2 – القطاع الخاص: بنك الرياض
في مقال سابق تحدثت عن تجربة العمل في القطاع الحكومي، واليوم أود أن أتحدث عن تجربة العمل في القطاع الخاص، وهما محطتان: بنك الرياض، والمجموعة السعودية للاستثمار الصناعي.
بنك الرياض:- أسس بنك الرياض في عام 1960م، ومثله أسس البنك الوطني، وبعد سنة واحدة أوشك البنكان على الإفلاس، وتدخّـلت الحكومة، ودمجت البنكين بمسمى بنك الرياض، ووضعت البنك المشترك تحت الوصاية. وقد عنت الوصاية حماية المودعين والمساهمين، ولكن الوصاية كونها حكومية فقد قادت البنك إلى حالة من الركود.
واعتباراً من عام 1980م، بدأت سعودة البنوك الأجنبية (الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، الهولندي، العربي، المتحد، القاهرة)، في حين كان البنك الأهلي في وضع مشابه لبنك الرياض، ورغم أن بنك الرياض كان يوصف بالمارد النائم، وبأنه يوماً ما سيستفيق، ويتجاوز أداؤه باقي البنوك، ولكن الواقع أن البنوك المسعودة قد بدأت بداية صحيحة، وذلك بالاستثمار في التقنية، واستخدام أساليب التسويق الحديثة، ومركزية عملية الإقراض... ولم تكن مثقلة بإرث ثقيل، مثلما كان عليه وضع بنكيّ الرياض، والأهلي. النتيجة هي أنني عندما بدأت العمل في بنك الرياض في عام 1992م، كمدير عام، فقد رحّب الجميع بمبدأ الإصلاح، ولكن عندما عيّن استشاريون لدراسة أوضاع البنك، وبيّنت الدراسات أوجه القصور في كل مناحي عمل البنك، فقد تململت أطراف عديدة، منها الوصي (الحكومة)، ومجلس الإدارة، وباقي الإدارة التنفيذية، لأن إبراز السلبيات يحمّـل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تلك الأطراف مسؤوليتها حول تلك الأوضاع، وكما هي السمة السائدة في مجتمعنا، فالنصيحة التي يقدمها الحكماء هنا تنص على عدم التسرع في الإصلاح، وهم بذلك يحاكون المثل الأجنبي الذي يقول "إذا لم تكن مكسورة تماماً، فلا تبذل جهداً لإصلاحها"!!
ومن ثم تركت البنك، وكانت نصيحتي لشباب الأعمال، في المحاضرة التي القيتها حول الموضوع، وهم في وضع أغلب الظن أنه سيتطلب منهم إصلاح مؤسساتهم وشركاتهم؛ نتيجة انتقال الإدارة من الجيل المؤسس إليهم، أن يراعوا عاملين مهمين، قبل الشروع في عملية الإصلاح:-
1 – التحقق من وجود الدعم السياسي، من قبل رؤسائهم، لعملية الإصلاح، وبدون ذلك لن يتمكنوا من تحقيق هدفهم.
2 – تكوين فريق عملية الإصلاح من عناصر تؤمن بالإصلاح، وعدم استخدام الحرس القديم، لأن عملية الإصلاح ستعني بالضرورة إعادة تقييم أداء العنصر البشري، وهو ما يخشاه الحرس القديم، ومن ثم سيحاول إجهاض العملية من داخلها، وبذلك تتحول العملية إلى عملية انتحار تدريجي. اليوم أراقب البنك، وأجده في وضع أفضل، نتيجة رفع الوصاية الحكومية عنه. وسأتحدث في مقال قادم عن تجربة العمل في المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي، والدروس المستفادة من ذلك.
المارد النائم الآن بنك الرياض. أرباحه تنموا بشكل جيد. وفروعه وصرافاته الاليه منتشرة بشكل ممتاز. يعيبه أنه مازال متخلف كثيرا. اي عمليه اصلحها بالانترنت في بنك آخر تتطلب مراجعة الفرع في بنك الرياض. وعملياته بطيئة جدا. أتمنى أن يتحول قريبا إلى بنك إسلامي بالكامل.
أخي الكريم الاستاذ / سليمان المنديل شكراً جزيلاً على إثرائنا بهذه التجارب ... فحقاً نحن نحتاج أن نتعلم من التجارب الثرية الكثير كدروس في الحياة .... ولعل العاملين اللذين ذكرتهما لهما دور مفصلي في عملية التجديد والتطوير فمن واقع تجربة شخصية عايشتها ... أن الفكر الحكومي في المنشأت القائمة على الربحية حتماً سيؤدي إلى انتكاسة المنشأة ..... ولذلك لا بد من تجديد الدماء فالحرس القديم سيعمل على التشبث بالكراسي ما أمكنه ذلك ... ولذلك فكرالتجديد في منشأت الأعمال يحتاج الدعم من الهرم ... مرة أخرى ... شكراً على هذا المقال الثري
فعلا بنك الرياض لا يزال متخلف في مجال التقنية وان كان بدأ بالتحرك في خطوات الاصلاح ....... مثلا هناك فرق كبير في الخدمات الالكترونية لبنك الرياض مقارنة مع الراجحي فالاول سئ جدا والثاني متطور
متابع ... ياليت تعطينا تفاصيل " ولو كانت مملة " في الجزء القادم ... وشكراً لك
شكرا أستاذ سليمان,,, ويكفي انني اول مره اعرف ان بنك الرياض الحالي ,,هو ناتج اندماج بينه وبين البنك الطني,, الذي لم اعرف باسمه من قبل. ومنتظر لقراءة تجربتك بشركة المجموعه السعوديه للاستثمار الصناعي.
السلام عليكم الاستاذ الفاضل سليمان المنديل الحقيقة لااحد ينكر نجاحاتكم وانجازاتكم انتم الرعيل الاول وان كنت اعدك من الجيل الاوسط الذي عايش الطفرة ولم يعاصر ماقبل الطفرة او الحياة الصعبة التي سبقت اكتشاف النفط, لكنني اجد نفسي مضطرا للقول بان الظروف كانت مواتية لكم والمناخ الملائم لتحقيق الانجازات والنجاحات في شتى مجالات الحياة منها عدم صعوبة او احتدام المنافسة والفرص الكثيرة المتاحة وباقل الجهود والدعم الحكومي اللامحدود لمن اراد الاستفادة من الفرص وهذا ليس تقليلا من شانكم بل على العكس عن نفسي انظر للاجيال السابقة نظرة اجلال واحترام وان مانحن فيه من خير بعد فضل الله تعالى هو نتاج لاعمالكم وجهودكم... حفظك الله وسائر السملمين اجمعين.