هذه المقالة توضح السياسة الامبريالية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على دول العالم الثالث الفقيرة عن طريق إغراقها في الديون مركبة الفوائد، وابتزاز الدول الغنية عن طريق الاحتيال والغواية بشتى الوسائل.
مصدر المعلومات الكاتب الأمريكي "جون بيركنز" كما جاءت في كتابه " اعترافات قاتل اقتصادي " ترجمة د. بسام أبو غزالة ونشر دار ورد للنشر والتوزيع بالأردن , والكاتب كان كبيراً للاقتصاديين في شركة " مين الأمريكية العابرة للقارات " بمسمى وظيفي رسمي Economic Hit Man" " أي قاتل اقتصادي هكذا بمنتهى الصراحة والوضوح .
التعريف بالقتلة الاقتصاديين
القتلة الاقتصاديون هم موظفون بمرتبات خيالية جندتهم وكالة الأمن القومي الأمريكية سراً ويعملون تحت غطاء شركات استشارية دولية , مهمتهم عقد صفقات منح القروض لدول أخرى على أن تقوم تلك الدول المقترضة بإعادة 90% من قيمة تلك القروض لشركة أو شركات أمريكية لتنفيذ مشاريع بنية تحتية مبالغ فيها لتلك الدول وبذلك يتم خداع دول العالم لينهبوا منها تريليونات من الدولارات بجمع المال المقدم لتلك الدول كقروض من البنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى وصبها في خزائن الشركات الأمريكية الكبرى وجيوب قلة من العائلات الغنية .
وسائل عمل القتلة الاقتصاديين
وسائل العمل تتضمن تقارير مالية محتالة , وانتخابات مزورة , وتهديدات للابتزاز , ورشاوي مالية , وغواية جنس , وجرائم قتل , إنهم يمارسون لعبة قديمة من زمن الإمبراطوريات ولكن بأبعاد جديدة ورهيبة في زمن العولمة الكونية .
مراحل تنفيذ مهمتهم
يحدد " جون بيركنز " ثلاث مراحل تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل تحقيق أهدافها في السيطرة على الدول الفقيرة وتركيعها .
المرحلة الأولى : القتلة الاقتصاديين مهمتهم إقناع الدول بأخذ قروض دولية ضخمة بفوائد مركبة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية والأمريكية لتمويل مشاريع اقتصادية وفقاً لتقارير وتقديرات اقتصادية مبالغ فيها عن معدلات النمو المتوقعة حيث تضخم بشكل متعمد لخداع الدول وإغرائها بقبول تلك القروض , ويتم إغواء السياسيين بمنافع شخصية للموافقة على تلك القروض الضخمة المشروطة بأن تذهب إلى الشركات الأمريكية لإقامة مشاريع للبنية التحتية لاتخدم إلا فئات محدودة وتؤدي لزيادة فقر الكثيرين لأنها تدمر بيئتهم واقتصادهم المحلي وتفقدهم شبكة الرعاية الاجتماعية , وعندما تعجز الدول عن الوفاء بالديون كما هو متوقع ومقصود تصبح تحت الوصاية والسيطرة الأمريكية فتباع الموارد الطبيعية للدولة بأسعار زهيدة , وتحول ميزانيات الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية إلى تسديد الديون فتختل الأوضاع الاجتماعية والأمنية ويظهر التمرد والاضطرابات فتكون الفرصة مضاعفة لاحكام القبضة على تلك الدول .
المرحلة الثانية : الواويات وهو الاسم الذي يطلق على الذئاب من رجال الاستخبارات المركزية الذين مهمتهم محاولة القيام بانقلاب أو تصفية الزعيم العنيد الذي يرفض الموافقة على عروض ومقترحات القتلة الاقتصاديين بعد أن قدموا له كافة الإغراءات ومارسوا معه كل الضغوط ومع هذا فشلوا في جعله ينفذ مطالبهم .
المرحلة الثالثة : تحرك الجيش الأمريكي إذا فشلت الواويات " ذئاب الاستخبارات " في مهمتها يتم تحريك الشباب من الرجال والنساء المنخرطين في الجيش الأمريكي للقتال لاحتلال البلد .
