منذ عام 2005، قامت هيئة السوق المالية مشكورة بمجهودات جبارة تهدف إلى تطوير السوق المالية تمثلت هذه المجهودات في سن اللوائح التنفيذية المكملة لنظام السوق المالية وإعادة تنظيم السوق رأساً على عقب من جوانب عديدة (منها: تنظيم شركات الاستثمار وتنظيم شركة تداول وغربلة قطاعات السوق وإعادة طريقة احتساب المؤشر وتأسيس صناديق المؤشرات وتطوير الأنظمة التقنية وتحرير السوق أمام الأجانب وتأسيس سوق لأدوات الدخل الثابت وغيرها كثير). أما أهم هذه المجهودات فهو لأول مرة تطبيق رقابة صارمة وصلت إلى حد إيقاع العقوبات على كل من يخالف النظام ولوائحه من شركات أو أفراد.
نتيجة لهذه المجهودات الرائعة بلغت السوق المالية السعودية خلال فترة زمنية قصيرة مرحلة مرموقة من التطور بين قريناتها من الأسواق الإقليمية وهو بلا شك مصدر فخر لنا جميعاً، إلا أننا في الآونة الأخيرة بدأنا نلحظ وجود ضعف واضح في تطبيق النظام ولوائحه كانت نتيجته مع الأسف الشديد عودة قوية لكل من المضاربات العشوائية وتكتلات الجروبات والشائعات المضحكة أدت إلى تركز غالبية السيولة في شركات صغيرة أو متعثرة حققت أسعار أسهمها في العام الماضي ارتفاعات خيالية لم يحلم بها أحد دون أي أخبار ملموسة أو عوامل منطقية تبرر هذه الارتفاعات.
هذا يعني أنه رسمياً تم هدم كل ما تم بناؤه طوال السنوات الماضية مع تقدم السوق المالية السعودية إلى الخلف ولا أبالغ في القول إننا الآن عدنا لما كنا عليه قبل عام 2006، وما يؤكد ذلك غياب مفهوم الاستثمار الحقيقي وتجاهل أوامر الشراء للشركات الواعدة التي تتمتع بأخبار إيجابية ومحفزات مهمة، وهذا بدوره يدل على ضعف الثقة تجاه السوق على المدى الطويل في ظل رغبة غالبية المتداولين بالمضاربة على المدى القصير فقط واستغلال الوضع الحالي المتمثل في ضعف الرقابة وغياب العقوبات من خلال تحقيق أكبر مكاسب ممكنة، وعن أي مكاسب نحن نتحدث وأسعار أسهم بعض شركات المضاربة ارتفعت بأكثر من الضعف خلال شهور وربما أسابيع!!
في رأيي، أعتقد أن الشرارة الحقيقية لوتيرة المضاربات العنيفة بدأت مع موافقة هيئة السوق المالية على توصية شركة الأسماك برفع رأسمالها قبل عدة شهور ثم أعقبتها موافقة الهيئة على توصية عدة شركات صغيرة ومتعثرة برفع رؤوس أموالها كما لو أن مسألة رفع رأس المال أصبحت تجارة للورق يتم بها إقناع مسؤولي الهيئة رغم يقيني بأنهم عندما يوافقون يعلمون علم اليقين أن المكتوب في الورق لن يتم تنفيذ أغلبه وربما كله. وما زاد الطين بلة أن الهيئة تقف موقف المتفرج من التذبذبات الحادة لأسعار الأسهم في غياب تام لآليات الرقابة بما في ذلك آلية الاستفسار التي كنا نشاهدها سابقاً أو التعليق المؤقت للأسهم حتى انتهاء التحقيقات، إن كانت هناك تحقيقات فعلاً.
لا أوافقك يا أستاذ محمد. ايقاف الهيئة لاي سهم يرتفع بشكل غير معقول لشخص ما لن يفيد السوق. ولو أن اسعار الاسهم بالأرباح ( المحققة والمحتملة) لكانت اسعار بعض الشركات صفراً.
الحل هو توعية المستثمر، وهذا ما تقوم به الهيئة. ومن لا يتعض سيتآكل رأس ماله. من لم تفده عبراً أيامه -- كان العمى أولى به من الهدى
اوافقك الراي في النقطة التي ذكرتها (رغم يقيني بأنهم عندما يوافقون يعلمون علم اليقين أن المكتوب في الورق لن يتم تنفيذ أغلبه وربما كله) ..وهذا هو يقيني ..نحن بحاجة الى حوكمة حقيقية على الشركات والنظر في موضوع المكافات والمخصصات ودراسة حقيقية (لمحاسبة تكاليف تشغيل الشركات) والحقيقة موضوع ايقاف الشركات يحتاج اعادة نظر استاذ محمد ..اذا كان من اجل كبح المضاربات فكل دول العالم اسواقها مضاربية ..وبعلم الجهات المختصة وتمنح شهادات للمضاربين المحترفيين كنوع من التقدير ..
