في زمن بات يوصف بزمن الشبكة العنكبوتية، وفي عالم شاسع تشتت قاراته بين محيطاته ...غير أن خيوط الشبكة العنكبوتية ربطت أوصاله لتجعل منه "قرية صغيرة"، وفي ظل تطورات تقنية حديثة جعلت الشبكة العنكبوتية برمتها بين يدي الواحد منا، تتحرك معه إلى حيث ذهب، وتترحل معه إلى حيث ترحل.
وفي أيام تاريخية تغيرت فيها موازين القوى، وأضحت فيها العنكبوت تحيك خيوط شبكتها حول عنق كل من إستهان بها، وأمست فيه –تلك الشبكة- سلاحا من نوع جديد يغير حال الأفراد والمجتمعات والشعوب والأمم، لسان حالها قول الشاعر: "إذا مجتمعات الإنترنت أرادت التغيير *** فلا بد أن يُستجاب لها"
في ظل كل ذلك -إذن- ومن خلال مرآة تعكس حال عالم الإتصال والتواصل الحديث بشكل عام في مجتمعاتنا العربية.. يطرح تساؤل نفسه عن الواقع الحقيقي والفعلي للعالم العربي وعن حال الإنترنت فيه.
ليس هنالك من جواب أفضل من أرقام تعكس واقع الحال، ألخصها في الجداول التالية:
وكما تشير إليه بيانات الجدول، فبالرغم من أن بعض الدول العربية، والمتمركزة خصوصا في شبه الجزيرة العربية، حققت إنتشار واسعا لخدمات الإنترنت فيها ولإستخداماتها، إلا أنّ الكثير من الدول العربية الأخرى، وهي تمثل الغالبية، لا تزال تحتاج لإستثمارات كبيرة في هذا المجال، ما قد يساعد على إنتشار أوسع لخدمات الإنترنت بين مختلف شرائح مجتمعاتها.
يجدر بالذكر هنا ان معدل إنتشار الإنترنت في بعض الدول العربية قد ارتفع بشكل متسارع مابين يونيو 2010 وديسمبر 2010 بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي وقاعدة بيانات انترنت وورلد ستات، فعلى سبيل المثال قفز المعدل في اليمن من 1.8% في يونيو 2010 إلى 10% في ديسمبر 2010. في إشارة إيجابية لتزايد الطلب على خدمات الإنترنت.
ليست المجتمعات العربية وحدها من تحتاج لدفع أكثر لإنتشار الإنترنت فيها، لكن المحتوى العربي على هذه الشبكة العنكبوتية –هو الآخر- يحتاج لإثراء أكثر.