نتائج الربع الأول 2011 : اين كانت المفاجآت ؟؟؟

23/04/2011 53
د. أحمد المزروعي

انتهت الشركات السعودية من الافصاح عن نتائجها المالية للربع الأول والتي حفلت بالعديد من المفاجآت ومن حسن الحظ فإن أكثر المفاجآت كانت ايجابية ويأتي ذلك في أعقاب فترة طغت فيها الأحداث السياسية على اهتمامات الناس فما حصل من تغيرات خلال الأشهر الثلاثة الاولى من العام في المنطقة لم يسبق له مثيل وفاقت في حجمها الأحداث الكبيرة التي ميزت عام 1979 الاستثنائي ، حيث كانت أحداث ذلك العام الجسيمة قد ظلت آثارها ماثلة للعيان لنحو 30 سنة تالية ويبدو أن ما يحدث خلال عام 2011 ستظل اثاره وتداعياته لفترة طويلة مماثلة... وللتذكير ففي عام 1979 لوحده ، غزا الاتحاد السوفيتي افغانستان ، وقامت الثورة الايرانية ، وتولى صدام حسين السلطة في العراق ، ووقع السادات اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ، هذا عدا عن أحداث أخرى هامة لكنها تضاءلت أمام هذه الأحداث الأربعة الكبرى...

وهنا سرد لأهم هذه المفاجآت:

سابك

كانت أكبر المفاجاءات من شركة "سابك" حين حققت أرباحا صافية قدرها 7.69 مليار ريال وهي نتائج تفوق النتائج القياسية التي تم تحقيقها في الربع الثاني لعام 2008 والبالغة 7.54 مليار ريال على الرغم من أن معدل اسعار البتروكيماويات لاتزال اقل بنحو 15 – 20 % مقارنة بالأسعار القياسية التي سجلت في منتصف عام 2008 ، لكن بالتأكيد فإن حجم سابك الحالي أكبر مما كان عليه في منتصف عام 2008 وذلك بسبب التوسعات التي دخلت حيز الانتاج منذ ذلك الوقت (توسعات شرق و الرازي وينساب وتيانجين وغيرها).. ولم أطلع على النتائج التفصيلية للشركة بعد لمعرفة اسباب المفاجأة ولكن بكل تأكيد فإن ارتفاع أسعار المواد وانتظام الانتاج لأغلب المصانع الجديدة كان وراء ذلك..

التصنيع

تشير القوائم المفصلة بكل وضوح إلى أن ارتفاع اسعار "أوكسيد التيتانيوم" وانتظام الانتاج لمعظم مصانع "كريستال" كانت السبب الرئيسي وراء المفاجأة ، ويعيش منتجوا المادة حاليا عصرا ذهبيا وذلك بسبب الشح في العرض الذي تعاني منه هذه الصناعة وعدم كفاية المعروض على مستوى العالم بأكمله، ويتوقع المحللون أن يستمر هذا الزخم لعدة سنوات قادمة حيث أنه لاتوجد على الإطلاق اي طاقات انتاجية جديدة ستدخل الانتاج في المستقبل المنظور ... ونظرا لكون شركة "كريستال" هي ثاني أكبر شركة منتجة للمادة في العالم فإن "التصنيع الوطنية" ستستمر في الاستفادة من هذه الوضع الاستثنائي في المستقبل .. ويجب الاشارة هنا إلى أن الربع الثاني من العام هو أكثر المواسم مبيعا لهذه المادة ويعاني مستهلكوا المادة حاليا من نقص في المعروض "Super Tight Situation" وهو ما حدا بالشركات الكبرى القليلة المنتجة للمادة مثل "دوبونت" و "كريستال" و "هنتسمان" و "كرونوس" لزيادة الأسعار بمستويات تراوح بين 250 و 350 دولار للطن بدءا من شهر أبريل الحالي...

