هل إعادة هيكلة «اتحاد عذيب» هي الحل؟

27/04/2011 8
محمد العمران

مع إعلان شركة اتحاد عذيب للاتصالات أخيرا عن نتائجها المالية للفترة المنتهية في 31 آذار (مارس) 2011، ظهر جليا أن الخسائر المتراكمة تجاوزت 954 مليون ريال مقارنة برأس المال البالغ مليار ريال، وهو ما يعني أن نسبة الخسائر المتراكمة إلى رأس المال تجاوزت نسبتها الآن حاجز 95 في المائة، في حين هبطت القيمة الدفترية لأقل من 46 مليون ريال، وهو ما يعادل أقل من نصف ريال للسهم الواحد.

بالتزامن مع إعلان القوائم المالية، أعلنت الشركة أيضا خطتها المقترحة لإعادة الهيكلة والتي تضمنت التوصية بتخفيض رأس المال من مليار ريال إلى 600 مليون ريال لتكتمل الصورة الكاملة للخطة مع التوصية السابقة برفع رأس المال بقيمة 600 مليون ريال، إضافة إلى موافقة الجمعية العامة غير العادية للمساهمين على استمرار الشركة، وهو بلا شك تصرف سليم، لكنني أراه أتي متأخرا جدا، حيث إن التوصية بتخفيض رأس المال لم تعد خيارا (كما يعتقد مسؤولو الشركة) بعد هبوط سعر السهم في السوق لما دون القيمة الاسمية منذ نحو ثلاثة أشهر!!

قد يكون الهدف من تخفيض رأس المال هو إطفاء جزء من الخسائر، لكن الهدف الأهم ـ في رأيي ـ هو رفع القيمة السوقية لسهم الشركة بما يزيد على القيمة الاسمية قبل إتمام رفع رأس المال الذي حتما سيفشل دون إجراء تخفيض رأس المال أولاً، وبالتالي فإنه في حال موافقة الجهات الرسمية ومساهمي الشركة على الخطة المقترحة لإعادة الهيكلة، فإن تخفيض رأس المال سيؤدي إلى تخفيض عدد الأسهم المصدرة من 100 مليون سهم إلى 40 مليون سهم، وسيؤدي تلقائيا إلى ارتفاع القيمة السوقية للسهم من 7.0 ريالات إلى 17.5 ريال (على افتراض أن سعر السهم سيبلغ 7 ريالات عند انعقاد الجمعية العامة للمساهمين)، وهو ما سيشجع المساهمين على المشاركة في رفع رأس المال، والذي من المتوقع أن يتم تسعير السهم الجديد فيه بالقيمة الاسمية.

اللافت أنه على الرغم من بلوغ الخسائر أكثر من ثلاثة أرباع رأس المال في كانون الثاني (يناير) الماضي إلا أن هيئة السوق المالية لم تقم بتعليق تداول السهم في السوق (أسوة بسهمي "أنعام القابضة" و"بيشة الزراعية" قبل عدة سنوات)، في وقت كان يتم تداول السهم في السوق بسعر 13 ريالا، وهو تصرف نضع أمامه أكثر من علامة استفهام، لأنه ببساطة أضر بمصالح الشركة وأضر بسمعة السوق المالية السعودية التي لم تطبق الأنظمة بسواسية مع جميع الشركات. لذلك، أرى أن مسؤولي هيئة السوق المالية (الذين نحترمهم ونقدرهم كثيرا) هم الآن مطالبون بإعادة إدراج سهم "بيشة الزراعية" دون النظر لأي اعتبارات تحت شعار المساواة والعدالة بين الجميع.

بقي أن أشير إلى أن قيام شركة اتحاد عذيب بإعادة الهيكلة لا يعني بأي حال من الأحوال أن المشكلة قد تم حلها، حيث إن عملية إعادة الهيكلة ستؤدي إلى تخفيض نسبة الخسائر المتراكمة إلى ما يعادل 35 في المائة من رأس المال، بينما لا تزال الشركة تواجه مصاعب في تحقيق أرباح تشغيلية وصافي ربح. لذلك، أرى أنه إذا لم تتمكن الشركة من تحسين أدائها المالي خلال المرحلة القادمة فمن المتوقع أن تعود نسبة الخسائر المتراكمة إلى ما يزيد على ثلاثة أرباع رأس المال قبل نهاية عام 2011م، وربما في النصف الأول من عام 2012م، والله أعلم.