عندما كتبت مقالاً حول أهمية إصدار الشركات المساهمة سنداتٍ وصكوكاً، وزعمت أن ذلك يحقق للمساهمين عوائد أفضل، ويمثل حرصاً حقيقياً من قبل إدارة الشركة المساهمة على مصلحة المساهمين، طالبني عدد من القراء أن أقدم توضيحاً أكبر، بل وجادل البعض بأن عملية إصدار السندات، والصكوك، هي عملية اقتراض، ومن ثم هي تمثل عبئاً إضافياً على الشركة، ومن ثم على المساهمين!!
أولاً: لابد من التوضيح أن الشركة التي تستطيع إصدار سندات، أو صكوك، هي تلقائياً، وبالضرورة شركة قوية مالياً، وتستخدم مركزها المالي لتحقيق ما تعجز عنه الشركات الأخرى، التي تكون أضعف مركزاً مالياً.
ولذلك كلما استطاعت شركة ما إصدار سندات، أو صكوك، وبكلفة معقولة، فتلك شهادة هامة، وعليها الاستفادة من تلك القدرة لصالح مساهميها. بل إن الشركات السعودية محظوظة، لأنها عندما تصدر سندات بالريال، فهي لا تحتاج إلى الحصول على تقييم من مؤسسات تقييم المخاطر الدولية، التي عادة ما تتشدد في تقييمها، ومن ثم ينعكس ذلك على ارتفاع كلفة التمويل. وقد حدث هذا الوضع الخاص لدينا، لأن المستثمرين في المملكة، وهم البنوك، وصناديق المعاشات، وبعض المؤسسات الاستثمارية، متعطشة للحصول على مثل تلك الأدوات الاستثمارية، لأن عائدها أعلى، وتصدرها شركات ذات سجل إداري جيد، وكل ذلك يعفي الشركات المصدرة للسندات من شروط التقييم الدولية.
ثانياً: للإجابة عن مدى استفادة المساهمين من إصدار سندات، أو صكوك، وبعد أن قلنا أن قدرة الشركة على إصدار تلك الأدوات هي دلالة على متانة مركز الشركة، ولكن للتوضيح بالأرقام دعونا نأخذ المثال التالي: لو كانت أسعار الفائدة 3%، وهامش إصدار السندات هو 2%، فكلفة التمويل الإجمالية هي 5%، ولو أعيدت حصيلة إصدار السندات إلى المساهمين، بصفة تخفيض رأس المال، فمن شبه المؤكد أن المساهم سيحقق لنفسه عوائد أعلى من 5%، على ما استرده من أموال، وفي نفس الوقت سترتفع قيمة السهم، نتيجة تخفيض عدد الأسهم المصدرة، وذلك يخدم المساهم عند الاقتراض، حيث تمثل أسهمه قيمة أكبر، ناهيك عن الانطباع الإيجابي العام، عندما تنضم الشركة إلى قائمة الشركات السعودية التي يمكن تسميتها شركات الـ"خمس نجوم"، وهي الشركات التي تحظى بأعلى الأسعار في سوق الأسهم السعودية، وأعني (سافكو، جرير، الخزف، سابك، المراعي ... إلخ).
المحصلة النهائية لكل ذلك هي أن إصدار سندات، أو صكوك، ميزة لأي شركة، وأن عملية الإصدار لابد أن تكون لصالح المساهمين، من حيث كلفة سعر الإصدار.
وأخيراً لابد من تأكيد أن السوق السعودية تتطور، وإن كان بشكل تدريجي، ولذلك فإن إدارات الشركات المساهمة، مطالبة بالتفكير خارج التفكير التقليدي، الذي تركز في الماضي على الزيادة المستمرة في رأس المال.
