هذا المدين فأين الدائن؟!

25/08/2011 28
عبدالله الجعيثن

من نوادر جحا أنه اشتهى اللحم بعد حرمان فتهور واشترى كيلوين وقال لزوجته: اطبخي فإذا نضج أيقظيني من النوم.. أثناء الطبخ طبت أم زوجته وبناتها فقدمت لهم اللحم كاملاً غير مبالية بزوجها الغاط في نومه.. بعد الانقضاض على اللحم في ذلك الزمن الشحيح والقضاء عليه غادرت الأم وبناتها، وحين استيقظ جحا من نفسه كان يتضور جوعاً وشوقاً للحم فصرخ بزوجته: هاتي اللحم!.. فأشارت لقط أليف في البيت وقالت: أكله وأنا غافلة..

جُن جحا وأمسك القط وجاء بالميزان فوضعه عليه فإذا وزنه في حدود كيلوين، فصرخ بزوجته: إذا كان هذا القط فأين اللحم الذي أكله؟ وإن كان هذا اللحم فأين القط الذي أراه؟ فقالت الزوجة بتحد: هو ما تسمع!.. قلت: وديون العالم الآن تُغرق اليابسة كالطوفان العظيم: الحكومة الأمريكية وحدها مدينة بأكثر من ١٤ تريليون دولار، القطاع الخاص والأفراد في أمريكا عليهم جبال من الديون، أوروبا غارقة حتى الآذان، الأفراد في أنحاء العالم والشركات مدفونة تحت رمال الديون..

السؤال الذي لا أعرف له جواباً هو من الدائن لكل تلك الديون الهائلة؟ فوائض الصين واليابان ودول الخليج العربي لا توازي - مجتمعة - نصف الدين الحكومي الأمريكي، وهذه الدول هي ذات الفوائض الملحوظة أما بقية دول العالم فإن أكثرها مصاب بالعجز والكساح لثقل ما يحمل من الديون..

هل لليهود أيد خفيِّة في إغراق العالم بالديون؟ هل وفورات الأفراد في العالم تشكل نسبة محترمة من تلك الديون رغم شكوى أكثرهم من العوز والدين؟

* إن ما يهمنا هو أن المملكة أحسنت صنعاً بتكثيف الإنفاق الاستثماري في الداخل، ونود ونعتقد أن المملكة بحكمتها سوف تواصل تكثيف الاستثمار داخل المملكة في أصول ملموسة تدر النقود وتوفر فرص العمل وتبقى صروحاً منتجة داخل الوطن تخدم المواطنين جيلاً بعد جيل..