شكرا للكاتب العزيز علي هذا المقال الرائع. لكني اود الايضاح بأن الفهم بدور هيئه سوق المال لايزال منقوص لدي معظم المجتمع. اذ لاتزال الهيئه بجميع ماذكر اعلاة تنفذ فقط 50% من المطلوب منها. ولكن الغائب هو ال50% المتبقية. فهمي الشخصي لدور هيئة السوق هو المحافظة علي اموال المستثمرين بالتقتين للمتعاملين بالسوق و( التسويق) للمحافظه علي مستويات سيولة عالية للحفاظ علي الاستثمارات. لكن لاتزال السوق تنزف سيولة خارجة ولا يوجد سيولة داخلةمن سنوات. لذا اداء هيئه سوق المال في النصف الثاني من واجباتها (صفر) والكل يعلم ان الراسب بالنصف الثاني راسب بالسنة كلها لذا لازم يعيدون السنة ويشدون حيلهم في استقطاب اموال.
فيه خلط في المواضيع...مسألة ملاحقة المتداولين بحجة إن سهم ارتفع أكثر من اللازم هذي ثقافة سعودية بحتة وإن دلت على شيئ فإنما تدل على ضعف الأنظمة وليس خللاً في المتداولين. مسألة الهيئة، أكرر ما ذكرته عدة مرات، الهيئة حققت بعض الإنجازات ولكن مشكلتها جهلها التام في أمور كثيرة تطرقنا لها عدة مرات، لذا لو كانت طالب في جامعة لأخذت علامة C.
اعتقد ان البعض ربما يتذكر قصة وقف تدوال سهم الكهرباء عندما حاول المضاربين رفع السهم بدون مبرر و لكن للاسف لايوجد مثل تلك الجراءه الان والسبب بسيط ان جميع الانظمه سواء تشريعات و اليكترونيه المذكوره هي من الاداره السابقة و لم تقم الاداره الحاليه الا بالتوقيع على عقودها بينما من المفترض اعادة الهيكله لتتواكب مع متطلباتها واذا عرف السبب بطل العجب
مادام بإمكان المسيطرين على السوق ؟! بضغطة (زر) أن يُحمل ما يشاء من الأسهم ويستخدمها خاصة في أسهم (المضاربة) الخفيفة ، وبضغطة (زر) أُخرى ينزل الحمولة ... فلن يصلح السوق ؟؟!! فحجم السيولة ليست كل شيئ ، فقد كانت السيولة أقل من (مليارين) قبل مدة ، وارتفعت إلى أكثر من (6 مليار) فماذا إستفاد السوق منها ؟؟ لاشيء ، رأينا ومازلنا نرى أسهم مضاربية في السماء ، وأسهم إستثمارية مخسوف بها !!؟؟ لأنها سيولة مضاربة.. وتدوير.. وتخويف.. وتغرير.. ولذلك ، ليست (كمية) السيولة هي المطلوبة ، بل (السيطرة) على السيولة هو الواجب ؟؟!! ، ضبط السوق (بالقانون) هو المفروض ؟! مثال : عندما وضعت الهيئة وقت (محدد) لإظهار النتائج الربعية ، الكل إنضبط وتقيد !؟ وعندما حددت % التدبدب ب 10% كمثال آخر ... فالمطلوب أن تُحدد (قيمة) أمر الشراء / البيع.. بحيث لا يتعدى الأمر مثلا( ربع أو نصف مليون) ، وذلك لتبطيئ عمليات المضاربة ، وجعل السوق أكثر إنضباطية وتوجه نحو الإستثمار ، فالناظر إلى السوق في هذه الأيام يشعر وكأنما اللعبة الذي إنكوى بها المتداولون في السوق في السابق عادت وبنمط آخـر ؟! ، و أصبح السوق خارج السيطرة ، على (كثير من الأسهم) صغيرة رأس المال ، ولكن ... ليس على (المؤشر؟!) ، وذلك بكل ســلاسة حتى لا يرتفع الصراخ والعويل ؟؟؟؟؟؟!!!!!! فإن كانت (الهيئة ) تُريد السوق بهذا النهج (مضاربيا) فلتعلنها صراحة ، وإن كانت تقول أنها تُريده سوقا (إستثماريا) ، فلا توحي تصرفاتها هي ومؤسسة النقد التي ملأت السوق بشركات تأمين ورقية بذلك ؟! فإدارة الهيئة للسوق لا تستحق أكثر من (Big O) ....
