فاجأنا رئيس البنك المركزي الأوربي السيد ماريو دراغي بفرحته الغامرة بزوال خطر تفكك الاتحاد النقدي لمنطقة اليورو ثم استدرك سريعاً في حواره مع ديرشيبجل الألمانية الأسبوعية بأن الأزمة لم تنتهِ تماما ولكن ثمة إشارات قوية تعزز التفاؤل بطي صفحتها وأبرز الدواعي ما أسماه تعافي اقتصاد الدول الأعضاء من الأزمة مما يشجع التعبير عن الرضا من عدم تأكيد توقعات مصرفيين سابقة افترضت أن سياساته ستوقظ مخاوف عدم الاتزان في السوق الأوربية، وأضاف أن ذلك كان (تخوف مرضي) لا يرى إلا حدوث الأسوأ ويبدو أن مصدر سعادته فشل توقعاتهم أكثر من نجاح سياسة المركزي الأوربي وسعيه خفض التضخم وإن ظل خفض الفائدة يضر بالمودعين.
لن أشاطر ماريو دراغي دواعى الصورة المتفائلة لأنها لا تعكس واقعاً مأزوماً بالبؤس الاقتصادي ومنذر بالشقاء والبطالة.
ولا أعلم إن كان السيد دراغي لا يعلم ذلك أو أنه يدركه ويتغافل عن محركات حقيقية تتحكم في الأزمة ومهما يكن فإن الأزمة تطحن الفئات الضعيفة وتنتقل بالأوضاع من سييء إلى أسوأ.
ولهذا ثمة سؤال مركزى يقفز للذهن ..هل تراجع معاناة (الجمهور) يتم من المؤشرات السوقية التي منحت السيد دراغي التفاؤل؟
ان الأزمة الاقتصادية في بعض الدول الأوربية ليست بهذا التبسيط المخل الذي يطرحه رئيس المركزي الأوربي.
إنها أكثر تعقيداً من الإقبال الحالي على الاستثمار بشراء أصول أوربية سواء في اليونان أو أسبانيا أو بأي بلد أوربي آخر يعاني من آثار (التسونامي) الاقتصادي، هذا الإقبال الاستثماري يعكس حقيقة المشكلة وليس مؤشرات التعافي.
لأن ذات المصارف التي تتحدث عن الفرص الاستثمارية الجديدة وتروج للتعافي هي ذاتها انسحبت من أوربا بعد أن تخلصت من أصولها الخاسرة والآن تعود لأن أسعار الأصول في أدنى مستوياتها وذات المصارف عادت لشرائها بالمال الإلكتروني وبالسعر الذي تحدده ولن تلبث ترفع أسعار هذه الأصول إلى مستوى قياسي لتجني من وراء هذه (الحيل) أرباحاً طائلة ثم تترك الفقاعة تنفجر بوجه الاقتصاد المحلي ولن تكف هذه المصارف عن (اللعبة) عندما تبدأ دورة اقتصادية جديدة فستكرر (الالاعيب) في ثوب جديد ولهذا بدلاً من إبداء السعادة الأولى فضح (لعبة) اكتملت حلقاتها لدرجة فضحها نفسها من ورقة توت وصارت (مكشوفة) تؤكد وجود مخطط بين بنوك غربية كبرى يقودها (كبيرها) الذي علّمها (الحيل) جولدمن ساكس وجي بي مورغن سيتي بانك وزملاؤه لتلوين حيلة تخلق فقاعات في الاقتصاديات ثم تنسحب المصارف وتترك أوضاع الشعوب والبلدان لمصيرها المحتوم.
المشكلة أن الاتحاد الأوربي غرم هذه البنوك مليارات الدولارات هذا العام لتواطئها على تحديد سعر فائدة أسهم في إفقار مصارف وأمم وهاهي ذات المصارف تصنع مشتقات بنكية جديدة تعرفها هي وتدرك كيفية عملها فهي تقوم بتأمينها ضد المخاطر ثم تمضي فيها إلى أن ترى نهاية الحيلة ثم تنسحب من الاقتصاد المحلي تاركة الأفراد واقتصادهم يجنون الحسرة وقد لا تكتفي بالانسحاب قبل أن تحرر للاقتصاد المعني شهادة الوفاة وهانحن نعيد معايشة المشهد بتفاصيله لأنه يماثل استثمار (بونزي) الاحتيالي الذي تتم فيه عملية تطابق (توظيف المال) في بلدان العالم العربي بحيث يقوم محتال بتجميع أموال الناس بهدف استثمارها مع وعد بأرباح هائلة وعندما يجمع أكبر كمية من أموال المستثمرين" يعلن إفلاسه ".
السلام عليكم كررنا كثيرا هنا ان الحديث عن الاسواق المالية والاقتصاد يختلف من شخص لآخر , حيث ان هناك نوعين من الاشخاص :احدهما داخل الحلبة وآخر خارجها. احترم وجهة نظرك كثيرا ولكنك خارج الحلبة . السيد دراغي لم يبالغ قط في اي من استنتاجاته وكل ما أشار اليه لأنه حقيقة وملموسة في كافة دول الاتحاد الاوروبي . التحسن البطئ في امور اقتصادية مالية حياتية . بالطبع ليس تحسنا كما نتمناه ويتمنى الجميع لأننا وللأسف نريد الامور تقفز بسرعة اكبر ويتم ملاحظتها ومشاهدتها بوضوح الشمس. قسوة الازمة لا تسمح بهذا ولذا يجب النظر بواقعية . الواقع يقول هناك تحسن . نكتفي بهذا التحسن ومواصلته . راجع حال الاسواق المالية الاوروبية بل احوال المعيشة ونسبة البطالة وقارنها بالفترة الاخيرة لتعي أن دراجي على اطلاع كامل بكل مايحدث.تقديري .
