اللجين ... تمخض الجبل فولد فأراً !!!

20/07/2011 5
ياسر العبدالله

قبل نحو عام تقريبا استبشر المساهمين بشركة اللجين خيراً عند إعلانها بدء التشغيل التجاري لمجمع ناتبت بعد تعطل دام ثلاث سنوات عن الوقت المخطط له سابقا (نهاية 2007) ورأينا سعر السهم ينطلق من مستويات 14 ريال إلى نحو 25 ريال خلال أقل من 6 أشهر مع توقعاتهم بأن الشركة تخطت أصعب أوقاتها وأن القادم سيكون أحلى من الشهد.

في يوم 19 يناير من هذا العام أعلنت الشركة عن وجود خلل فني في مصنع البولي بروبيلين وأن المصنع سيتوقف لمدة 4 أيام وحينها كان السهم قريبا من 25 ريال ليهوي بعدها السهم مع خروج المستثمرين وخصوصا بعد نتائج الربع الأخير من 2010 والتي جاءت دون توقعاتهم.

بعد حادثة التوقف لمصنع الشركة في يناير أعلنت الشركة أواخر مارس عن نيتها عمل صيانة دورية للمجمع تبدأ في 1 مايو ولمدة 60 يوما وهذه مدة طويلة جدا مقارنة بالشركات المشابهة لها في الحجم، وأيضا جاءت نتائج الشركة للربع الأول 2011 بعد إعلان التوقف بأيام مخيبة لآمال المستثمرين.

جاءت نتائج الشركة للربع الثاني لتقتل الأمل عند معظم ملاك السهم بأن هذه الشركة قد تكون من الشركات الناجحة وبدأ البعض يشبهها بالنقطة السوداء في ثوب سابك مجمع أبن رشد!!! فكيف تخسر شركة تعمل في مجال البتروكيماويات وتحصل على دعم حكومي في تسعير اللقيم والطلب على منتجها عند مستويات مرتفعه كما هو سعر هذا المنتج والشركات التي تنتج نفس منتجها تحقق أرباح ممتازة (التصنيع – المتقدمة – الصحراء)!!!!

فهل من المعقول أن شركة تستثمر نحو 4 مليارات ريال في مشروع استغرق منذ بداية الفكرة وحتى الآن نحو 10 سنوات تقريبا، وفي النهاية تحقق منه أرباح بأقل من 50 مليون ريال خلال 12 شهر!!!

أكثر ما استفزني هو تبرير الشركة لتحقيقها خسائر خلال الربع الثاني عندما ذكرت أن الأسباب الرئيسية لهذه الخسائر أربعة أسباب هي:

1- انخفاض هامش الربح من 15% في الربع الأول من عام 2011م إلى 5% في الربع الثاني من نفس العام ويرجع ذلك إلى تحمّل الشركة مصاريف ثابتة خلال فترة التوقف للصيانة الدورية الشاملة بمصنع الشركة التابعة لإنتاج البروبلين والبولي بروبيلين.

2- ارتفاع في المصروفات البنكية بما قيمته 0.5 مليون ريال خلال الربع الثاني من عام 2011م مقارنة بالربع السابق يرجع إلى زيادة أيام القروض القائمة، رسوم مالية لخطابات ائتمان ومصاريف بنكية أخرى.

3- انخفضت أرباح تحويل عملات أجنبية من 4.5 مليون ريال في الربع الأول من عام 2011م إلى 1.2 مليون ريال في الربع الثاني من نفس العام ويرجع ذلك أساسا إلى حجم المعاملات وسعر الصرف السائد.

4- إن القيمة العادلة للمشتقات المالية تخضع لتغيرات السوق ويتم تحديدها عن طريق بنوك الشركة التابعة. حققت الشركة التابعة أرباحا مقدارها 4 ملايين ريال خلال الربع الأول من عام 2011م ولكنها تحمّلت خسارة مقدارها 2.8 مليون ريال خلال الربع الثاني من نفس العام.

فالسببين الثالث والرابع ليسا من ضمن أنشطة الشركة الرئيسية والمفترض أن لا يكون لهما تأثير يذكر على نتائج الشركة فهي شركة بتروكيماويات وليس استثمار، أما السبب الثاني فالرقم صغير جدا وليس له تأثير يذكر.

أما موضوع انخفاض الهوامش بمقدار 10 نسب من 15 % إلى 5 % فهذا أمر غير طبيعي مقارنة بالشركات المشابهة في مثل هذه الظروف فالمتقدمة عند قيامها بالصيانة الدورية في مارس 2010 لم تنخفض هوامشها كثيرا كما يحدث للجين، وأيضا ألم تقل الشركة أنها أنهت الصيانة قبل الفترة المخطط لها بأحد عشر يوم وأن لذلك تأثير بنحو 20 مليون ريال على النتائج النهائية للشركة؟!!

كان الله في عون ملاك الشركة ونتمنى أن تحقق الشركة تطلعات مساهميها في المستقبل وقد يكون مشروع نيجيريا الذي تنوي فيه استثمار 3.5 مليار دولار فاتحة خير للشركة في حال تمكنت الشركة من تنفيذه بعد عشر سنوات قادمة.