فيه أحد ممكن ينورنا ويعلمنا ليش يبغى يسيطر على السوق ويمنع المضاربة؟ في كل دول العالم (عدا السعودية على ما يبدو) السوق مفتوح لمن يريد ويشتري كيفما يشاء...حتى وإن تم شراء سهم شركة ما تسوى ريال واحد إلى 1000 ريال مافي مشكلة صديق... أنتا يشتري على مزاج أنتا مو علشان فيه أحد اشترى بالسهم، معلوم؟ إذا فيه سهم بسعر 1000 ريال وأنت بكامل قواك العقلية تشتريه فأنعم وبارك. مشكلة الهيئة إنها تصمم سياساتها وقراراتها بناءاً على مطالبات أناس عليميين لا يعرفون الهدف من تداول الأسهم ويزعلون ليش السهم ارتفع وليش انخفض... وما دام حتى الفاهمين (كما هو مفترض من كتاب ألفا وبيتا) لا يعرفون مثل هذي الأمور فلا أستغرب إن سوقنا أصبح سوق مهايطين، والسلام للجميع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, اعتقد انه لا يخلو سوق من المضاربة ... ولكن يجب تقنين المضاربات بحيث لا تكون تلاعب وتدليس في اغلب الاحيان.. هناك قوانين نتمنى من هيئة سوق المال ووزارة التجارة (قانون الشركات) تطبيقها ومن اهمها: 1. عرض اكبر 15 مالك لكل شركة للشركات التي رأس مالها اقل من 2 مليار. 2. عرض من يملك اكثر من 1% للشركات التي رأس مالها اكثر من 2 مليار (لتأثيرها القوي على السوق والمؤشر). 3. الغاء العرض او الطلب الخفي الغير معلن في قائمة الطلبات للسهم.(ان تكون جميع الاوامر ظاهرة). 4. ان يكون الحد الأعلى لكمية الامر 50 الف سهم كحد اقصى. 5. ان تكون ملكية اي عضو بمجلس ادارة اي شركة لاسهما لا تقل عن 1% من رأسمالها وفي حال نزولها تلغى عضويته.(منع تلاعب اعضاء مجالس الادارة وتحولهم لمستثمرين وليس مضاربين بالخفاء).... 6. اجبار الشركات على الشفافية في تحديد مواعيد الاعلان المستقبلية للارباح والتوزيعات وتوقعاتها المستقبلية كي يتم تقييمها ومحاسبتها لو قصرت من قبل المساهمين. 7. عدم صرف اي مكافأة لاعضاء مجالس الادارة او الادارة التنفيذية في حالة عدم تحقيق ارباح أوعدم نمو في الارباح التشغيلية. 8. الفصاح والاعلان عن الصفقات التي تتم خارج السوق.(ليس بسعر السوق). أعتقد هذه القرارات من هيئة سوق المال ومن وزارة التجارة (نظام الشركات) سوف تحمي ضعار المساهمين وتجعل السوق اكثر اسثماري واكثر ثقة وامان. ولا تضر أحد الا المتلاعبون. هذا رأيي الشخصي وأشكرك اخي محمد وانا من المتابعين لطرحك وكتاباتك.
مقال في الصميم ... وبشكل خاص ما ذكرت حول الهيئة " هذا يعني أنه رسمياً تم هدم كل ما تم بناؤه طوال السنوات الماضية مع تقدم السوق المالية السعودية إلى الخلف ولا أبالغ في القول إننا الآن عدنا لما كنا عليه قبل عام 2006 "
ياستاذ محمد ,,, فوضى المضاربات ناتج بسبب ضعف التوزيعات النقدية للشركات اغلبها شركات تربح بالمليارات وتعطي المساهم صدقات وليس توزيعات ولجوء اغلب الشركات الى منح اسهم بدلاعن التوزيعات النقدية اذن المشكلة اكبرمن المضاربات لوكان المستثمر يعلم ان هناك توزيعات مجزية وانت اولهم لما فكريوما ما بالمضاربة نهائيا وتركها للاستثمار المشكلة اكبر من ذلك وبرايي انك تعلم عن هاذا تحياتي لك .