بترو رابغ

كانت نتائج الشركة مفاجأة سارة لملاك السهم وذلك بعد سلسلة من النتائج المخيبة خلال العام الماضي ... ايضا لم تنشر الشركة بعد قوائمها المفصلة ولكن يمكننا التخمين (وكما ورد في بيان الشركة ايضا) بأن تحسن هوامش ربح مصفاة التكرير كان العامل الرئيسي في ذلك... من المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى إعادة تقييم سعر السهم بالسوق..

اسمنت العربية

حققت الشركة أعلى أرباح فصلية في تاريخها إلى 116 مليون ريال مقارنة بـ 82 مليون ريال (+ 41 %) وهنا تكمن المفاجأة فزيادة الأرباح بحد ذاتها كانت متوقعة نتيجة لزيادة حجم مبيعاتها (بالطن) بنحو 15 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ، إلا أنه وبالعودة للقوائم المفصلة فإن حجم المفاجأة يكمن في انخفاض تكلفة المبيعات بالرغم من الزيادة في الانتاج !!!! ... فتكلفة المبيعات بلغت 96 مليون ريال فقط مقابل 112 مليون ريال العام الماضي ... وبحسب بسيطة فإن مبيعاتها في الربع الأول 2011 بلغت 992 ألف طن مقابل 866 ألف طن في عام 2010 وهذا يعني ان تكلفة انتاج الطن الواحد بلغت 97 ريالا فقط مقارنة بـ 130 ريالا العام الماضي أو بمعنى آخر فإن تكلفة انتاج الكيس الواحد بلغت 4.85 ريال فقط مقارنة بـ 6.50 ريال سابقا ... وقد اشارت الشركة في إعلانها على تداول لهذه النقطة وأن تكلفة الانتاج قد انخفضت ولكن لازلنا نحتاج الى مزيد من التفسيرات حول سبب هذا الانخفاض المفاجئ والكبير في تكلفة الانتاج ؟؟!!...

المراعي

هذه هي المرة الأولى على ما أعتقد التي لم تحقق الشركة فيها نموا يذكر مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق وذلك منذ ادراج الشركة بالسوق قبل أكثر من 5 سنوات..

حلواني إخوان

سجلت الشركة نموا في الأرباح بنسبة 3 % ونموا في المبيعات بنسبة 12 % مقارنة بنفس الربع من العام الماضي ... وتكمن المفاجأة في كون الشركة تمتلك مصانع في جمهورية مصر تشكل ايراداتها جزءا هاما من المبيعات تصل لنحو 38 % من اجمالي المبيعات (عام 2010) لتكون بذلك أكثر الشركات السعودية انكشافا على السوق المصري ، وبالرغم من ذلك زادت الشركة مبيعاتها مقارنة بالعام الماضي كما حافظت على مستوى الربحية.. الشركات الأخرى التي لها أنشطة في مصر مثل "الزامل" و "البابطين" سجلت تراجعا في الأرباح رغم أن حجم أنشطة الشركتين في مصر كنسبة من اجمالي المبيعات أقل من حجم أنشطة "حلواني"...

موبايلي

واصلت الشركة زخم النمو سواءا في الايرادات (+ 25 %) أو الأرباح (+ 40 %) وهي مستويات نمو عالية لشركة مر عليها حوالي 6 سنوات منذ بدأت تشغيل شبكتها ويبدو أن الشركة تستفيد من عدم كفاءة شركة "الاتصالات" ومن التشويش الذي تمر به "زين" فيما يخص إعادة هيكلة رأسمالها وبالتالي عدم قدرتها على القيام بانفاق رأسمالي يوازي ذلك الذي تقوم به "موبايلي" ..

زجاج

عادت شركات الزجاج المسطح التي تستثمر بها الشركة في "الجبيل" و "رأس الخيمة" لتحقيق مستويات ربحية جيدة وهو ما دعم الأرباح الصافية للشركة..

هذه نظرة سريعة وربما أكون قد نسيت الاشارة الى بعض الشركات الأخرى ولكن في رائي هذه هي أبرز المفاجآت خلال الربع الأول..