كما ذكرنا فى مقالنا السابق (تداعيات أزمة التصنيف الائتمانى على اقتصاداتنا ..!!) فقد بدأت الحكاية بقيام ستاندارد آند بورز بتخفيض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة لاول مرة فى تاريخها وقد كان ذلك بمثابة الزلزل القوى العنيف والذى مازلنا نعيش تداعياته وتأثيراته والتى اشبه ما تكون بالهزات الارتدادية لكل زلزل قوى وعنيف ..!!
فقد قامت ايضا ستاندارد آند بورز بتخفيض التصنيف الائتمانى لا يطاليا درجة واحدة فى خطوة مفاجئة من قبل الوكالة المذكورة حيث كان الجميع يتوقع ان تقوم بهذه الخطوة وكالة موديز والتى صرحت بأنها وضعت ايطاليا وتصنيفها تحت المراقبة تمهيدا او لاحتمال تخفيض التصنيف الائتمانى لايطاليا ولكن سبقتها ستاندارد آند بورز ..!!
كما تأتى هذه الخطوة والجميع ينتظر ان تحدث هذه الخطوة لليونان والتى تمر بظروف صعبة جدا تهدد بقائها ضمن منطقة اليورو او اعلان فلاسها او قيامها باستفتاء على البقاء ضمن المنطقة المذكورة وما يحدث من المانيا وفرنسا (المانيا على الاخص..!!) من القاء التهم على ان اليونان تلاعبت للانضمام الى منطقة اليورو وادعت ماليس فيها وهى تدفع اليوم ثمن ما قامت به امس ..!!
اقول ولقد كانت المفاجأة انه تم تخفيض التصنيف الائتمانى لايطاليا قبل اليونان والتى كان الجميع ينتظر تخفيض تصنيفها الائتمانى والجميع على المحك ..!! والقادم مذهل اكثر كما يقولون ..!! وهكذا ينفرط العقد وتتوالى الدول وتقع فى مصيدة التصنيف الائتمانى او عفريت التصنيف الائتمانى كما اسميته والذى لم نكن نسمع عنه الى وقت قريب ..!! ولا يتداول كما يتداول اليوم ..!!
بل صرت أخشى عندما أذهب لشراء بعض الاغراض والاحظ ارتفاع السعر ان يبرر البائع السبب بتخفيض التصنيف الائتمانى ..!! ( لعلى مبالغ بعض الشىء ..!!) وكما يقولون عندنا فى المثل العامي (اللى يخاف من العفريت يطلعله ..!!) تتوالى الدول وتقع فى مصيدة تخفيض الائتمانى ... ولما لا ...!! وقد بدأت بسيدة الراسمالية العالمية واكبر اقتصاد فى العالم ... الولايات المتحدة الامريكية ..!! وهانحن يتكرر على اسماعنا اسماء وكالات التصنيف العالمية كل يوم عدة مرات ... واصبحت اسماء ... ستاندارد آند بورز ثم موديز وفيتش شىء عادى ...!! وها نحن ننتظر كل يوم بل كل ساعة خبرا عن هذه الوكالة او تلك لتخفيض التصنيف الائتمانى او وضعها تحت المراقبة تمهيدا لتخفيض تصنيفها الائتماني ...!!
ان ما حدث قد أصاب العالم باضطراب شديد بسبب أن الولايات المتحدة وللمرة الأولى في تاريخها لم تعد لديها القدرة على الاستمرار في الإنفاق القياسي كما أن أوروبا شرعت في تقليص نفقاتها بقوة ، مما يعني أن الاقتصاد العالمي يقترب من الدخول في مرحلة الركود ان لم يكن دخل فيه فعلا ..!!
ومن الواضح في الأسواق العالمية أن هذه التأثيرات ستكون لها تداعيات عديدة وخاصة على اقتصاداتنا ولكن ما يلفت نظرى ونظر العديد من المحللين لماذا لم يكن يثار من قبل موضوع تخفيض التصنيف الائتمانى بمثل تلك الصورة الواضحة التى تحدث الان وخاصة فى اعقاب تخفيض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة..؟!!
حيث اصبحت كل الدول الاوربية على محك التصنيف الائتمانى مثل اليونان وايطاليا واسبانيا والبرتغال بل حتى الدول القوية اقتصاديا مثل المانيا وفرنسا تعرضت بصورة أو أخرى لهذا الامر ..!! هل خرج العفريت من العلبة وطالت الاعيبه كل الدول ..؟!! وعلى من الدور لهذا العفريت الغريب ..؟!! وهل لهذا العفريت من تأثير على التصنيف الائتمانى لدولنا العربية والخليجية كما كان له من تداعيات على اقتصادتنا واسواقنا المالية ..؟!!
آه من عفريت التصنيف الائتماني ...!!!