علم نفس المال «7»

24/03/2021 0
فواز حمد الفواز

نواصل طرح أفكار الكتاب. الفكرة الـ 11: المنفعة المجتمعية من توظيف المال تأتي على حساب تنميتها، فالثروة غالبا لا ترى. التظاهر والمظهريات في طبيعة البشر. يذكر الكاتب أنه في شبابه في الثمانينيات كان يعمل في توقيف السيارات لبعض المطاعم الراقية حين كانت السوق العقارية نشطة، ولذلك كان يرى عديدا من الفيراري، ولذلك افترض أن أصحابها جميعا من الأثرياء، لكن مع الوقت عرف أن جزءا كبيرا منهم ليسوا كذلك، فالبعض كان يصرف أغلب ثروته لاقتناء سيارة بقيمة 200 ألف دولار. أغلبنا يحكم على حجم الثروة مما نرى، فلا نرى حساباتهم المصرفية أو مراكزهم الاستثمارية. السيارات والبيوت والإجازات وصور التواصل الاجتماعي تنقل صورا - أحيانا - خادعة، خاصة في الزمن الاستهلاكي. الثروة هي ما لا نرى، فهي السيارات التي لا نرى والمجوهرات التي لم تشتر وتذكرة الدرجة الأولى التي لم تدفع. لكن ليست هذه نظرة الناس للثروة لأن الناس لا تفكر بطريقة هذا السياق. إحدى الفنانات كادت تفلس، وكان رد مستشارها المالي، هل كان ضروريا إبلاغها أنه في حال صرف المال على الأشياء ستنتهي الأشياء وليس المال؟. ربما مضحك، لكن أغلب الناس خاصة الشباب حين يقول: أريد أن أصبح مليونيرا يقصد استعداده لصرف المليون. التوظيف الحقيقي للثروة يأتي في التحكم في الوقت وتوافر الخيارات، المركز المالي ممكن لهما، لكن هذا يأتي غالبا على حساب إشعار الناس بما لديك من الماديات.

الفكرة الـ 12: الانحياز الطبيعي نحو الحركة في مجال أول قانون فيه يدعو للاستمرار في عدم مقاطعة التراكم دون سبب ضروري. من السهل إصلاح سباكة البيت أو حتى زيارة الطبيب للعلاج أحيانا على الأقل، لكن ماذا تعمل حين تفشل الخطة المالية؟ في السباكة وزيارة الطبيب التوجه واضح، لكن في إصلاح الخطة المالية الخيارات متعددة بل غالبا هناك اختلاف في تقدير الإشكالية. هل الإشكالية بسبب تذبذب غير عادي في الأسواق؟ هل نسبة التوفير مستقرة، لكن هناك مصروفات غير متوقعة لهذه الفترة؟ أحيانا يصعب التمييز بين مشكلة طارئة، وبين بداية نهج سلوكي خاطئ أو تحد جديد حقيقي لذلك ينحاز الأغلبية للتحرك دون تفكير دقيق أو انضباط، فتبدو الحركة ضرورية لأن النزعة الطبيعية دائما نحو إصلاح الخلل. أحيانا هناك حاجة إلى تعديل الخطط المالية، وهذه ليست قليلة لكن الأحرى أن يكون التذبذب جزءا من أي خطة مالية أو استثمارية. النزعة غير الصحية في الخلط بين إصلاح الخطة وعدم الصبر من التذبذب الطبيعي. التذبذب وتغير التركيز في الأسواق والقطاعات والمدارس الفكرية في الاستثمارات جزء من الحراك المالي والاستثماري، لكن كثير يبدأ بالعبث في المحفظة دون خطة وثبات. يقال: إن أقوى كلمات مالية لا تغير أي شيء. لكن الصعب على الأفراد قبولها ويصعب على مقدمي الخدمات المالية المطالبة برسوم لتقديم هذه النصيحة الأزلية خاصة أنها غالبا دون رسوم، لذلك يقوم أغلبنا بتحركات تضر غالبا. في الأسبوع المقبل نتابع نصائح الكتاب.

 

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية