في نهاية عام 2009، أعلنت شركة بترو رابغ رسمياً اكتمال تشغيل جميع معاملها البتروكيماوية بنجاح، وأنها بدأت التشغيل التجاري الكامل للمجمع الذي يضم إلى جانب ذلك مصفاة لتكرير المشتقات النفطية، إلا أن المتابع لأداء الشركة منذ ذلك الوقت وحتى الآن سيلحظ أن الأداء المالي (من أرباح تشغيلية وصافي أرباح) لا يتناسب إطلاقاً مع توقعات وآمال المستثمرين، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن عملاقين من عمالقة الطاقة والبتروكيماويات في العالم (وأعني بهما شركتي أرامكو السعودية وسوميتومو اليابانية) هما اللتان تديران الشركة.
فعلى سبيل المثال، تشير القوائم المالية إلى أنه في عام 2010 كاملاً، حققت الشركة صافي ربح يقارب 208 ملايين ريال، بينما حققت حتى الربع الثالث من هذا العام كاملاً صافي ربح لا يتجاوز 16 مليون ريال فقط، وهذه بالتأكيد أرقام محبطة لأي مستثمر آخذين في الاعتبار أن رأس المال يبلغ نحو 8.7 مليار ريال، وأن حجم الأصول المستثمرة يبلغ ما يقرب من 49 مليار ريال. أما الأداء التشغيلي فهو لا يزال يتأرجح ما بين فترات يتم فيها تحقيق أرباح تشغيلية وفترات أخرى يتم فيها تحقيق خسائر تشغيلية!!
يعود سبب هذا الأداء الباهت - في رأيي الشخصي - إلى عاملين: الأول، يتعلق بمواصلة المنتجات المكررة (أي تكرير المشتقات النفطية) تحقيق مجمل خسارة من عملياتها، إن كان على أساس فصلي أو سنوي، وهذا بالطبع يشكل عامل ضغط قوي على النتائج الإجمالية للشركة. والثاني، يتعلق بضعف أداء العمليات البتروكيماوية (وإن كانت الصورة هنا تبدو أفضل بكثير) نتيجة للتوقف المتكرّر في إنتاج المواد البتروكيماوية لمرات عدة ولأسباب مختلفة (أعطال فنية، صيانة دورية، انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، حريق.. إلخ) خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.
كل ما سبق لا يهم، فأكثر ما يقلقني حقيقة هو أن نسبة المديونية إلى حقوق المساهمين (أو ما يُعرف بالرافعة المالية) تجاوزت الآن الثلاثة أضعاف، حيث يبلغ الآن إجمالي المديونية 25.8 مليار ريال، بينما تبلغ حقوق المساهمين 8.0 مليارات ريال، وهي بالتأكيد نسبة مرتفعة جداً حتى عندما نقارنها ببقية الشركات البتروكيماوية العاملة في المملكة. وتتعقد الأمور أكثر إذا ما علمنا أن رصيد النقدية يبلغ حالياً نحو 2.5 مليار ريال، بينما يجب على الشركة اعتباراً من هذا العام (وحتى عام 2021) بدء تسديد أولى أقساط هذه المديونية بقيمة 1.4 مليار ريال!!
ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الشركة مطالبة الآن (وأكثر من أي وقت مضى) بتحسين صافي أرباحها وتدفقاتها النقدية وبشكل كبير حتى تتمكن من تسديد التزاماتها المالية تجاه دائنيها مستقبلاً؛ واضعين في الاعتبار كبر حجم الأقساط الواجب سدادها خلال السنوات القادمة مقارنة بالأرقام الحالية لكل من رصيد النقدية وصافي الأرباح والتدفقات النقدية، وفي رأيي الخاص، سيشكل هذا الموضوع أحد أكبر التحديات التي ستواجه الشركة خلال العامين القادمين، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، والله أعلم.
بترورابغ 2 هو الحل الأمثل.
