والبلاد لأجل مصلحته ،،، والمشكلة أن الإعلام إذا اصبح غير الهادف زاد خراب البلاد والعباد !!!
أستاذ محمد , اذا كانت كلفة انتاج كيس الاسمنت الواحد بحدود 5.5 ريال, فمعنى ذلك انهم يربحون أكثر من 100% ,, تساؤلك منطقي ويجب ان تهتم به وزارة التجارة, فشركة اسمنت القصيم م,,مثلا واليمامه,, رأس مالهما, كان 450 مليون لكل واحده, والربح الصافي لكل واحده أكثر من 600 مليون ريال,,, سنويا,,, الميزه التي لديهم حاليا, انهم ينتجون أكثر من 100% من الطاقه التصميميه, وهذا معناه انه يساعدهم في تقليل تكلفة الانتاج للطن الواحد,,,
خلينا نشوف وزير التجارة الجديد وشطارته .....
مشكور على المقالة الجميلة. فعلا شركات او لوبي الاسمنت من اقل القطاعات توظيفا للسعوديين واكثر القطاعات تدليلا ومع ذلك نراهم يوميا في الاعلام يتباكون بحجة عدم كفاية الوقود او تارة بعدم وجود طلب كافي. بل بلغت الوقاحة بهم ان يعلنوا استغرابهم وامتعاضهم من عدم تلبية طلبات تخصيص الوقود لتوسعاتهم رغم انهم يقولون ان لديهم طاقة فائضة لعدم وجود طلب!!!!!