مستقبل قطاع الاتصالات يهدد شركات الاتصالات

17/07/2011 5
فهد الجريش

مع تطور وازدهار صناعة الاتصالات بشقيه صناعة اجهزة الاتصال مثل الجوال وصناعة الشبكات والانترنت، فقد اصبحت هذه الصناعه تسير بسرعة اكبر من توقع واحتياجات العملاء. كما ان شركات الاتصالات نفسها اصبحت لاتجاري ولاتستوعب سرعة حركة هذه الصناعه.

ومع التطور الجاري في اجهزة الجوال والتي اصبح من يحمل الجهاز لايكتفي ابدا باجراء الاتصال فقط بل اصبح هذا الجهاز هو جوال ومركز العاب وكمبيوتر وايضا جهاز للتواصل الاجتماعي. ومع ازدياد سرعات الانترنت والتي تضاعفت في السنوات الاخيره عدة مرات مع تطور صناعة التقنية وفي نفس الوقت نزول كبير في اسعار الاتصال بالانترنت من خلال شبكه الجوال او اي شبكه اخرى. ومع تزايد سرعات الاتصال وظهور برامج وتطبيقات جديدة على أجهزة الايفون والأجهزة التي تعمل بنظام قوقل الجديد الاندرويد مثل جهاز جالاكسي وتوفر تطبيقات للتواصل الاجتماعي والتراسل مثل برنامج الوتس آب WhatsApp وبرنامج الكاكاو وغيرها وكذلك برامج الاتصال عبر الانترنت والتي أصبحت تنافس الاتصال عبر شبكة الجوال ألجي أس أم GSM خصوصا مع تزايد سرعات الاتصال.

اصبح الذين يستخدمون برامج الوتس اب قل ما يرسلون الرسائل النصيه عبر شبكة الجوال بل اصبحت رسائلهم بالمجان عن طريق هذه البرامج وسترون قريبا مع دخول شهر رمضان النزول الحاد في عدد الرسائل التي تعلنها شركات الاتصال في وسائل الاعلام والتي كانت تصل الى عشرات الملايين وذلك بسبب التحول الى هذه التطبيقات الجديده .

كما أن برامج الاتصال الصوتية عبر الانترنت التي تستخدم تقنية VoIP مثل برنامج فايبر viper وبرنامج فويبي voipe والكثير من البرامج حيث يمكن الاتصال الصوتي عن طريق هذه البرامج، والاتصال عن طريق هذه البرامج مجاني ولكنه يتطلب اتصال بالانترنت. ومازالت هذه البرامج ليست بديل للاتصال عن طريق شبكة الجوال الجي اس ام بسبب عدم توفر سرعات عاليه بالانترنت ولكنها تمثل تحدي وتهديد خطير على صناعه الاتصال عبر شبكة الجوال الجي اس ام وبالتالي تحدي خطير يهدد شركات الاتصالات في المنطقه والعالم. تحتاج هذه البرامج مجرد زيادة اكبر في سرعات الاتصال وتطور هذه البرامج وبالتالي تمثل نهاية صناعة شبكات الجي اس ام.

سيتمكن الجميع في المدى المتوسط ( أتوقع بين ثلاث وخمس سنوات) من الحصول على اتصال مفتوح بالانترنت وبسرعات عاليه جدا وباسعار زهيده ( مائة ريال شهريا) وبالتالي نهاية حقيقية لشبكات ألجي أس أم. كما أن التطور السريع في الشبكات اللاسلكية مثل شبكة الواي ماكس Wi-Max ستمكن الجميع قريبا بالاتصال بالانترنت عن طريق أجهزة الجوال بدون الاتصال بشبكة الجوال ألجي أس أم ( أو الثري جي 3G ) التي تقدمها شركات الاتصالات عن طريق أبراج الجوال. وبالتالي نهاية حتمية لابراج الجوال وشبكة الجي اس ام.

لذلك تطور هذه الصناعه السريع يمثل تهديد حقيقي لشركات الاتصالات، لذلك يجب على هذه الشركات في نظري عمل التالي لضمان استمرارية تواجدهم في القطاع:

١. المراقبة عن كثب للقطاع والتغيرات السريعه فيه سواء في الشبكات او الاجهزه وتقييم المخاطر الناتجه عن ذلك.

٢. الدخول في اي صناعة جديده للاتصالات حيث ربما تمثل النواة الاولى لمستقبل الصناعه وبالتالي السيطره على السوق الجديده.

٣. البدء بتخفيض اسعار الاتصال للدقيقه الواحده وكذلك سعر الرسائل النصيه عن طريق شبكة الجي اس أم ( موبايلي خفضت سعر الرسالة إلى عشر هللات وسعر الدقيقه ١٥ هلله بباقه واجد) وذلك لعدم التفاجئ بانقطاع هذا الدخل الهائل.

٤. هيكلة الشركات وهيكلتها بما يتناسب مع هذه الصناعة

٥. التركيز على التطوير والابتكار في القطاع

وما قامت به شركات الاتصالات بالسوق السعودي من الاستحواذ على شركات مزوده لخدمات الانترنت وكذلك بيع احد الشركات جزء من اسهمها بالإضافة إلى المنافسة السعرية إلا خطوات في الطريق الصحيح لهذا التهديد، ولكنه غير كافي لمجاراة سرعة تطور هذه الصناعه.

وخير دليل على تهديد الشركات الحمله الاخيره التي سمعنا بها ليوم الجمعه الماضي ١٥/٧/٢٠١١ بعنوان " جمعة خلوها فويبي" والتي تنادي بعدم استخدام شبكة الجي اس ام لذلك اليوم وانما استخدام برنامج فويبي للاتصال عبر الانترنت للاتصال ما يعني اتصال مجاني ووسيلة ضغط لشركات الاتصالات لتخفيض أسعارها لوجود البدائل المجانية.

هناك العديد من الامثله على هذا التحول مثل صناعة الهاتف الثابت التي لم تعد في السوق حاليا كمنتج استثماري ولكن اصبحت الشركات المقدمه لها تقاوم المنافسه الشرسه من صناعة الهاتف الجوال والتي لم نكن نتوقع ان تندثر هذه الصناعه في يوم من الايام.

يجب على شركات الاتصالات عدم تجاهل هذا التطور السريع والخطير عليها وعلى القطاع كما يجب عليها الدخول وبقوه بهذه الصناعه الجديده حتى لاتتفاجأ بيوم من الايام بانها خارج السوق.

لننظر للمستقبل القريب ونراقب ما ستقدمه لنا هذه الصناعة .... وهل ستجاري شركات الاتصالات هذا التطور ام سيجعلها خارج إطار المنافسة... لنتذكر هذه الكلمة " خلوها فويبي"...