سعادة الاستاذ / سليمان المنديل شكرا على المقال الشيق واود اضافة انه دائما فى امتحانات الزمالات المالية ( وخاصة زمالة المستشارين الماليين ) يعطون مسائل على اي من الخيارات الافضل للمساهمين : - زيادة راس المال - اصدار سندات او صكوك - الاقتراض من المؤسسات المالية او البنوك. وتختلف الاجابة اعتمادا على نسب العائد والفائدة والارباح المتوقعة من الشركة. ولذلك اوافقكم الراى (حالة اصدار السندات او الصكوك ) اذا كانت النتيجة النهائية لصالح المساهمين وتمثل اضافة لحقوق الملكية ولكن لا يحدث هذا فى جميع الاحوال..!! ولا يكون هو الخيار الافضل دائما ..!! ولعلى اتذكر حالة - ان لم تخنى الذاكرة - دار الاركان .... فقد اصدرت الصكوك بنسبة مرتفعة- آنذاك - تفوق نسبة الفائدة على القروض او نسبة الارباح المحققة للمساهمين ...!!! وبالتالى لا يكون الامر فى صالح المساهمين ...!!! ونقطة سلبية اخرى - فى حالة اصدار السندات او الصكوك - وهى ان وقت الاصدار تكون نسبة العائد مرتفعة فتزيد تكلفة اصدار السندات ثم تنخفض نسبة الفائدة او العائد بعد ذلك فلا يصبح الخيار الافضل ..!!(وهى حالة دار الاركان ايضا ). مع تسجيل اعجابى على الاسلوب الشيق والمبسط لكل مقالاتكم ... وتقبل خالص التحيات .. د . جمال شحات
استاذ سليمان, يبدو ان الذي يقود كثير من الشركات المساهمه الى اللجوء الى رفع رأس المال بدلا من السعي للحصول على اصدار للصكوك او السندات, هو السهوله في عملية الحصول على الموافقه ( من المساهمين)على زيادة رأس المال مقارنه بالاستطاعه على اصدار الصكوك االتي تحتاج الى كثير من الجهد للاقناع البنوك او المستثمرين في ملائة تلك الشركه,, اضافه الى االثقافه الماليه التي لدى كثير من ادارات الشركات ليست بتلك الثقافه المتعمقه,,, كما لا تنسى ان الوضع السابق لكثير من المساهمين هو القناعه بزيادة رأس المال بدلا من القروض او الصكوك, لان السوق المالي((( كان))) يغري الشركات برفع رأس المال, عن طريق اصدار اسهم اضافيه, والتي كنا نشاهد التقفيل بنسب لعدة أيام لاسهم الشركه التي تعلن عن زيادة رأس مالها, والآن بعد ان تبخرت هذه الميزه لدى المتعاملين بسوق المال, ستزداد لاحقا عملية اصدار الصكوك او السندات.
العراب: قلت "يغري الشركات برفع رأس المال, عن طريق اصدار اسهم اضافيه, والتي كنا نشاهد التقفيل بنسب لعدة أيام لاسهم الشركه التي تعلن عن زيادة رأس مالها, والآن بعد ان تبخرت هذه الميزه لدى المتعاملين بسوق المال, ستزداد لاحقا عملية اصدار الصكوك او السندات." شكلك ما شفت سهم الأسماك هالأيام؟
شكرا للكاتب علي المقال اخيرا شخص يفهم بالمجال يتكلم...ز اما جميع ما ذكر عن الصكوك كلام انفعالي لا يعطي معلومة .
