منذ حوالى اسبوع وقبل الاحداث التى حدثت فى مصر وبالتحديد بعد احداث تونس وانا اتأمل اسواقنا المالية فى مصر والسعودية ودبى بشكل دائم واعقد الكثير من المقارنات بينها وبين الاسواق المالية العالمية فى لندن وباريس وطوكيو ونيويورك..!! أقول كنت اتامل اسواقنا المالية ودار هذا التساؤل فى ذهنى ... بل والح على الحاحا ان أجد له جوابا شافيا !!!
فقلت لابد من دراسة الامر ومتابعة اسواقنا المالية منذ الازمة العالمية وحتى يومنا هذا ...!!! فقد وجدت ان اسواقنا المالية انخفضت ابان الازمة العالمية تبعا للانخفاضات التى حدثت فى الاسواق العالمية ..!! وقلنا يومها ان هذه الانخفاضات امر طبيعى لان العالم اصبح قرية صغيرة. وان ما يحدث فى امريكا واوربا واسيا لابد ان نتأثر به ..!!! وان هذه الانخفاضات فى الاسواق العالمية لابد ان تؤثر بصورة مباشرةعلى اسواقنا المالية لوجود ارتباط مباشر وغير مباشر بين اسواقنا المالية وتلك الاسواق المالية العالمية ...!!!فنحن نستورد من تلك الاسواق الكثير من السلع والخدمات ونصدر لهم بعض السلع وعلى راسها البترول ولذلك من الطبيعى ان نتأثر بهذه الانخفاضات التى تحدث ..!!
ثم جاءت مرحلة التعافى وبداية التعافى فى الاسواق العالمية .. او لنقل مرحلة التذبذب .. مما يعنى ان الاسواق العالمية كانت ترتفع فى بعض الاوقات وتنخفض فى بعضها الاخر تبعا لظهور مؤشرات معينة او الاعلان عن احداث معينة او نتيجة اتخاذ قرارات معينة من قبل حكومات تلك الدول او نتيجة اتخاذ اجراءات مالية او اقتصادية من قبل المؤسسات المالية العالمية او البنوك او الشركات العالمية ...!! وقد كان تأثير تلك الاجراءات والقرارات ذا اثر مباشر على تلك الاسواق العالمية حسب هذه القرارات والمؤشرات. ان حسن فتتحسن المؤشرات وان سىء فتنخفض تلك المؤشرات ..اى بمعنى ان تأثير تلك القرارات والاجراءات والمؤشرات قد يكون تأثير ايجابى او سلبى حسب هذه المؤشرات ..!!
وكل هذا أمر طبيعى جدا لاننا نتكلم عن الاسواق العالمية والتى بدأت فيها الازمة وتتداعياتها .... ولكن كان غير الطبيعى تأثير تلك الامور على اسواقنا المالية والتى لاحظنا فيها امر عجيب وغريب ...!!! فأسواقنا المالية تنخفض عقب كل انخفاض للاسواق العالمية ولكن بنسبة اكبر ...!!! وترتفع عقب كل ارتفاع للاسواق العالمية ولكن بنسبة أقل ...!!! واصابتنا الحيرة وظللنا نطرح الاسئلة على رجال المال وعلماء الاقتصاد.
لماذا يحدث هذا فى اسواقنا ولا يحدث فى اسواقهم ...!!! اليسوا هم اصحاب الازمة ..؟!! فكيف نتأثر بها اكثر منهم ..؟!! وكيف تتحسن المؤشرات والاسواق العالمية اكثر من تحسن اسواقنا المالية ؟!! وازدات الحيرة وكثر السؤال واختلف علماء الاقتصاد وخبراء المال ...!! ولجأ كل منهم لتفسير قد يقنع البعض ولكنه قد لا يقنع البعض الاخر ..!! ولاحظنا ان معامل الارتباط بين اسواقنا المالية والاسواق العالمية اكبر فى حالة الهبوط منه فى حالة الصعود ..!!! ونتعجب ونستغرب ( ولعلكم تلاحظون كثرة كتابتى لعلامات التعجب ..!!)
وقد فسر البعض هذا على ان ماقامت به حكومات ومؤسسات تلك الاسواق العالمية من اجراءات ضح الاموال والسيولة وسبل التصحيح وطرق الحل لم يحدث مثله من قبل حكومات ومؤسسات اسواقنا المالية ...!!! ولذلك فتتداعيات الازمة وتأثيراتها تظهر عندنا اكبر بكثير مما تظهر عندهم ...!!! وارتحنا نوعا ما الى هذا التفسير ( وان لم يكن هو التفسير الوحيد ) وكل يدلى بدلوه ويرى بمنظوره – او لنقل حسب رؤيته او نظريته..!!
ثم نظرت ابان احداث تونس على اثر هذه الاحداث على اسواقنا المالية فوجدت اثرا سلبيا ولا حظت انخفاضا فى اسواقنا المالية – وان تفاوت من بلد لاخر _ فتأثرت مصر باحداث تونس تأثرا ملحوظا – ومرت ايام متتالية والاسواق والمؤشرات فى مصر تنخفض كل يوم ولكن بنسب معقولة او صغيرة – وهذا امر طبيعى نظرا لان الاسواق المالية تنخفض عند وجود عوامل عدم الاستقرار السياسى او الاقتصادى - ولكن ثار هذا التساؤل فى ذهنى لماذا لم تتأثر الاسواق العالمية من جراء هذه الاحداث ..؟!! مثلما تأثرنا بهم ام ان المثل العامى ( قليل البخت ..!!) قد اصابنا وان الامر لايعدو كونة قلة بخت وقلة حظ...!!!
ثم جائت الاحداث فى مصر وطبعا لاحظنا الهبوط الحاد فى السوق المصرى الذى قارب حد الانهيار نتيجة هذه الاحداث والتى تدل على غياب شبه تام للاستقرار السياسى والاقتصادى بالتبعية ...!!! وافتتحت البورصة فى السعودية بالامس على هبوط حاد ايضا نتيجة هذه الاحداث فى مصر , مما يعنى تأثر اسواقنا بما يحدث فى بلادنا العربية بصورة مباشرة ومتعاقبة ....!!!! وعاد شريط الاحداث يمر امام عيناى منذ الازمة العالمية حتى الاحداث الاخيرة ... واربط الامور ببعضها ... ولكن – وآه من لكن هذه – يثور هذا التساؤل مرة اخرى وبقوة ..... هل اسواقنا المالية عالية المخاطر ..؟!!
سؤال يحتاج لاجابة من اهل الاختصاص والعلم ... ويحتاج لاجابة من المضاربين والمتداولين والمستثمرين ...!!! وبينما نبحث عن الاجابة ... اتجه بدعواتى الصادقة ان تمر هذه الاحداث سريعا وان ينقشع الخطر عن بلادنا ... وان يحمى الله عز وجل بلادنا عامة والمملكة خاصة ... وان يرفرف الامن والامان على شعوبنا وامتنا انه ولى ذلك والقادر عليه.
شئ طبيعي ان نتأثر ... ولا نؤثر ! فنحن ( كامل الدول العربية ) لا تشكل إلا اقل من 1.5% من الاقتصاد العالمي ! بنفطنا و ملوثاتنا و زيتوناتنا وقننا و كل مايوجد لدينا ( لا يكون بس ناسي شئ !) ... لا نمثل شئ بالنسبة للاقتصاد العالمي