شـكراً سـيبكيم!

21/08/2011 7
سليمان المنديل

يتجاوز مجموع عدد أسهم شركات البتروكيماويات السعودية المصدرة 7,8 مليارات سهم، وهي تمثل نسبة 21% من مجموع الأسهم، في سوق الأسهم السعودية، وكان إصدار ذلك العدد الكبير من أسهم شركات البتروكيماويات، ضرورياً خلال العقد الماضي، بسبب الحجم الكبير للمشاريع التي قامت بها تلك الشركات، إلا أنه لايتوقع خلال هذا العقد أن نشهد إصدارات أسهم مماثلة لما تم في العقد الماضي، وذلك بسبب محدودية كميات الغاز المتوفرة للصناعة، إلا أنها وجدت مكامن جديدة، وخصوصاً من مادة الإيثان.

التوسع في إصدار أسهم شركات البتروكيماويات، بدلاً من البحث عن وسائل تمويل أخرى، حدث بسبب توفر السيولة الكبيرة في السوق، ورغبة المساهمين في اقتناء المزيد من الأسهم، خلال ما يمكن تسميته "ربيع سوق الأسهم السعودي".

في المستقبل، وكما ذكرت أعلاه، لا يتوقع التوسع في إصدار الأسهم في سوق البتروكيماويات السعودية، وحتى لو كانت هناك فرص في مجال الصناعات التحويلية (Down Stream)، فاحتياجات تلك المشاريع محدودة جداً، مقارنة بالمشاريع الأساسية، وستكون هناك فرصة إصدار سندات، وصكوك، كبديل لإصدار أسهم. بل إنني لا أستبعد أن تقوم شركات بتخفيض رأسمالها، أو شراء أسهمها، متى ما وضعت هيئة السوق المالية تنظيماً لذلك.

ماذا يحدث في سوق الصكوك، والسندات السعودي؟؟ لسنوات كانت السندات الحكومية هي الإصدار الوحيد في السوق، ومؤخراً تقلصت تلك الإصدارات، بسبب عدم حاجة الحكومة للتمويل، ولكن البنوك تصدر سنداتٍ، وصكوكا، من حين لآخر، تلتها الشركات ذات الملكية الحكومية الكبيرة (سابك، الكهرباء)، وهذه ينظر لها المستثمرون كجزء من الحكومة.

أما بالنسبة للشركات المساهمة الأخرى، فقد طرقت شركة الأركان عملية إصدار صكوك، ولكن تلك التجربة لايمكن أن تتبعها أي شركة مساهمة أخرى، إلا إن كانت تعاني من نقص السيولة، لأن كلفة الإصدار بلغت (10%) فوق سعر السوق.

ولكن حدث مؤخراً تطور إيجابي، وهو إصدار شركة سيبكيم لصكوك، حصلت على إقبال تجاوز ثلاثة أضعاف المبلغ المطلوب، والأهم أن السعر هو (75,1% + سعر السوق)، وهو يمثل سعراً عادلاً، وجاذباً، لمن يريد الاستعاضة عن إصدار أسهم، بإصدار صكوك، أو سندات.

لقد فتحت شركة سيبكيم الطريق لإيجاد بدائل تمويل، عملية، ومنطقية، أهنئها وأشكرها عليها، وأتوقع أنه خلال خمس السنوات القادمة، ستزيد إصدارات الصكوك، والسندات، كخيار آخر للتمويل، وسيرتفع عائد السهم في شركات البتروكيماويات، نتيجة تخفيض عدد الأسهم المصدرة.

توضيح: ما هو الفارق بين الصكوك، والسندات؟

هما وجهان لعملة واحدة، ولكن الصك هو سند غلّف بغلاف إسلامي، مثلما هو الحال بالنسبة لباقي المنتجات البنكية الإسلامية، ويختلف الاثنان بأن السند مضمون العائد، بينما يفترض ألا يكون هناك ضمان لعائد الصك، ولكن في واقع الأمر، فإن مصدّر الصك يضع من الضمانات ما يكفل تغطية العائد.