السوق السعودي ومنذ طفرة الأسهم (2003 – 2006) أصبح يتميز بمميزات خاصة من الصعب أن يتخلى عنها بالرغم من تغير الأحوال والتراجعات الكبيرة التي عرفها السوق خلال السنوات الثلاث الماضية.
تراجع الأسواق والخسائر الكبيرة التي تعرض لها المتعاملون في السوق وايقاف التداول على شركتين (أنعام و بيشة) لم تمنع من بقاء ظاهرة ميزت السوق أثناء الطفرة وهذه الظاهرة هي الاقبال على الشركات الصغيرة ذات الاسهم القليلة العدد وفي الغالب تكون إما شركات متعثرة (الباحة والاسماك وغيرها) أو شركات حديثة بدأت أنشطتها للتو (شركات التامين) وذلك بسبب سهولة السيطرة عليها من قبل مجموعة من المضاربين وتوجيه اسعارها إلى مستويات عالية ولو أن هذه الظاهرة تقلصت بشكل كبير مقارنة بما كان الحال عليه سابقا.
نظرا لأن هذه الشركات إما تحقق خسائر أو أرباحا ضئيلة غير منتظمة أو شركات مدرجة حديثا بالسوق ولا توجد لها انشطة تشغيلية منتظمة بعد فإني سأستعمل أحد مؤشرات التقييم المعتبرة لفرز هذه الشركات وهي مضاعف القيمة الدفترية.
القانون الأزلي للاستثمار في جميع مجالات الاستثمار مهما كون نوع هذا الاستثمار (عقار – عمل تجاري – شركات ) يقول أن أي شركة متعثرة أو نشاط تجاري يواجه مشاكل أو عدم القدرة على تحقيق عائد للمساهمين يجب أن لا يتم تداوله أو تقييمه بأعلى من قيمته الدفترية بل في الحقيقة أن لا احد يجروء على شراءه بقيمته الدفترية إلا في حالات استثنائية وهي أن يكون لدى المشتري القدرة والخبرة على تحويل هذا النشاط إلى نشاط مربح.
دعونا أولا نشاهد هذا الجدول الذي يرصد إما شركات متعثرة تعثرا مزمنا أو شركات لا زالت في طور الإنشاء
يمكن فيما يخص شركات التأمين الحديثة ملاحظة أنه كلما انخفضت القيمة الدفترية للشركة (أي تآكل رأسمالها) فإنها تصبح مرغوبة أكثر لدى المضاربين وخصوصا بعد أن وافقت هيئة السوق المالية على رفع رأسمال "ساب تكافل" وهو ما أعطى ضوءا أخضر بإن الشركات الاخرى التي تآكل رأسمالها الأصلي (الاهلي تكافل و الفرنسية وسلامة والمجموعة المتحدة وغيرها) ستحصل على الموافقة برفع رأسمالها أيضا لاحقا...
من الصعب أن نجد شركات متعثرة أو لا تحقق أرباحا منتظمة في أسواق مالية أخرى يتم تداولها بعدة أضعاف للقيمة الدفترية إلا في حالات خاصة كأن تكون شركات في طريق تحويل براءات اختراع إلى منتجات ناجحة لاحقا (شركات التقنية والبايوتكنولوجي) أو لشركات حديثة في صناعات ينتظرها مستقبل مشرق (الطاقة الشمسية والانترنت ... الخ)...
المثير للانتباه هو أنه برغم تشابه الظروف إلا ان هذه الظاهرة لم تعد موجودة في باقي أسواق منطقة الخليج فيما لاتزال مزدهرة بالسوق السعودي وإن كان على مستوى أضيق مما كان عليه الحال عليه إبان طفرة الاسهم ..
السلام عليكم ،،، يصنف السيد/وليم أونيل وهو أحد أفضل مدراء المحافظ بأمريكا قلة عدد الأسهم بالشركة من أهم ما يميزها طبعا حين تكون شركة حقيقية فاعلة ونامية حيث يتوقع منها أمرين الأمر الأول سرعة تفاعل السعر مع بيانات الشركة والأمر الثاني الإستفادة من تقسيم الأسهم مستقبلا وقد نلحظ ذلك ببعض شركات السوق السعودي مثل شركة الفخارية ومسك ومعدنية وبدجت وذلك على المدى الطويل. والله أعلم
انا زيك يا دكتور مستغرب،وكنت دائما اراهن على ان السوق السعودي لن يصل القاع الحقيقي مادام هالشركات تتداول بمضاعف قيمة دفترية متضخم جدا