تجربة العمل في القطاعين الحكومي والخاص

22/05/2011 6
سليمان المنديل

2 – القطاع الخاص: بنك الرياض

في مقال سابق تحدثت عن تجربة العمل في القطاع الحكومي، واليوم أود أن أتحدث عن تجربة العمل في القطاع الخاص، وهما محطتان: بنك الرياض، والمجموعة السعودية للاستثمار الصناعي.

بنك الرياض:- أسس بنك الرياض في عام 1960م، ومثله أسس البنك الوطني، وبعد سنة واحدة أوشك البنكان على الإفلاس، وتدخّـلت الحكومة، ودمجت البنكين بمسمى بنك الرياض، ووضعت البنك المشترك تحت الوصاية. وقد عنت الوصاية حماية المودعين والمساهمين، ولكن الوصاية كونها حكومية فقد قادت البنك إلى حالة من الركود.

واعتباراً من عام 1980م، بدأت سعودة البنوك الأجنبية (الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، الهولندي، العربي، المتحد، القاهرة)، في حين كان البنك الأهلي في وضع مشابه لبنك الرياض، ورغم أن بنك الرياض كان يوصف بالمارد النائم، وبأنه يوماً ما سيستفيق، ويتجاوز أداؤه باقي البنوك، ولكن الواقع أن البنوك المسعودة قد بدأت بداية صحيحة، وذلك بالاستثمار في التقنية، واستخدام أساليب التسويق الحديثة، ومركزية عملية الإقراض... ولم تكن مثقلة بإرث ثقيل، مثلما كان عليه وضع بنكيّ الرياض، والأهلي. النتيجة هي أنني عندما بدأت العمل في بنك الرياض في عام 1992م، كمدير عام، فقد رحّب الجميع بمبدأ الإصلاح، ولكن عندما عيّن استشاريون لدراسة أوضاع البنك، وبيّنت الدراسات أوجه القصور في كل مناحي عمل البنك، فقد تململت أطراف عديدة، منها الوصي (الحكومة)، ومجلس الإدارة، وباقي الإدارة التنفيذية، لأن إبراز السلبيات يحمّـل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تلك الأطراف مسؤوليتها حول تلك الأوضاع، وكما هي السمة السائدة في مجتمعنا، فالنصيحة التي يقدمها الحكماء هنا تنص على عدم التسرع في الإصلاح، وهم بذلك يحاكون المثل الأجنبي الذي يقول "إذا لم تكن مكسورة تماماً، فلا تبذل جهداً لإصلاحها"!!

ومن ثم تركت البنك، وكانت نصيحتي لشباب الأعمال، في المحاضرة التي القيتها حول الموضوع، وهم في وضع أغلب الظن أنه سيتطلب منهم إصلاح مؤسساتهم وشركاتهم؛ نتيجة انتقال الإدارة من الجيل المؤسس إليهم، أن يراعوا عاملين مهمين، قبل الشروع في عملية الإصلاح:-

1 – التحقق من وجود الدعم السياسي، من قبل رؤسائهم، لعملية الإصلاح، وبدون ذلك لن يتمكنوا من تحقيق هدفهم.

2 – تكوين فريق عملية الإصلاح من عناصر تؤمن بالإصلاح، وعدم استخدام الحرس القديم، لأن عملية الإصلاح ستعني بالضرورة إعادة تقييم أداء العنصر البشري، وهو ما يخشاه الحرس القديم، ومن ثم سيحاول إجهاض العملية من داخلها، وبذلك تتحول العملية إلى عملية انتحار تدريجي. اليوم أراقب البنك، وأجده في وضع أفضل، نتيجة رفع الوصاية الحكومية عنه. وسأتحدث في مقال قادم عن تجربة العمل في المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي، والدروس المستفادة من ذلك.