كانت منطقة الشرق الأوسط تتميز بالديناميكية مثل أوروبا وكانت اسواق كبيرة في بغداد واسطنبول تعج بطالبي الثروة من هنا وهناك. ومن ثم تحولت موازيين القوى في العالم حيث قدرت في عام 1000م حصة الشرق الأوسط من الناتج المحلي الإجمالي في العالم ب 10% مقارنة ب 9% لاوروبا. وبحلول سنة 1700م انخفضت حصة منطقة الشرق الأوسط إلى مجرد 2 ٪ مقارنة بأوروبا الذي ارتفع الى 22 %.
تمت مناقشة عدة أسباب, واحدها هو أن روح الإسلام معاد للتجارة ولكن نلاحظ ان القرآن مليء بالثناء على التجارة والتفسير الثاني هو أن الإسلام يمنع الربا ولكن الربا ايضا محرم في التوراة والإنجيل والثالث وهو الاكثر شعبية في العالم الإسلامي, أن المسلمين كانوا ضحايا للإمبريالية الغربية ولكن لماذا تستسلم هذه الحضارة العظيمة للغرب؟
في كتاب للسيد تيمور كوران (الاختلاف الطويل) عرض سبب أكثر قبولا. حيث اشار الكاتب الى ان هذا التراجع في الشرق الأوسط سببه الفشل في تكوين منظمات تجارية، وعلى الأخص الشركات المساهمة لتكون قادرة على استغلال كميات كبيرة من الموارد الإنتاجية والاستمرارية لمدة زمنيه طويلة.
ورث الأوروبيين فكرة المؤسسة من القانون الرومان. وباستخدامه كقاعدة، طورت شركات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى في حين فشل العالم الإسلامي لإنتاج ابتكارات مماثلة. لم يكن أي من هذه التطورات مهمه عندما كانت الأعمال تعتبر بسيطة. ولكن الغرب تقدم بسرعه عندما أصبحت أكثر تعقيدا. في حين ظلت المؤسسات التجارية في العالم الإسلامي متفرقة، ولكن الغرب طور منهجيات وقوانين أكثر مرونة خصوصا للشركات محدودة المسؤولية حيث أصبحت متاحة على نطاق واسع في منتصف القرن 19، فضلا عن التطور في القيود المحاسبية وأسواق الأسهم المالية.
لا يزال تشكيل مناخ الأعمال في المنطقة متأخرا والشرق الأوسط لديه الكثير للحاق بالغرب. نصيب الفرد من الدخل لا يزال 28 ٪ فقط من المتوسط في الغرب. أكثر من نصف الشركات في المنطقة يشتكون من محدودية فرص الحصول على الكهرباء والاتصالات والنقل ( هذا الرقم في أوروبا أقل من الربع)
تشير منظمة (GEM) العالميه وهي منظمه غير ربحيه للمبادرات, إلى أن معدلات المبادرات والأفكار الخلاقه من المشاريع منخفضة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و يشير مؤشر الشفافية والذي تصدره منظمة الشفافية الدولية بأن الفساد مستشر (في عام 2010 ، على مقياس من واحد (أسوأ) إلى عشرة، تلقت خمسة بلدان من الدول الغربية متوسط درجات من 6،5 ، في حين أن الدول الثلاث الأكثر سكانا في الشرق الأوسط بلغ متوسطها 3.2 (تركيا 4،4 ، 3،1 مصر وايران 2،2).