لازالت المعطيات تشير الى ان جميع الاصول من عقار و اسهم ومعادن ونفط وغيرها مهيئة للهبوط، وجميع العملات كذلك ماعدا الدولار والذي اتوقع ان يكون صعوده قويا بسبب الطلب عليه وما هو مرتبط بالدولار مثل الريال السعودي و الدرهم الامراتي.
لذلك السيولة وعلى الاقل 70% مهمة على المدى المتوسط والبعيد.
ولا اعتقد ان هناك حل للازمة فالهبوط طبيعي وهو نهاية دورة سعرية واقتصادية وما يجري من ضخ سيولة ماهو الا محاولة اطالة لعمر دورة سعرية هرمت وهاهي تحتضر لتموت و تفتح المجال لولادة دورة جديدة بعد ان نمر بهبوط وركود يكون محفز للابتكار والبحث والتطوير والاستغلال الامثل للموارد القليلة لدواعي الحاجة غير ان المخاطرة تكمن في ان تعيد امريكا عملية التيسير الكمي بعد ان استنفذت ورقة خفض الفائدة دون جدوى.
فالسياسة النقدية المتساهلة وخاصة من خلال التيسير الكمي ستنعكس علينا بمزيد من التضخم واطالة لعمر هذه الموجة الهرمة وقد يبالغ في السياسات النقدية المتساهلة و ينفرط العقد وندخل في حرب عملات او تضخم جامح وانهيار للعملات لا تحمد عقباه , حيث ان التحول ياتي على شكل صدمة سريعة يصعب احتوائها.
ولو لا حظنا عمليتا التيسير الكمي السابقتين لامريكا لوجدنا ان الاولى كانت دفعة واحدة قفزت فيها الاسواق بشكل سريع لكن كنا هناك تخوف كبير فتدارك الامر الفدرالي الامريكي وجعلها على دفعات مما دفع الاسواق لمزيد من الصعود تبع لهذه الالية.
غير ان اعلانه لعدم تفعيل تيسير كمي جديد مؤشر قوي لاستاناف هبوط الاسواق والفدرالي الامريكي بقيادة بن برنانكي صاحب هذه النزعة التساهلية في السياسة النقدية التي لا ارى لها اي جدوى سوى انه تهديد غير مباشر لكي يجبر المستثمرين للعودة للاصول كي يحفز الاقتصاد ويخلق الوظائف.
لكن ومن الواضح كما اشرنا في الموضوع السابق ان هذا سيجعل المستثمرين يقبلون على الاصول سريعة التداول بل قد لا يكون داخل السوق الامريكي وهذا الدفع للمستثمرين يحفز المضاربة وهو ما انعكس على السلع بارتفاعها القوي فاغلب المستثمرين كما اشرنا لديهم رؤية غير جيدة للاقتصاد فالمخاطرة عالية لذلك يتجهون للمضاربة السريعة ولن يكون هناك اي دعم لخلق الوظائف.
والاجدى من هذه السياسة المتساهلة الرجوع للتاريخ وتتبع اثار الركود ووضع استراتيجيات ملائمة للطبقة الاكثر تضررا من الركود وترك السوق لينهي دورته الركودية التي ستكون محفزا لمضاعفة الانتاجية والابتكار بسبب الحاجة حيث ستتزن الاسواق والسلع و سترتبط الاجور بالانتاجية ويدخل السوق في دورة جديدة دون تشويه السياسة النقدية التساهلية التي حتما ستبقى اثر للدورة الجديدة.
وما ينفق الآن من اموال في ظل اصول مرتفعة ومبالغ فيها، يكفي ثلثة في بداية الدورة الجديدة.
أتفق معك فقط ... في صعود الدولار ... شكراً لك
إلى ما هو مقدَّر من الله سبحانه وتعالى