من عليه الدور ؟
المهمة مستمرة ولن تتوقف وجاء في اعترافات القاتل الاقتصادي أسماء دول فقيرة مطلوب تركيعها عن طريق إغراقها في الديون مثل مصر وأندونيسيا والاكوادور وبنما , ودول عربية أخرى غنية مطلوب ابتزاز مصادرها الطبيعية مثل السعودية فمن الذي عليه الدور ؟
اجهاض مخطط القتل الاقتصادي
لاجهاض مخطط القتل الاقتصادي على الدول العربية الغنية استثمار فوائضها المالية في الدول العربية الفقيرة , وعلى الدول العربية الفقيرة محاربة الفساد والبيروقراطية وتوفير بيئة العمل المناسبة لاستثمار أموال الدول العربية الغنية , فقد آن الأوان لتنشيط الاتفاقيات الاقتصادية الموجودة وتوسيع السوق العربية المشتركة فعلياً لتصبح واقعاً ملموساً لا مجرد تصريحات وشعارات فارغة من المضمون الحقيقي للوصول إلى تعاون اقتصادي تمهيداً لوحدة اقتصادية تتيح للأفراد حرية التنقل والعمل والاستثمار وخاصة أن أسس ومقومات الوحدة موجودة بكافة صورها ومنها : وفرة المواد الخام الحيوية والثروات الطبيعية التي لا غنى للعالم عنها لفترة طويلة قادمة , ووحدة التاريخ واللغة والعادات والتقاليد وأكثر من ذلك المعتقدات , وضخامة السوق الاستهلاكية العربية فهي تضم 22 دولة وأكثر من 250 مليون نسمة , وتوافر الخبرات الفنية والبشرية في معظم المجالات الزراعية والصناعية والعلمية .
فإذا لم تستغل الدول العربية قدراتها وإمكانياتها في تكوين تكتل اقتصادي وتجاري قوي فلن يكون باستطاعتها مجابهة التحديات المفروضة عليها من التكتلات الاقتصادية العالمية ولن يكون لها موطأ قدم في زمن العولمة الكونية .
ملاحظة : يمكن معرفة المزيد من التفاصيل والاحداث لهذا الواقع المؤلم على الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=Y8TDch24DAo&feature=youtube_gdata_player
هذا قرات له كتب من زمان. هناك امور مثيرة حدثت في امريكا الجنوبية, لكن الباقي من كلامه كله طبيعي ومعروف جدا. لكن المختلف هنا انه يقدمه في سياق مثير واضاف شوي بهارات. هذا الفرق فقط لا غير وذلك. ليشتهر ويبيع كتبه ويعقد ندوات ويكسب اموال. ما لها تفسير اخر, واعتقد انه من السذاجة اعتقاد ان ضميره صحى فجاة مثلا. ومعروف اصلا اثر القروض على الدول والناس ومحاولة التاثير على دول بالمساعدات الخ فما جاب شيء جديد غير عنصر الاثارة. وبالمناسبة امريكا تقرض من اموال هي نفسها اقترضتها والان هي اللي اقتصادها في خطر وضعف ومديونة لكثير من الدول, خاصة الصين ثم السعودية.لو سحبت السعودية والصين اموالها سينهار الاقتصاد تماما, ليس الاقتصاد الامريكي فحسب بل اقتصاد العالم.
شكرا على المقال العرب يعرفون هذا الشيئ ولا يخفى عليهم ولكنها المصلحه الشخصيه التي تتحطم عليها المصالح العامه يوجد خونه ومنتفعين واقطاعيين كثيرون جدا في البلدان العربيه وهم رأس الفساد بل هم اشد خبث من القتله الامريكان !!
موضوع رائع جداً .. أمريكا استبدلت الحرب التقليدية بالحرب الاقتصادية فهي أشد فتكاً بالشعوب ومصيرها الموت البطيء الحلزوني .. والحل بالنسبة لنا ضخ أموال من الدول الغنية على الدول العربية الفقيرة لإنعاشها ورفع مستواها المعيشي عن طريق تقوية البنية التحتية والصناعة والتعليم والصحة وغيرها وتوفير الموارد الطبيعية بعدم هدرها بل باستعمالها قدر الحاجة والحفاظ عليها للأجيال القادمة ................
كل شيء جائز
المفروض مصاص الدماء وليس القاتل
شيء طبيعي ان تجد من يدعي المثاليه وحقوق الانسان وتبني الدمقراطيه, وبخاصه من الدول الغنيه,, وفي الطرف المقابل, نجد الاكثريه من مسؤولي الدول الفقيره, او الناميه,هم افسد من الفساد نفسه.
ياجماعة .. لتستعجلون في الحكم من مرد العنوان. الكلام المذكور كان صحيح في الخمسينيات والستينيات و السبعينيات. أما الآن فإن الوضع مختلف تماما. هناك تغيير كبيرة في الإقتصاد الأمريكي و العالمي اليوم. أرجوا أن تفكروا بعقلانية و تنظروالى الأرقام و الحقائق. مع أحترامي للكاتب.. أنا من المتابعين للإقتصاد الأمريكي ,, وكلام لاينطبق على الواقع وهو غير مرتبط بالوضع الحالي. الرجاء عدم الخلط بين الماضي و الحاضر. أشياء كثيرة تغيرت.