طاقات جديدة من البولى أوليفينات ستتجه صوب الصين قادمة من الشرق الأوسط لتلبية الطلب الكبير على هذه الخامات فى السوق الصينى. تمثل حصة صادرات الشرق الأوسط من البولى إيثيلين 43% من إجمالى واردات الصين من خامات البولى إيثيلين التى بلغت 4,8 مليون طن فقط فى الثمانى الأشهر الأولى من عام 2011.(المصدر : الجمارك الصينية).
وإذا أضفنا إلى ذلك أنه حوالى 4 مليون طن بولى إيثيلين سيتم دخولها الخدمة كطاقة إنتاجية مضافة فى الشرق الأوسط خلال الفترة من 2011 – 2015 ستكون النتيجة هو إستحواذ الشرق الأوسط على النصيب الأكبر من الكميات المصدرة من خامات البولي ايثيلين في السنوات القليلة القادمة.
والفرصة سانحة أمام دول التعاون الخليجي خاصة وأن إيران تعانى من العقوبات والمضايقات التى تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى ما يتعلق بصادراتها و صناعة البتروكيمـاويات لديها وذلك نتيجة لرفض البنوك الدفع بالدولار المريكى للشـــحنات الإيرانية ولكن يتم الدفع باليورو عن طريق شركات وسيطة فى دبى وذلك من أجل التغلب على المعوقات الإئتمانية التى تواجه تصدير شحناتها للصين بالإضافة إلى المشكلات التى تتعرض لها صناعة البتروكيماويات الإيرانية وتخفيض إنتاجيتها بسبب عدم توافر قطع الغيار و بعض مدخلات الإنتاج.
بوجه عام إذا نظرنا للكميات التى يتم تصديرها من البولى إيثيلين إلى الصين سنجد فرقاً واضحاً عن الكميات التى يتم تصديرها من البولى بروبيلين و يعزو ذلك إلى طبيعة اللقيم فى المنطقة.
أولاً : البولى إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE) :
تعد إيران أكبر مصدرى LDPE للصين فى عام 2010 بإجمالى 17% وبكمية 240 ألف طن من واردات LDPE وحافظت إيران على صدارتها لأكبر الدول المصدرة LDPE خلال الثمانية الأشهر الأولى من عام 2011 بنسبة 20% وبكمية 190 ألف طن وتلتها كوريا الجنوبية ثم قطر ثم السعودية حيث كان نسبة صادرات الدول الأربعة 60% من واردات الصين من LDPE خلال نفس الفترة محل الدراسة من عام 2011.
تتنوع واردات الصين من خامات LDPE من حيث التطبيق ولكن تتركز النسبة الأكبر فى تطبيقات الفيلم والتغطية حيث تستحوذ كوريا الجنوبية وقطر على معظم واردات خاماتLDPE للتغطية وخامات تطبيق الفيلم تستحوذ عليه إيران والسعودية.
ثانياً: البولى إيثيلين منخفض الكثافة الخطى (LLDPE) :
تعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدرى LLDPEللصين منذ 2005 حيث تتفوق بنسبة 10% عن أكبر منافسيها سنغافورة ويليهم تايلاند وكوريا الجنوبية ثم أمريكا والجدير بالذكر أن معظم صادرات أمريكا من LLDPE هي Hexane based metallocene.
أما عن صادرات باقي دول الشرق الأوسط خلال الثمان الأشهر الأولى للصين فإن قطر قد ضاعفت صادراتها إلى الصين بعد بدء إنتاج قابكو فى مصنعها الجديد و وصلت إلى 42 ألف طن خلال الثمانية أشهر الأولى فى عام 2011 . وتتساوى الكويت والإمارات فى كمياتهم المصدرة للصين من هذا الخام حيث تعتمد الكويت على أسواق أخرى غير الصين لتحقيق هامش ربح أفضل لمصنعها إيكويت المنتج الوحيد للخام لديها أما الإمارات فيعتمد مصنعها بروج على تصدير خامات LLDPE أكثر تخصصية و التى تلقى رواجاً فى غير الأسواق الآسيوية .
