ماذا لو حصلت كارثة نووية؟

23/03/2011 6
محمد العمران

أولاً أنا لست بخبير في مجال الطاقة النووية لكن صديقي الغالي خالد العلكمي طلب مني أن أكتب عن السيناريوهات المحتملة لحصول كارثة نووية بمجمع فوكوشيما للمفاعلات النووية (في حال حصولها ــ لا قدر الله)، وهو بالتأكيد موضوع مهم يشغل تفكير الكثير منا سأكتب عنه من واقع الآراء والتعليقات الصادرة من خبراء الطاقة النووية أنفسهم والتي تم نشرها في بعض الصحف والمجلات العالمية خلال الأيام الماضية حتى نتمكن من وضع تصور لهذه السيناريوهات بحكم الارتباط الوثيق بالاقتصاد الياباني بشكل مباشر والاقتصاد الآسيوي والعالمي بشكل غير مباشر.

يرى الدكتور مايكل ألين من جامعة تينيسي الأمريكية (وهو أستاذ جامعي أمريكي أمضى حياته في إجراء التجارب والأبحاث المتعلقة بالكوارث النووية) أن المهم في هذه المرحلة ألا يحدث "ذوبان كلي" للمفاعلات النووية المتضررة، وهي مسألة لا يمكن الحكم عليها في هذا الوقت وسنحتاج إلى فترة زمنية طويلة قد تصل إلى شهور حتى نتأكد تماماً من ذلك، والأولوية الآن يجب أن تتركز في محاولة تخفيض درجة حرارة المياه الموجودة داخل المفاعلات المتضررة بأي شكل من الأشكال وإلا فإن المفاعلات ستذوب كما تذوب الزبدة. المشكلة أن الحكومة اليابانية حتى الآن لم تقدم صورة واضحة عن الوضع الحالي، وهو ما يزيد الأمور حيرة وغموضاً.

على كل حال، يعتقد الدكتور ألين أن حالة الذوبان الكلي للمفاعلات النووية ستؤدي إلى انفجار ضخم (أشبه ما يكون بالقنبلة النووية) ومن ثم تكوين سحابة كبيرة من المواد النووية المشعة فوق سطح الأرض، وهنا تكمن الخطورة وبالتالي فهو يرى أن حركة الرياح، إضافة إلى احتمالية تساقط الأمطار ستلعب دوراً مهماً في تحديد درجة الخطورة، حيث إن اتجاه الرياح نحو الشرق (أي نحو المحيط الهادئ) سيقلل من آثار هذه السحابة المشعة، في حين أن اتجاه الرياح نحو الجنوب أو الغرب وتساقط الأمطار ستكون له نتائج خطيرة جداً قد تصل إلى ما هو أسوأ من نتائج انفجار مفاعل تشيرنوبل الأوكراني عام 1986م (خصوصاً فيما لو اتجهت الرياح نحو منطقة طوكيو).

أما البروفيسور جون بيدينجتون (وهو أحد كبار العلماء النوويين البريطانيين) فهو يتفق مع الدكتور ألين في نظرته، إلا أنه يختلف معه حول مسألة الضرر الذي قد تسببه السحابة المشعة حيث يرى أن الضرر لن يتعدى مسافة 30 كيلو متراً من المنطقة المحيطة بمجمع فوكوشيما. في السياق نفسه، ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بحسب مسؤولي شركة طاقة كهرباء طوكيو (المالكة لمجمع فوكوشيما)، فإن الخطورة تتركز في قضبان الوقود داخل هذه المفاعلات أكثر من خطورة المفاعلات نفسها، حيث إنه في حال ذوبان هذه القضبان (دون النظر إلى مسألة الانفجار)، فإن ذلك سيؤدي إلى انبعاث مواد مشعة أكثر من تلك التي قد تنتجها السحابة الناتجة من الانفجار، نسأل الله اللطف والعافية.