بطالة أوروبا عند مستوى قياس %12.1,,,الشباب %50,,,ايطاليا %12.7,,,مستوى الفقر الأيطالي الأسوأ في تاريخ الدولة,,,الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي الأيطالي سيصل الى %140 على 2016,,,الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي اليوناني سيصل الى %200 على 2016,,,نسبة البطالة اليوناني سيصل الى %32 على 2015,,,البطالة الأسبانية عند مستوي تاريخي %26.7,,,بطالة الشباب الأسباني %57.7,,,ابطالة الفرنسية أرتفع كل ربع أخر 9 فترات ألي أعلى مستوى في 16 سنة,,,المبيعات في 2013 أدنى مستوى,,,أهم بنك أوروبي (دويتشا) leverage 60 - 1 ,,,لديها ديريفيتف 70 تريلون دولار,,,
أخي الفاضل أشكرك على جهدك وردك . وسؤالي بسيط ومحدد هل الامور والاوضاع في الدول الاوروبية احسن ام أسوأ من السنة الماضية ,شكرا . ارجو الرد بكلمة واحدة ولا غير .
أسوأ لعامة الشعب بمراحل !
سامحني كلامك خطأ ... صاحب هذه الكلمات احد يعني واحد يعني عضو يعني فرع يعني جزء من عامة الشعب الذي تسمع عنه ولك تقديري . انتهى .
قدمت لك بينة,,,لم تناقش البينة,,,أرقام أمامك نثبت ما أقول,,,الله يعينك,,,
لا حول ولا قوة الا بالله. البينة لك ولأمثالك الذين يعيشون خارج الجدران ويتابعون نشرات تافهه ومقالات صحافية لملأ الفراغ وغيرها . من هنا وضعناها جميعا في سلة المهملات . نعرف جيدا كل هذا واكثر بكثير لأننا نعيشه ونعايشه يوميا . من هنا لا تأت لأعطاء معلومات انت في أشد الحاجة لمعرفة اهدافها مصادرها أسباب صدورها وغير ذلك . نحن واكرر لك لربما تفهم بعد التكرار لأنه للأذكياء امثالك : نحن عامة الشعب نقول لك تحسنت الامور ولكنها لم ولن ترجع الى ماكانت عليه بسهولة . امثالك يغمرهم الجهل ولا يريدون رؤية الحقيقة لأنهم في وسيبقوا في ظلام . منذ النصف الثاني من 2013 والامور تسير الى الافضل في كامل دول اوروبا . نحسه ونعيشه في امورا كثيرة وتواصل كم كانت نسبة المخاطرة وكم الآن في ايطاليا واسبانيا ايها العملاق؟ كم نسبة البطالة في اسبانيا قبل سنة والآن مثلا ؟؟ تبا للجهل والجهلة .
ازيدك من العلم والمعرفة كي لا تتشدق بكلام بدون دليل ولا بينه وقد ذكرته لأحد الكتاب هنا كتب مقالا عن روعة ونباهة وحكمة وكل انواع التصفيق والمدح لصندوق النقد الدولي . كان هذا قد نشر تقريرا عن اسبانيا بخصوص اقتصادها وسلبيات وامور مبنية على الخطأ الكامل الى ان جاء وزير اقتصادنا وتقارير عديدة من اقتصاديين وبنوك رسمية اسبانية موثوقة بالحقائق لتثبت عكس ما جاء في تقرير الصندوق الدولي . وما حدث هو أن قام بتقديم اعتذار للحكومة الاسبانية والاعتراف بالخطأ والاخطاء المتعددة في التقرير . هذا حقيقة ولا تعط نصائح وانت في اشد الحاجة اليها . انتهي ورحم الله امرء عرف قدر نفسه .
ههههههه حسستني وأنت تقول نحن إنك شخصية مهمة أو يمكن حتى أنك سيدك براغي وإلا مراغي أتعجب من الكاتب أنه انجرف معك في نقاش واطيء وطريقة أجب بنعم أو بلا يا مدير الاتحاد الأربي، الكاتب (حسب فهمي للمقال) لا يتفق مع تفاؤل دراغي (أوعى تكون زعلت عشان قلنا دراغي حاف) لسببين: الأول أن الكاتب يرى أن تراجع معاناة الجمهور لا يتم من المؤشرات السوقية (لا أتفق معه على هذا الرأي) الثاني أن البنوك ستعود لتلعب في ملعب الاقتصاد المتعافي وتستفيد من الأصول المنخفضة لمصالحا الخاصة وبالتالي فهناك أزمة جديدة ستقضي على التفاوءل (هذا الكلام صحيح بلا شك لكن غاب عن الكاتب التشريعات المالية الجديدة التي غيرت أغلب إن لم يكن جميع ما يتعلق بالقطاع المالي من بنوك وتأمين واستثمار لذا فإن عودة البنوك للتلاعب سيكون أصعب بكثير مما كان عليه الأمر قبل الأزمة فعصر ال deregulation بدأ يتقلص ويحل محله الرقابة الصارمة) ختاما أقول لمدير الاتحاد الأوربي أنت قليل أدب فناقش ولا تتهجم فالكل يعلم شيئا ويغيب عنه شيء آخر إلا إذا كنت ستقول كما كان فرعون يقول (ما أوريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).