ثالثاً : البولى إيثيلين العالى الكثافة (HDPE) :
إستوردت الصين خلال عام 2010 كمية 3,5 مليون طن من خام البولى إيثيلين عالى الكثافة HDPE حيث إستحوز الشرق الأوسط على 31% من واردات الصين من هذا الخام و بالرغم من هذه النسبة الكبيرة تقول الإحصائيات أن أكبر الدول من حيث الكميات المصدرة من الHDPE إلى الصين هى كوريا الجنوبيا بنسبة 18,5% تليها مباشرة السعودية ثم إيران ثم الإمارات ثم تايلاند. تتنوع تطبيقات خام HDPE من تطبيقات الفيلم و النفخ إلى الحقن وسحب المواسير والغزل.
حيث تأتى معظم خامات الفيلم من السعودية والكويت وخامات النفخ من قطر أما خامات السحب للمواسير تأتى معظمها من الإمارات وتقول الإحصائيات أن السعودية ستتبوأ المركز الأول فى واردات HDPE للصين ومن المتوقع أن تأخذ السعودية مكان كوريا الجنوبية فى الفترة من 2012-2015 نظراً لدخول كميات كبيرة من الطاقات الإنتاجية من هذا الخام فى الخدمة بدءاً من العام القادم. كما أن فرصة إيران ستتضاءل بالرغم من خططها التوسعية فى إنتاج هذا الخام نظراً لنفس الأسباب سالفة الذكر.
جداول توضح كميات البولى إيثيلين المصدرة من الشرق الأوسط للصين خلال الفترة محل الدراسة:
رابعاً: البولى بروبيلين PP homopolymer grades:
إستوردت الصين 3,8 مليون طن من البولى بروبيلين الهومو فى عام 2010 إستحوز الشرق الوسط على 21% من واردات الصين من هذا الخام معظمها من السعودية و نظراً لطبيعة اللقيم فى المنطقة فإن السعودية هى الوحيدة التى تقع ضمن أكبر 10 دول مصدرة للبولى بروبيلين الهومو و يشاركها فى تصدير هذا النوع من الخام عمان و الإمارات و الكويت .
فى عام 2009 إحتلت السعودية المركز الثانى بين الدول المصدرة للبروبيلين الهومو عل حساب تايوان حيث إستحوزت على نسبة 17,7% فى هذا العام, و فى الثمان الأشهر الأولى من عام 2011 إستحوزت على 18,1% على حساب كوريا الجنوبية أكبر مصدرى هذا الخام للصين.
من المتوقع أن تزداد حصة تصدير PP للصين بعد بداية إنتاج شركة السعودية للبوليمرات المتوقع فى 2012 بطاقة 400 ألف طن سنوياً. هذا العام 2011 تبوأت الإمارات مركزاً بين أكبر خمسة مصدرين للPP للصين خلال الثمانية أشهر محل الدراسة و ذلك كنتيجة لدخول الطاقة الإنتاجية لمصنع بروج الجديد حيث كانت نسبتها فقط 0,7% من واردات الصين و قفزت إلى 5,8% هذا العام.
خامساً : البولى بروبيلين PP Block copolymer grades:
إستوردت الصين 0,5 مليون طن من هذا الخام خلال الثمانية الأشهر الأولى من 2011 و كان نصيب الشرق الأوسط 15% من هذه الكمية من السعودية و الإمارات , تعد كوريا الجنوبية و سنغافورة أكبر مصدرى هذا الخام للصين حيث تستحوزان على 54% من إجمالى واردات الصين من هذا الخام .
والجدير بالذكر أن الشرق الأوسط ينافس بقوة فى الإستحواذ على نسب أكبر من واردات الصين من الـPP حيث أنه لرخص اللقيم لديه عمل تقليص فارق السعر بين نوعى البروبيلين سالفى الذكر مما جعل منتجي آسيا - الذين يعتمدون على النافتا- تحويل منتجاتهم من البروبيلين إلى خامات أخرى مثلPP random copolymer وخامات الـPP الخاصة بتطبيقات سحب المواسير بغرض تحقيق هامش ربحى أكبر.
فى نهاية مختصر هذه الدراسة أتمنى أن أجد الإعلام العربى المتخصص فى مثل هذه الدراسات التسويقية المتخصصة فى مجال البتروكيماويات, كما أرجو إرسال بيانات المؤسسات العربية المتخصصة فى هذا الأمر للتواصل على بريدى الإليكترونى ihab.yahia@sidpec.com.