تحليل مختصر مقارن لنتائج شركات قطاع التطوير العقاري المدرجة للربع الثالث 2011م

30/10/2011 15
سلمان بن ناصرالهواوي

كما أشرنا سابقاً في التقارير الربعية عن قطاع التطوير العقاري فهو من القطاعات ذات التوازن والثبات النسبي في الأداء كما أنه يتمتع بهوامش إجمالي دخل عالية نسبياً لكن جرت العادة أن لا يكن هناك أي نتائج غير عادية في أداء أياً من شركاته ما لم يكن قد سبقها بوقت طويل إعلانات عن استثمارات رأس مالية كبيرة في تطوير وحدات ومنشات عقارية أو ارتفاع في أسعار البيع أو التأجير والتي تنعكس على ارتفاع الإيرادات ومن ثم تؤدي إلى توقع نمو في ربحية أي شركة داخل هذا القطاع وفق ما أعلن من استثمارات رأس مالية أو ملاحظة ارتفاع في الأسعار إضافة إلى وجود ظروف موسمية لبعض شركات هذا القطاع.

وبعد هذه المقدمة البسيطة دعونا نستعرض أهم ملامح قائمة الدخل للشركات المدرجة بقطاع التطوير العقاري بالسوق المالية السعودية خلال الربع الثالث من عام 2011م والتي يوضحها الجدول التالي رقم ( 1 ):

ونلاحظ من الجدول السابق أن شركات قطاع التطوير العقاري المدرجة بالسوق المالية السعودية قد حققت مبيعات تبلغ حوالي 1,224 مليون ريال خلال الربع الثالث من عام 2011م وقد بلغت تكلفة هذه المبيعات حوالي 507 مليون ريال مما يعني أن هامش الدخل المحقق يبلغ حوالي 717 مليون ريال أي ما يعادل 58% من حجم مبيعاتها. كما أنها حققت أرباح تشغيلية تبلغ حوالي 584 مليون ريال وهو ما يعادل 48% من حجم مبيعاتها. وبعد أن نأخذ المصاريف والإيرادات الغير تشغيلية ومخصص الزكاة المحمل على الربع نجد أنها استطاعت تحقيق صافي ربح يبلغ حوالي 499 مليون ريال وهو ما يعادل 40% من حجم المبيعات.

وحتى نحقق الاستفادة القصوى من المعلومات المدرجة بالجدول السابق رقم ( 1 ) دعونا نستعرضه بطريقة أخرى حتى نستطيع معرفة أداء كل شركة من شركات القطاع بعمق أكبر بع أن استبعدنا الشركات التي لم تحقق مبيعات خلال هذا الربع كما هو موضح بالجدول التالي رقم ( 2 ).

والآن يمكن استخلاص النتائج التالية من الجدول رقم ( 2 ) :

- أن تكلفة المبيعات تعادل 41% من حجم مبيعات شركات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن شركة إعمار قد حققت أدنى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 6 % من حجم المبيعات بينما نجد أن شركة دار الأركان قد حققت أعلى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 58% من حجم المبيعات ولهذا انعكاس مباشرة على هامش الدخل حيث حققت الشركات هامش دخل يبلغ 59% من حجم المبيعات وقد احتلت شركة إعمار أعلى معدل هامش دخل عند 94% من حجم مبيعاتها في حين أن شركة دار الأركان حققت أدنى هامش دخل عند 42% من حجم مبيعاتها وفي المجمل فأن شركات القطاع يتضح فيها الثبات النسبي في تكلفة المبيعات وهامش الدخل المرتفع ويعتبر ارتفاع أسعار التأجير أو بيع الوحدات العقارية هو المحرك الرئيس لنمو الإيرادات والتي تنعكس على هوامش الدخل.

- أن الدخل التشغيلي يعادل 48% من حجم مبيعات شركات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن شركة مكة قد حققت أعلى معدل دخل تشغيلي عند 89% من حجم المبيعات بينما نجد أن إعمار حققت أدنى معدل دخل تشغيلي عند 36% من حجم مبيعاتها .

- أن صافي الدخل يعادل 41% من حجم مبيعات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن شركة مكة قد حققت أعلى معدل صافي دخل عند 88% من حجم مبيعاتها بينما نجد أن إعمار حققت أدنى معدل صافي دخل عند 8% من حجم مبيعاتها.

- أن متوسط ربح السهم الصافي يبلغ 0,27 ريال بشركات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن شركة مكة قد حققت أعلى ربح للسهم الواحد عند 0,78 ريال لكل سهم من أسهمها بينما نجد أن إعمار حققت أدنى ربح للسهم الواحد عند 0,01 ريال للسهم وأن الشركات المستبعدة من التحليل وهما جبل عمر ومدينة المعرفة لعدم وجود إيرادات تشغيلية لهما خلال الربع قد حققتا صافي خسارة للسهم الواحد عند 0,01 ريال و 0.03 ريال للسهم على التوالي .

- أن متوسط الربح المتراكم للسهم يبلغ 0,58 ريال بشركات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن شركة طيبة قد حققت أعلى ربح متراكم للسهم عند 1,08 ريال لكل سهم من أسهمها بينما نجد أن مدينة المعرفة حققت أدنى ربح متراكم للسهم عند 0.003 ريال وأن جبل عمر ومدينة قد حققت صافي خسارة متراكمة للسهم عند 0.03 ريال للسهم.

- أن متوسط القيمة الدفترية للسهم الواحد تبلغ 15,35 ريال بشركات قطاع التطوير العقاري المدرجة وأن السهم الواحد لشركة العقارية الأعلى في شركات القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 26,16 ريال بينما تبلغ القيمة الدفترية لسهم إعمار 8,68 ريال كأقل شركة من شركات القطاع.

وخلاصة القول … يعتبر قطاع التطوير العقاري من القطاعات المتوازنة بالربحية وذات الثبت النسبي المقبول في التوزيعات النقدية وقد تحقق نمو إيجابي في نتائجها المالية نتيجة عدة عوامل من أبرزها ارتفاع إيرادات التشغيل نتيجة أما رفع أسعار التأجير أو بيع الوحدات العقارية أو دخول ممتلكات استثمارية عقارية جديدة للتشغيل ….. ولذلك علينا كصغار مستثمرين النظر إليها بإنتقائية أكثر والبحث عن شركات القطاع التي من المتوقع أن يتحقق نمو إيجابي في إيراداتها التشغيلية خلال الفترة القادمة أو تلك التي ترتفع أسعار تأجير أو بيع وحداتها العقارية مع ثبات نسبي في مصاريفها التشغيلية و تلك الشركات التي ستُدخل وحدات عقارية استثمارية جديدة للتشغيل كما يجب بحث التأثيرات المتوقعة لدخول منافسين جدد لسوق تأجير المكاتب خاصة في مدينة الرياض فالسنوات القليلة المقبلة سيدخل في المنافسة مشاريع عقارية كبرى في سوق تأجير المكاتب كمشاريع مركز الملك عبدالله المالي وأبراج المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في غرناطة لذلك علينا كصغار متعاملين مراعاة ما سبق حتى نحقق أهدافنا الاستثمارية في تنمية مدخاراتنا المتواضعة ونحد من تعرضنا لمخاطر تقلبات السوق.