الدكتور شحاتة اعتقد الاصدار الاول والثاني لدار الاركان كلف الشركة 2.25% مقارنة بالاصدار الرابع 10.75 % لذا متوسط التكلفة 5.5 % معقول لشركة نسبة الربح فيها 45 % ولا ايش رايك ؟
Sharpshooter الاسماك خارجه عن ّّّ النصّ الخاص بالمستثمرين!!!!!!!!!!! لاننا لم نشاهد ذلك على الفنادق قبل أقل من شهر,و ولم نشاهده على جبل عمر قبل أقل من 3 أشهر, ولم نشاهده على البحري والصحراء والجوف الزراعيه,...الخ
إستاذي الفاضل/سليمان المنديل: مخلصُ مقالكَ نقطتان: أتفقُ مع واحدةٍ مع الفارق .. وأختلف مع الثانية!!.. فالنقطةُ الأولى هي القولُ بأن الإقتراضَ وإجادة هندسة التمويل هو تعظيم لعوائد المساهمين .. سواءً عن طريق السندات أو الصكوك .. أو حتى القروض التجارية (وهذا هو الفارق)!!... وإختيارُ الأفضلُ منها خاضعُ لظروف سوق المال كما ذكر د. جمال شحات .. أما سببُ لجوء الشركات إلى الطريقةِ التقليدية بزيادة رأس مالها كون أن ملاّكَها الكبار ومواليهم الذين يديرون شركاتهم ينقصُهم الكثيرَ من الثقافةِ المالية!!!... أما النقطةُ الثانية التي أختلفُ معها فهي القولُ بأن إصدارَ السندات والصكوك دلالةُ على قوةِ المركز المالي للشركة المصدرة وملاءتها.. وهنا أشيرٌ إلى بعضِ الأمثلة من أرض الواقع ولا أزيدُ!!.. إفلاسُ شركة أنرون للطاقة وبنك ليمان براذرز وهما من كبار مصدري السندات.. ومحلياً دار الأركان صاحبة الصكوك العالمية والمحلية والتي يتداول سهمها الأن 40% أقلُ من قيمته الأسمية!!!.. فتأملْ أخي الكريم/أبا هاني فما ذكرتَ من أقوالكَ على ضوء هذه الحقائق الجارحة!!!... والله أعلم
الاخ الفاضل انا ممن جادلوا ولازلت عند رائيي,, بالرغم ان الجدال لفظه غير محبذه ولاادري ان كنت تقصدها ام رميتها جزافا... اختصار للقول ودون الدخول في التفاصيل ان اصدار الصكوك والسندات او زيادة راس المال كلا له خصائصه ومزاياه والذكاء ان تعرف متي وكيف تستفيد من الانسب حسب الظروف المحيطة والامكانيات المتاحة؟؟ اما اذا اردت ان نتحدث عنها اجمالا فزيادة راس المال يوفر من المزايا والخصائص مالايتوفر في ادوات الدين .
أنا في ظني ان الاسماك خارج على القانون وليس النص فقط، وارجو الا تتعلق الكثره طالبي الثروة السريعه، وان يجزيهم الله باعمالهم. عدم الشفافيه ووجود اكبر عشرة ملاك تجعل السوق مضاربي وبالذات في الخشاش والشركات الخسرانة.
اخى الكريم / travler1977 انا كنت اتكلم على وجه العموم فى اصدار السندات والصكوك فلا اريد ان اتحول الى حالة دار الاركان على وجه الخصوص لاننى ذكرتها على سبيل الاستئناس وليس الاستشهاد ... هذا من ناحية . ومن ناحية اخرى لا اوافقك نهائيا على جزئية متوسط تكلفة الاصدار لان المفروض ان يتم تقييم كل اصدار على حدة... لانه كما ذكرت يتم تحديد نسبة العائد طبقا للظروف المحيطة وقت الاصدار . ثالثا : لقد اتعبتنى وانا ابحث عن نسبة الارباح والتى قدرها 45% لدار الاركان والتى ذكرتها ...!!! فقد ظللت ابحث عن هذه النسبة ضمن القوائم المالية لدار الاركان عبر السنوات من 2007 الى2010 فلم اجدها نهائيا ... ارجو التكرم بالتاكد من هذه المعلومة ..!!! ختاما وتلخيصا لما سبق ان المقارنة تعقد بين البدائل المتاحة ( زيادة راس المال - الاقتراض - اصدار السندات او الصكوك ) ويتم تقييم البديل الافضل للمساهمين والذى يؤدى الى زيادة حقوق الملكية للشركة وهو ما يشير به المستشارون والخبراء الماليون على مجلس الادارة . وتقبل- لك وللقراء الكرام - خالص تحياتى واحترامى . د . جمال شحات
اخي الكريم الدكتور شحاته يمكنكم الاطلاع علي صفحة رقم 23 من تقرير مجلس الادارة للعام الماضي و لفهم ما قصدته امل الاطلاع علي صفحة 26 من نفس التقرير. تحياتي
ما يقصده الاخ الكريم حول دار الاركان هو ان الشركة تقترض بـ 10% وتقوم بشراء اراضي تحقق خلال عامين ربحا بمعدل 45% حسب قائمة الدخل ( حسب فهمي) و بالتالي فان الشركة تحقق ربحا بعد خصم الفائدة لايقل عن 25%