قطاع البتركيماويات بالشركة يحقق ارباح جيدة رغم التوقفات والاعطال وصلت الى اكثر من مليار ريال للثلاثة ارباع الماضية ,,, المشكلة تكمن في قطاع التكرير ومجمل الخسارة الذي يحققه طوال الفترات الماضية وعدم وضوحه بالنسبة لي ولاغلب المستثمرين!! قطاع البتركيماويات في بترورابغ يتسطيع تحقيق عائد على السهم يصل الى 3 - 3.5 ريال باسعار المنتجات لهذة السنة وفق تشغيل كامل ومستقر ولكنها للاسف سوف تتاكل مع خسائر التكرير
شكرا استاذ محمد ... مشكلة بترو رابغ التوقفات المتكررة ونتمنى أن تنتهي هذه المشكلة في الوقت الحالي خصوصا بعد ايقاف المصنع لمدة شهرين بسبب الصيانة الدورية لمصانع الشركة اما بخصوص المخاوف من مسألة عدم امكانية السداد او التأثير على التوزيعات النقدية في حال سجلت الشركة لربحية جيدة فاعتقد أن هذه الأمر مبالغ فيه نوعا ما خصوصا وأن الشركة تحقق سنويا تدفقات نقدية صافية بأكثر من 300 مليون (2010) وذلك لضخامة مبيعاتها رغم ما تعاني من اشكاليات بسبب التوقفات لاننسى أن الشركة حققت أرباح بقيمة 700 مليون في الربع الأول في ظل كفاءة تشغيلية وتحسن لهوامش قطاع التكرير ،،،، الإشكالية الآن هل ستقوم البنوك بتمويل خطط التوسعة لمشروع بترو رابغ 2 في ظل ارتفاع المديونية وعدم الكفاءة التشغيلية؟!! تحيتي لك
عفوا صافي التدفقات النقدية بنهاية 2010 بلغت نحو 1300 مليون ، مع العلم أن الشركة سددت نحو 900 مليون قيمة قروض
اخي الكريم فلاطون الاسهم أنا لا اتحدث عن 2010م و لكن أتحدث عن 2011م و ما سيحدث في السنتين القادمتين و بالتالي عندما ننظر الى التدفقات النقدية في 2011م حتى الآن سنجد التدفقات من الانشطة التشغيلية أوجدت 600 مليون ريال فقط فيما قامت الشركة حتى الآن بسداد جزء من القرض طويل المدى بنفس القيمة تقريبا مما يعني أنه لا يوجد تدفقات اضافية. المهم الآن هو أنه استمر الوضع على ما عليه، فإن التدفقات النقدية من الانشطة التشغيلية 800 مليون ريال سنويا على وجه التقريب لن تكفي لسداد الاقساط السنوية القادمة للقرض بقيمة 1,400 مليون ريال (و ربما أكثر) بأي حال من الأحوال. ارجو ان اكون وفقت في الشرح و شكرا لك يا اخي الغالي و لجميع الاخوة. مع اطيب تحية و تقدير.
السلام عليكم جميعاً شكرا للاستاذ محمد العمران، هناك غموض بخصوص أرباح 2010 . الربع الأول حققت الشركة أرباح غير مكررة. الربع الثاني هو الوحيد الذي عملت فيه الشركة لربع كامل دون توقف في ذلك العام وحققت 14 هللة فقط للسهم. الربع الثالث خسائر الربع الرابع : حققت الشركة أرباح خنفشارية الذي فهمته: ألغت الشركة عقود بسبب عجزها عن الانتاج وحسبت المبلغ الذي تم استعادته من العقود الملغية على أنه أرباح. الربع الأول 2011 عملت الشركة دون أعطال وكسب السهم 80 هللة وهو أفضل ربح تشغيلي في تاريخ الشركة (يليه 14 هللة). الربع الثاني والثالث توقف المصنع للصيانة الدورية. أتوقع أن تحقق الشركة ارباح الربع الرابع لكن يمكن التنبؤ ببترورابغ. الخلاصة: لم تعمل الشركة لربع كامل الا مرتين وحققت مرة 14 هللة للسهم ومرة 80 هللة.
