هل على المستثمرين الغاء أثر المصفاة من اعتبارهم عند تقييم شركة بترو رابغ ؟؟

27/07/2009 5
محمد الخليص

خلال الارباع الثلاثة الأولى ومنذ تسلم شركة بترو رابغ للمصفاة من أرامكو (انتقلت رسميا في 1 اكتوبر 2008) سجلت مصفاة رابغ خسائر صافية تراوحت بين 903 مليون ريال في الربع الأخير من عام 2008 وخسارة طفيفة قدرها 29 مليون ريال في الربع الاول 2009 ومن ثم 236 مليون ريال في الربع الثاني 2009.

هذه هي نتائج المصفاة خلال الأرباع الثلاثة الأولى حيث لم يبدأ مجمع البتروكيماويات نشاطه خلال هذه الفترة

للتوضيح فإن مصافي النفط حول العالم تحصل على الخام ومن ثم تقوم بتكريره وبيع المنتجات وتعتمد في ربحيتها على فرق السعر بين الخام والمنتج النهائي وليس بالضرورة أن يكون هذا الفرق موجبا فمصافي التكرير تحقق هوامش سالبة حين لا يكون الفرق بين سعر الخام والمنتج المكرر كافيا لتغطية تكاليف التكرير والتكاليف الأخرى المتعلقة بها (الصيانة والنقل ... الخ) اي أنه ليس كما يعتقد البعض بأنه مربح على الدوام وليس خاسرا على الدوام أيضا حيث أن الفرق بين الخام والمنتج النهائي متقلبة حسب موازين العرض والطلب.

وواضح جدا من نتائج بترو رابغ (المصفاة) للأرباع الثلاثة الماضية أن تكاليف تشغيل المصفاة كانت أعلى من الفرق بين سعر الخام الذي تحصل عليه من ارامكو بأسعار السوق وأسعار بيع المنتجات النهائية التي يتم بيعها أيضا بالاسعار السائدة في السوق أو في أحسن الأحوال مساوية لها.

للتذكير فإن أرامكو حولت المصفاة لشركة بترو رابغ مقابل سعر شراء يبلغ 952 مليون ريال ومنذ طرح السهم للإكتتاب كان المستثمرون يواجهون مشكلة في تقييم المصفاة على افتراض أن نشاط الشركة الآخر وهو مجمع البتروكيماويات يمكن تقييمه من قبلهم نظرا لتشابه ظروف نشاطه مع نفس النشاط لشركات قائمة مثل سابك والتصنيع الوطنية.

يمكن أن تتحسن نتائج المصفاة لاحقا في حال تحسنت هوامش الربح ولكنها ستبقى متقلبة بين سنة وأخرى مثلها مثل باقي مصافي التكرير في العالم ولذلك أعتقد أن المستثمرين في نهاية المطاف  لن يعيروا المصفاة أي اهتمام وسيقيمون شركة بترو رابغ على اساس نشاط مجمع البتروكيماويات لوحده حيث أنه هو زبدة الشركة ومصدر أرباحها المستقبلية.