في السابعة من عمري رأيت مزماراً معروضاً في متجر ألعاب فسحرني.. دخلت على البائع وقدمت له جميع نقودي وأنا أقول: أرجوك أعطني هذا المزمار!
عدت بالمزمار إلى البيت سعيداً ودخلت به مزمراً، وحين علم اخواني ما دفعت فيه من ثمن ضحكوا ساخرين وقالوا: إنه لا يساوي عشر هذا الثمن!
بكيت من القهر والحنق، وتحولت سعادتي إلى تعاسة.. واليوم، وأنا في السبعين من عمري، أرى ورأيت رجالاً كثيرين يدفعون أثماناً باهظة جداً مقابل مزمار زهيد: يتلفون، صحتهم ويحرقون أعصابهم ويضيعون أجمل أوقاتهم في سبيل مثل ذلك المزمار الزهيد، يبيعون الغالي بالرخيص.
هذا جزء مختصر من تجربة رجل الأعمال الشهير «بنيامين فرانكلين» الذي بنى له في أمريكا امبراطورية مالية كان منشؤها استفادته من شراء المزمار وهو طفل، إذ تعود أن يزن الأمور، وأن يقدر الأشياء حق قدرها بهدوء واتزان، وأن يقدم الأهم على المهم، وهو يرى ان الانشغال بالتوافة يأكل الصحة ويقرض الوقت ويقصر العمر ويفسد السعادة..
إن كثيرين ينشغلون بجدل عقيم حول سعر سهم ما، ويتحدى بعضهم بعضاً، ويتجادلون أيضاً حول السوق ككل، ويتعبون في أمور لا تفيد،يبيعون من أجلها راحتهم وسعادتهم، وقتهم وبصيرتهم، فحين يسود الجدل يعمى البصر ويقل العمل.
إن الناجحين لا يدخلون في جدل عقيم، ولا يشترون الرخيص بالغالي، ولم يعتادوا على الثرثرة وهدر الوقت والجهد واستهلاك الأعصاب، بل هم يعملون بوحي من بصائرهم ويعتمدون - بعد الله عز وجل - على جهودهم الذاتية، ويوازنون الأمور فلا تطغى شهوة المال على صوت الضمير، ولا تأخذ مساحة العمل حق القلب والعقل والبدن والأهل.
إن الوقت أثمن ما يملكه الناجحون.. ويجب استثماره على أحسن وجه وملؤه بأداء الأمور المبهجة من الكفاح مع الابتسام، إلى قضاء الوقت الطيب مع الزوجة والولد، وقبل هذا أداء حق الله عز وجل، ثم حق الجسد في الرياضة والراحة والاستجمام.
هناك أمزجه مختلفه
أغلب الاحيان يكون المتداول متعصب للسهم. من رواد أرقام مثلا نجد من هو متعصب لسهم معين كمن يشجع فريق كرة قدم. لا يهم الربح اوالخسارة من السهم. مقال رائع وأتمنى أن نعمل به جميعا
ملاحظة: من موقف الكاتب عندما كان طفلا يتبين لنا رحمة الله بنا، عند بداية الاستثمار يكون راس المال صغيرا وخبرة المستثمر صغيرة. عادة يتكبد خسارة كبيرة في نظره (نصف ماله مثلا)، لكن عندما تتراكم عنده الثروة يجد أن خسارته كانت صغيرة جدا، وفي المقابل استفاد درسا مهما في الاستثمار بمبلغ صغير.
لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش,, وياأستاذ عبدالله ,, الجدال موجود في كل مناح الحياة,تقريبا, مشجعي الفن يتجادولون في المطرب الفلاني و او المطربه الفلانيه وتميزهم عن غيرهم, وهالاغنيه الفلانيه هي الاحسن...الخ و\اهل العقار كذلك الجهه الفلانيه من المدنيه هي التي سترتفع اسعارها اكثر من الجهات الاخرى, واهل الاسهم يتجادلون ان ينساب ستكون احسن من التصنيع او العكس, وان اكسترا ستكون جرير ثانيه, وان اعمار لا فائدة منها, وان العقاريه مكانك راوح...الخ,, ويستفيد من لا يلتزم بنظره ثابته على كل الاسهم, وانها عوامل معنيه تتغير وتغير في الشركه متعك الله بباقي عمرك وبارك لك في المال والولد
نصيحة لا تقدر بثمن استاذ عبدالله وإن عليك بمزمار السوق اليوم فهو سهم بنك الانماء فانك تدفع مبلغ زهيد لمزمار ثمين واذهب واستمتع بالرياضة والأهل والصلاة.
مشكلة أغلب المتداولين انهم يدخلون عنصر التعاطف مع الإستثمار فيمسك بالسهم ولا يداري بموجاته أو ترنداته الصاعدة أو الهابطة وبالتالي تصيبه التعليقة لمدد طويلة بعيد عن الإستثمار الآمن .
تجربه ثريه
صح لسانك استاذعبدالله..حكمة اعجبتني ( الحياة اقصرمن ان نقصّرهابالتوافه )
هناك حديث شريف معناه : ( اذا اراد الله بقوم سوءا سلط عليهم الجدل ومنعهم من العمل ) .. شكرا على المقال
تعجبني مقالاتك .. ماقل ودل
لن نتعلم ختى نتألم
حكمة يستفيد منها الجميع (وأنا أولهم) من أخونا العزيز عبدالله. الصعوبات والخسائر هي من درجات التعلُّم ونضعها في بند "الخبرة". الأهم هو ماذكره استاذنا عبدالله هو ان لانشتري الرخيص بالغالي، بل ننتبه ونحرص على الاثراء، التركيز على الافضل،،، سواء غرض دنيوي من سهم او ارض او غير ذلك أو - وهو مربط الفرس - غرض من الآخرة: الفردوس الأعلى وطلب الرضا من الله.
صدقت يا أستاذ عبد الله نذاكر القوائم المالية كأنا بنختبر فيها والارباح طفسة. لكنها هواية (أو إدمان) أكثر من كونها استثمار.
لو أنفق الناس أموالهم كما ينفقون أوقاتهم لأصبحوا فقراء .. هي ثلاثة لمن أراد الغنى في الدنيا والآخرة ( إدارة المال ، وإدارة الوقت ، وإدارة التفكير أو العقل ) رائع استاذ عبدالله
اجد الكثير من متابعيك واجد الكثير من الردود تعقيبآ على مقالتك الرائعه ولم اجد ولا تعليق لك لماذا ياليت لو نشوف رد او تعقيب على ردود الاخوان منك بصراحه انت رائع