شكرا استاذ محمد على الرد والتوضيح .... انا تحدثت عن عام 2010 لأنه لم يشهد توقف بسبب أعمال صيانة استمرت لأكثر من شهرين (أثرت على نتائج الربعين الثاني والثالث) لجميع مرافق الشركة وهو ما كبدها خسائر مسحت جميع الارباح المحققه في الربع الأول ،،، لا تنسى أن الشركة أعلنت عن تأثر مخزونها وبالتالي تأثر حجم مبيعاتها بسبب الصيانة الطويلة ولا شك أن لذلك أثر على تدفقاتها النقدية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض النقدية في الربع الثاني إلى نحو 1.4 مليار مقارنة 3.4 مليار في الربع الأول. استاذي، حققت الشركة تدفقات نقدية صافية خلال الربع الرابع 2010 بنحو مليار ريال، لهذا لا اعتقد ان هناك خوف من مسألة السيولة لأنه ببساطة مبيعات الشركة تتجاوز الـ 40 مليار ريال سنويا في المقابل مديونيتها لا تتجاوز 26 مليار ريال منها نحو 5 مليارات للمؤسسين. هناك نقطة أخرى تبلغ ديون الشركة (الذمم المدينة) نحو 7 مليارات يقابلها دائنوان بحدود 13 مليار ، لكن الأمر المساعد أن الدائنون هم أرامكو (قيمة النفط الخام) وبالتالي هناك امكانية لتأخير سداد مستحقات أرامكو وقت الزنقات ... آسف على الاطالة لكنها وجهت نظر وحبيت اطرحها، تقبل مروري
أخي الكريم افلاطون الاسهم اذا عملت الشركة بشكل منتظم فلا مشكلة لكن ما نلاحظه يا اخي العزيز منذ عامين ان الانتاج لم ينتظم حتى الآن و هنا يجب ملاحظة ان أسواق البتروكيماويات تعيش عصرا ذهبياً قد لا يتكرر مستقبلا في حال حدوث ركود او كساد عالمي الا بعد زمن طويل فماذا سيحدث لها فيما لو هبطت الاسعار او قل الطلب مثلا و هي التي تعاني اساسا من مصاعب في تحقيق ارباح و تدفقات نقدية جيدة؟ الجانب الآخر يا أخي الكريم ان الشركة لم تعطي تفاصيل دفعات القرض حيث ان القسط الحالي لا يكفي لسداد كامل القرض خلال 10 سنوات مما يعني أنه قد يكون قسط نصف سنوي و قد يكون قسط تصاعدي و في كلا الحالتين هذا سيصعب من قدرة الشركة على السداد في السنوات القادمة اذا لم يتحسن ادائها. ايضا الشركة حاليا تعاني من رأس مال عامل سلبي لكن المشكلة الأكبر هو أن الالتزامات (بما فيها القروض) تعادل نحو 8 اضعاف حقوق المساهمين و هي نسبة خطيرة للرفع المالي لم تسجلها اي شركة بتروكيماوية في تاريخ منطقة الشرق الاوسط و يجعلنا نتساءل كيف ستتمكن من تسديد كل هذه الالتزامات المالية بالاداء الحالي (اكرر يا اخي العزيز و القطاع ربما يعيش الآن عصره الذهبي)؟ مع اطيب تحية و تقدير لشخصك الكريم.
استاذ محمد .... اتمنى يتسع صدرك للنقاش الممتع بالنسبة لي اتفق معك أن الشركة كانت تعاني من مشاكل في الانتاج لكن ما يلاحظ منذ نهاية يوليو الماضي (فترة الصيانة) وحتى الآن (4 أشهر) لم يعلن عن أي مشاكل لدى الشركة في الانتاج (نقول ما شاء الله ونتمنى تستمر على هذا المنوال) وهذا عامل إيجابي للشركة (من ناحية استثمارية لا أهتم بهذه الشركة نهائيا ولا أرغب باقتناء سهمها). هذا رابط مقال تحدثت فيه عن تأثير التوقفات على نتائج الشركة http://alphabeta.argaam.com/?p=35554 أما فيما يخص العصر الذهبي لقطاع البتروكيماويات فهذا موضوع أخر لأنه ليس من المؤكد أن يشهد هذا القطاع انتكاسة تؤثر على أسعاره لفترات طويلة بسبب آلية السوق، كما أن انخفاض التكاليف للشركات السعودية يعتبر عامل مساعد بالاضافة إلى التوقعات باستمرار النمو في الشرق الأقصى ،،،، في المقابل فإن المصافي حاليا تمر بأسواء فتراتها خلال منذ الألفية الثالثة وفي