تحدِّي التنمية المستدامة

07/07/2011 12
عبدالله الجعيثن

البلد الذي يعتمد في دخله - بشكل أساسي - على مصدر (ريعي) كالنفط، لاشك بأنه يواجه تحديات كبيرة وسباقاً مع الزمن لتحويل عوائد هذا الريع الناضب لعوائد مستمرة بسواعد أبنائه تضمن - بإذن الله - استمرار النمو بقدر نمو السكان على الأقل، وتطرد أشباح البطالة والعوز، وترسخ ثقافة العمل الجاد في المواطنين، وتنشر احترام الحرف اليدوية، وتنشئ صروحاً كبيرة باقية ومتجددة في قطاع الصناعة والخدمات والمصارف والمقاولات والبناء والتشييد والتجارة، وكل قطاع ومجال يجلب عملات صعبة من الخارج، ويقلل نزوح العملات الصعبة من الداخل بتلبيته جزءاً كبيراً من الطلب المحلي على السلع والخدمات..

* إن البلدان المعتمدة على اقتصاد ريعي، ومنها المملكة، تواجه تحدياً كبيراً في توفير فرص العمل المنتجة والمجزية لأبنائها، لماذا؟.. لأن الايرادات الكبيرة تتدفق بدون الحاجة لتوظيف ملايين.. استخراج النفط وتسويقه لا يحتاج إلى توظيف ملايين، وبالتالي تتضاعف الثروة الورقية مع تناقص التوظيف وتشغيل المواطنين، بمعنى أن الثروة لم تكن نتيجة لسواعد المواطنين وإبداعاتهم وعقولهم فهي كنز من كنوز الأرض وهبه الله لهذه البلاد الطيبة وأهلها الأصليين الذين هم وأرضهم مهد الإسلام ومهبط الوحي ومعدن العروبة وقد فاض خيرها على البلاد الإسلامية والعربية بل على كل الشعوب الفقيرة في العالم، فإن المملكة هي أكبر مانح للمساعدات والهبات مقارنة بالناتج الوطني..

التحدي الذي نأمل بإذن الله أن ننجح فيه ونتعاون عليه هو تحويل ايرادات النفط الناضبة إلى ايرادات دائمة عبر إنشاء وتشييد المزيد من الصروح الصناعية والخدمية وكل الأنشطة المدرة للدخل وأن يديرها ويعمل فيها ابناؤنا وبناتنا المؤهلون المدربون.. هنا تتحقق التنمية المستديمة.