خلال تجربتي المتواضعة في كتابة عمود أسبوعي في المجال الاقتصادي، والإداري المحلي، استرعى انتباهي، أن كثيراً من القراء يطالبون الكتّاب بتقديم حلول للمشاكل التي يعرضونها، مثل ارتفاع الأسعار، أوانهيار سوق الأسهم، أو البطالة... إلخ، وقد استغرق ذلك مني وقتاً طويلاً، حتى أفهم مغزى تكرار تلك الملاحظات، وأخيراً تبين لي أن القراء في الغالب يعرفون المشاكل، ولكنهم يسألون عن الحلول، وبالمقابل، وبالنسبة لكتّاب الزوايا، فإن المساحات المخصصة لهم للكتابة محدودة، وبعدد مقررمقدماً من الكلمات، بحيث لا يسمح ذلك بالتوسع بأكثر من شرح المشكلة، وفي نفس الوقت كان يفترض، وأؤكد على كلمة "يفترض"، أن يكون المقال بداية حوار مع المسؤول عن ذلك الموضوع الاقتصادي المعيشي، أو من ينوب عنه، مما يعني أن يستجيب المسؤول بالشرح، أو الدفاع، أو التعبير عن وجهة نظره، وهو الأقدر على تقديم الحلول. وبذلك تتحقق الفائدة من دور الصحافة المحلية، ويفضي كل ذلك إلى إيجاد حل لمشكلة معيشية، اقتصادية هامة. ولكن وضعنا المحلي الحالي يعاني من تكوّن مناعة، وممانعة كبيرة، لدى كثيرٍمن مسؤولينا، وقدرة عجيبة على تجاهل كل ما يكتب، وبذلك يبقى القارئ ضائعاً، لأن فضوليته في معرفة ماذا سيحدث مستقبلاً تبقى غير مشبعة، ولذلك تنطبق على هذه الحالة المقولة الشعبية: "عمك أصمخ"، أي أصم!! لتعبر عن حالة الصمت المطبق، التي يمارسها كثير من المسؤولين الحكوميين.
قد يقول قائل إن هناك تحسنا في الوضع، بحيث إن سلطة الرقيب لم تعد شديدة، كما كانت في الماضي، وهذا صحيح، وهو ما يتيح فرصة لطرح الكثير من الهموم المعيشية، ولكن حلّت اليوم محل سلطة الرقيب، سياسة التطنيش، وعلى كل المستويات، (إلا ما ندر). وهنا سأسترجع تجربة شخصية من واقع عملي السابق في الحكومة، حيث كان محددا لمسؤولي وزارة المالية، اجتماع مع رجال الأعمال، في إحدى الغرف التجارية، وكانت أكبر قضية بالنسبة لرجال الأعمال في ذلك الوقت، هي تأخر صرف مستحقاتهم من قبل الحكومة، وقبل الاجتماع عقد اجتماع تحضيري داخل الوزارة، اقترح فيه أحد المسؤولين أنه عندما يثار الموضوع من قبل رجال الأعمال، فمن المناسب أن يقترح تشكيل لجنة مشتركة من المسؤولين الحكوميين، ورجال الأعمال، لبحث الموضوع، وعندما ذكّر أحد الحاضرين بأن ذلك الاقتراح قد سبق أن طرح قبل ثلاث سنوات، ولم تجتمع اللجنة، أجاب صاحب الاقتراح، بأن الناس لابد أنهم قد نسوا الموضوع السابق، ومن ثم يمكن طرحه من جديد، لإلهاء الحاضرين.
هذه هي مع الأسف نظرة كثير من المسؤولين الحكوميين، ولا أعتقد أن كثيراً قد تغير اليوم، ولكل ذلك لا أعتقد أنه يحق لصحافتنا ادعاء مسمى السلطة الرابعة، لأنه لا سلطة لها، وتأثيرها مازال هامشياً، وغير ذي بال.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أستاذ سليمان.. والمشكلة إيضاً ليست في أنهم لا يسمعون بل الأعظم من ذلك سياسة تكميم الأفواه وعدم التعبير بما يدور في خلد الآخرين من وجهات نظر قد تكون إيجابية وصائبة فيما يدور في آرائهم..!!
ارجو ان تنتبه لما تكتب فقد تجد نفسك مسشول عن تنفيذ ما تطالب به مثلما حصل للاستاذ محمد عبد الله الشريف فقد استمر ينتقد الفساد فى مقالاته الصحفيه فوجد نفسه مسشولا عن مكافحته
والله انك صادق اخوي مفكر كثير من الكتاب يكتب وينتقد ويدعي انه هو صاحب العصا السحريه واذا تولي منصب للاسف مانشوف شي من اللي في المقالات. لكن للحق ماننكر دورهم في ايصال صوتنا للمسئوليين فشكرا لهم وعلي راسهم الكاتب
- كتاب الأعمده ( الكثير منهم) لايكلف نفسه مهمة البحث والخروج بمقترحات للمشاكل ، قابله للتطبيق. ولذا المتلقى لايجد الجديد فى ما يكتبون. - أحييى فيك صراحتك وكشفك للمستور عن كيفية إدارة بعض المشاكل فى وزارة الماليه . عساك ماكنت زيهم ياأستاذ؟
أضف الى ذلك أستاذ سليمان ان بعض المسؤولين عنده مبداء(( لا أسمع , لا أرى ,لا أرى,, وكله كلام جرايد)) وهذه تكاد تكون الميزه الاوضح لدى البعض, ولديه جزم ان المسألة ايام قليله وتنسى المشكله,, فهل نسيت مشكلة الاتصالات السعوديه ومشاكل الفواتير,, او مشكلة قناة العربيه, عندما بثت فيلم عن (( الوهابيه)), او مشكلة مذيعة الام بي سي والكلمات المخجله التي طلعت منها ومن زوجها, واخير مشكلة جده,, ووسع صدرك الجاي أكثر.
بارك الله فيك و في قلمك. دائما تاتي على الجرح: و هذه المصيبة تطنيش و المسؤول يقول جالس في منصبي مافيه مشكله