حال تحسنت الهوامش فبالتأكيد سيكون لذلك أثر أكبر من أثر البتروكيماويات. في جانب القروض فإن قيمة القروض التجارية تبلغ 21.9 مليار ريال ستسدد على 10 سنوات واعتقد أن طريقة السداد ستكون نصف سنوية لأن الشركة دفعت في التسعة أشهر نحو 700 مليون وعليها قسط بقيمة 1400 مليون يستحق في 20 ديسمبر، للتوضيح فقط. فيما يخص رأس المال العامل اتفق معك انها الشركة الوحيدة في القطاع الذي يعتبر رأسمالها العامل سلبي لكن مرد ذلك إلى الهوامش السلبية لقطاع التكرير (مثلا تشتري من أرامكو بقيمة 40 مليار وتبيعها 37 مليار وبالتالي الفارق سيؤثر على حساب رأس المال العامل) .... أما فيما يخص الالتزامات مقابل حقوق المساهمين فالذي يظهر لي أنها تعادل 5.1 مرة ولا توجد شركة في القطاع بنفس المعدل باستثناء اللجين. تحيتي لك استاذي
اخي محمد العمران .. السلام عليك وعلى كافة القراء. أحبك في الله وأقدرك .. وأينما ترحل بمقالاتك .. فرحلي تسير على إثرك منذ سنوات. وددت الإضافة بعيداً عن تخصصك .. فلست مثل أخي افلاطون الأسهم .. محاوراً ذكياً ومقتدراً .. جزاك الله وإياه خيراً على هذا الجهد الحواري ... ولا أنسى أخي الشقيق ... (الشقيق الأصغر) المعتصم بالله بن هارون..فتحية طيبة إليه. وددت الإفادة أن أسباب مشاكل بترورابغ ليست فنية أو مالية .. بل هي نتائج مشاكل بترورابغ.. إذا فلنحاول معرفة السبب ليبطل العجب .. كلاكما درس هذه النواحي وهو ما أسعدنا وجعلنا نتابع بشغف. فشكرا لكما .. ولكن ماذا لو تكرمتما بدراسة (إرث) السيد (سلف)الذي تركه للسيد (خلف).. الأكمة وراءها ما وراءها!! ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن السيد (خلف) ذو اللكنة اللبنانية والعقل الأميركي يبعث الاطمئنان والثقة والقوة للبترورابغيين .. وعليه فالأرجح نجاح فني يتبعه تحسن مالي بإذن الله. صدق من قال اشتر الإدارة قبل السهم .. صورة بدون تحية للجين.
على فكرة . نسيت شيئاً لماذا لم تكن بترورابغ مثل سيلانيز وSK ENERGY ؟ كنت قد عملت دراسة مقارنة بينهم ، وذهب بي التفاؤل إلى أحلام تبخرت .. هكذا .
حياك الله أخي المأمون: تصحيح للمعلومة: المأمون والمعتصم أخوة غير أشقاء، أم المأمون فارسية وأم المعتصم تركية. إضافة: وأم الأمين (زبيدة) هاشمية بنت عم الخليفة هارون الرشيد. رحم الله الجميع وجمعنا بهم في الجنة.
النقطة واضحة وهي خطر محدق ببترورابغ نتيجة تآكل السيولة كما حصل في خبر أمس لشركة فرونت لاين التي تنقل النفط. http://www.argaam.com/Portal/Content/ArticleDetail.aspx?articleid=240199 الأخ أفلاطون الاسهم: هل تقصد بالتدفقات النقدية النقد الدخل مخصوما منه النقد الخارج أم تقصد الفرق بينهما؟ كلامك مهم ويجعلنا نعيد النظر في الشركات التي تحقق أرباح ضعيفة ومبيعاتها عالية جدا مثل عسير.
أخي المعتصم .. أشكر تصحيحك .. ولكني أردتك (شقيقا) ولذا وضعتها بين قوسين من باب الدعابة .. والجميل أن أحد أعضاء مجلس إدارة بترورابغ اسمه أيضاً (معتصم) .. نفس تساؤلك أوجهه لأخينا أفلاطون ... ابن رشد الارسطوي قلباً وقالباً .. يسأل هل المقصود صافي الزيادة أو النقص في النقد وما في حكمه أم كما استوضحت أم استدعى الأرقام من ذاكرته مع التقريب؟ .. وهل بترو مثل عسير والكابلات وأميانتيت سابقاً ايرادات عالية جدا مع تدفق نقدي تمويلي أكثر منه تشغيلي ؟ وهل بالإمكان التحرير التجاري لنسبة أعلى من البنزين ووقود الطائرات والديزل ذات الأسعار العالمية المجنونة ؟